الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

إلى أين تتجه طموحات شركات التكنولوجيا التي لا سقف لها؟

إلى أين تتجه طموحات شركات التكنولوجيا التي لا سقف لها؟

رويترز.

وصف تقرير لمجلة الإيكونومست البريطانية، أن طموح شركات التكنولوجيا الكبرى لا حدود له، وأشار التقرير إلى تغيير اسم شركة فيسبوك إلى ميتا ووصف الرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ بأن مستقبل البشرية الجديد متجه نحو العوالم الافتراضية.

وفي 18 يناير الجاري قررت شركة مايكروسوفت التي تبلغ قيمتها أكثر من 2 تريليون دولار، أنها ليست كبيرة بما يكفي وقدمت عرض استحواذ بقيمة 69 مليار دولار لشركة ألعاب الفيديو Activision Blizzard، وهي أكبر صفقة للشركة على الإطلاق.

وتنفق شركة فيسبوك سنوياً 10 مليارات دولار على عالم الإنترنت الافتراضي ميتافيرس، وتعمل أبل على توسيع وتسهيل خدماتها التي تقدمها في أجهزتها.

وأوضح التقرير أن صفقة مايكروسوف الجديدة قد يساعد على توفير تجربة أكثر ثراء لعملائها المهتمين بألعاب الفيديو.

وتتقاضى منصات الحوسبة السحابية التي تديرها Alphabet و Amazon و Microsoft رسوم الإيجار فعلياً لاستضافة بيئات الحوسبة لشركات أخرى.

وأشار التقرير إلى أن هذه القرارات تعد جزءاً من طفرة استثمارية هائلة في أكبر خمس شركات تكنولوجية أمريكية، وهي ألفابيت، وأمازون، وأبل، وميتا، ومايكروسوفت.

وبلغت استثمارات جميع هذه الشركات في العام الماضي 280 مليار دولار، أي ما يعادل 9% من استثمارات الأعمال الأمريكية، محققة ارتفاعاً بنسبة 4% مقارنة بقبل خمس سنوات.

وتبحث شركات التكنولوجيا الكبيرة عن الفرصة الكبير التالية، وأظهر تحليل الإيكونومست للصفقات وبراءات الاختراعات، والتوظيف والمعايير الأخرى، أن الأموال تتدفق إلى جميع قطاعات التكنولوجيا من السيارات الذاتية القيادة، إلى الحوسبة الكمية.

ويعكس هذا التحول مخاوف من أن عمالقة التكنولوجيا يتصدرون قائمة القطاعات المربحة، حيث تضاعفت حصة المبيعات منذ عام 2015 إلى 40%، وذلك لأن الشركات تتطلع باستمرار للتوسع في مناطق ومجالات جديدة.

وتشير البيانات إلى أن تاريخ قطاعات التكنولوجيا يعج بالشركات التي كانت مهيمنة ذات يوم، ففي عام 1983 كانت شركة IBM الأمريكية من أكبر الشركات ربحية، ولكن بعد ثماني سنوات تكبدت خسائر كبيرة بعد فشلها في الانتقال من أجهزة الحواسيب الكبيرة إلى أجهزة الكمبيوتر.

كما أن شركة نوكيا التي كانت المتصدرة في مجال الهواتف المحمولة، لم تنجح بسرعة في التحول إلى مجال الهواتف الذكية.

ولهذا السبب أمضت الشركات التكنولوجية الأمريكية الكبيرة عقدها الماضي في تقوية المناصب القيادية في أدوات الأعمال لشركة مايكروسوفت، والتجارة الإلكترونية في أمازون، ووسائل التواص الاجتماعي في ميتا.

وأصبحت شركتا أبل وألفا بيت الآن أكبر مما كانت عليه US Steel و Standard Oil، ولكن على الرغم من ذلك لا يمكن تخمين أي نتائج لمستقبل تلك الشركات.

ولا أحد يتوقع ما هو التحول المستقبلي، ولكن الكفة تميل إلى اختراع أجهزة بديلة للهاتف الذكي، لتكون وسيلة مهيمنة لربط الناس بالمعلومات والخدمات، وبالتالي فإن من يصنع مثل هذه الأجهزة سيتحكم بالوصول للمستخدمين.

وهذا ما يفسر سبب تخطيط شركة أبل لسماعة رأس واقع افتراضي، وذلك لتدخل المنافسة مع ميتا ومايكروسوفت، كما وضعت كل من ألفابيت وأبل وأمازون رهانات باهظة الثمن على السيارات الذاتية القيادة، ويتم إنفاق مبالغ طائلة على تصميم شرائح متخصصة واتباع أساليب تشابه الحوسبة الكمية لتوفير قوة المعالجة لأي أجهزة جديدة تظهر.

وأشار التقرير أيضاً إلى أن الأولوية الأخرى للشركات التكنولوجية الكبرى، هي إنشاء منصات برمجية تجذب المستخدمين.

وتتمثل إحدى وجهات النظر في أن قواعد العملاء الكبيرة للشركات، والتحكم في مجموعات البيانات بواسطة الذكاء الاصطناعي، تمنحهم ميزة لا يمكن التغلب عليها.

وأشار التقرير إلى أن جميع المجالات الجديدة لا تزال تبدو تنافسية في الوقت الحالي، حيث إن العديد من الشركات الأخرى تتسابق في مجال الميتافيرس.

وتمتلك لعبة Fortnite التابعة لشركة Epic Games، أكثر من 300 مليون مستخدم حول العالم، بينما تمتلك Roblox 47 مليون مستخدم يقضون 3 مليارات ساعة شهرياً على منصتها.

واستثمرت الشركات الناشئة العالمية 621 مليار دولار من تمويل المشاريع في عام 2021، وهو رقم أعلى بكثير من استثمارات شركات التكنولوجيا الكبيرة.

وظهر منافسون جدد بسرعة غير متوقعه في بعض المجالات مثل منصة تيك توك التي تنافس إنستغرام في وسائل التواصل الاجتماعي.

وتثبت هذه المنافسة أن الأرضية الجديدة للأعمال في هذه القطاعات أقل عرضة للهيمنة من قبل المنصات المركزية، وتشير التوقعات إلى أن تصل قضايا مكافحة الاحتكار الكبرى إلى المحاكم الأمريكية بحلول 2023.

وقد تقوم أوروبا قريباً بتمرير قانون شامل يهدف إلى تنظيم الأسواق الرقمية وشركات التكنولوجيا.