الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

الإماراتيون يرفعون حصتهم من الشقق الفاخرة في لندن ونيويورك

الإماراتيون يرفعون حصتهم من الشقق الفاخرة في لندن ونيويورك
تشهد الأشهر الحالية إقبالاً مكثفاً من المستثمرين الإماراتيين، على شراء وحدات سكنية في مشاريع «فاخرة» لأغراض الاستثمار وقضاء العطلات والدراسة لأبنائهم في الجامعات المعروفة، كبديل عن الإقامة في الفندق في كل من مدينتي لندن ونيويورك، اللتين تشتهران بارتفاع أسعارهما عالمياً، وفق خبراء عقاريين في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.



وسجلت الأشهر الثلاثة الماضية مبيعات في أحد المشاريع السكنية الفاخرة في لندن بقيمة 45 مليون جنيه استرليني لصالح مستثمرين إماراتيين، مع توقع خبراء بحدوث ارتفاعات طفيفة لأسعار العقارات في وسط لندن خلال الأشهر الـ12 المقبلة.

نيويورك

وفي نيويورك، وعلى الرغم من أن متوسط أسعار الشقق السكنية الفاخرة يدور حول 7.78 مليون دولار، إلا أنه يعول على الإماراتيين أن يشكلوا حصة 5% من أحد المشاريع السكنية الفاخرة بعد أن سجلوا اهتمامهم بمشاهدة تلك المشاريع.

وفي ذات السياق، تشهد الفترة الحالية إقبالاً من المواطنين الخليجيين، خصوصاً الإماراتيين، على الاستثمار في الوحدات السكنية الفارهة في كل من القاهرة وإسطنبول.

من فندق إلى شقة

وقال الرئيس التنفيذي المشارك لشركة «Lodha UK» غابرييل يورك، لـ«الرؤية»، إن المشترين في الإمارات أنفقوا أكثر من 45 مليون جنيه استرليني على عقارات Lodha في «نمبر ون غروفنور سكوير» في الأشهر الثلاثة الأخيرة فقط، إضافة إلى أن المتعاملين من الإمارات يمثلون نحو 20% من مجموع مواعيد المشاهدة مع المتعاملين في «نمبر ون غروفنور سكوير» خلال الأشهر المقبلة.



وأضاف أن بيانات وكالة «نايت فرانك» تشير إلى أن 16% من إجمالي المبيعات للمشترين الأجانب في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021، كانت لمشترين من منطقة الشرق الأوسط في لندن، لافتاً إلى أن جائحة كوفيد-19 دفعت عدداً كبيراً من الأشخاص الذين يزورون لندن بصورة منتظمة إلى التفكير في الارتقاء بترتيباتهم المعيشية في العاصمة عن طريق استبدال الفندق بمنزل خاص دائم.

محفز في 2022

وأوضح يورك: «إننا على قناعة تامّة بأنّ هذا المنحى سيظلّ يحرّك اهتمام الإماراتيين في سوق العقارات في لندن طوال عام 2022، لا سّيما العائلات التي تجمعها روابط تجارية، أو تعليمية أو اجتماعية وطيدة بالمملكة المتحدة».

وأوضح أن أسعار العقارات في وسط لندن سجّلت ارتفاعاً طفيفاً منذ بداية الجائحة ونتوقّع أن ترتفع أسعار العقارات في وسط لندن قليلاً خلال الأشهر الـ12 المقبلة وبعدها، مضيفاً: «يتمثّل الحافز الرئيسي لذلك في الثروات التي تمّ تحقيقها في أوروبا والولايات المتّحدة في العامَين الأخيرَين، خاصّةً أنّ عدد أصحاب رؤوس الأموال المشتغلين في العقارات في الولايات المتحدة وأوروبا ومعدّل ثروتهم قد ارتفع بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية إضافة إلى ارتفاع الطلب على العقارات ما يشكل ضغطاً على العرض المحدود».

مجمعات سكنية

وفي نيويورك، أكد الخبير العقاري ومدير المبيعات العالمية في ناطحة ون وول ستريت أندرو جونز، لـ«الرؤية»، أن الإماراتيين -سواء أكانوا متعدّدي العائلات أم أفراداً- يفضلون المجمّعات السكنية كمنزل ثانٍ أو كمكان إقامة لأولادهم الذين يتابعون دراستهم في نيويورك.



وأوضح أن المشترين للعقارات من بلدان مجلس التعاون الخليجي عموماً، والإماراتيين بشكل خاص، يبحثون في سوق العقارات في نيويورك عن موقع بارز، ومعلم متميّز وخدمات فاخرة، ومع التخفيف من قيود السفر، أصبح من الأسهل على المشترين الإماراتيين اتخاذ القرار بشأن الاستثمار في وحدة سكنية بارزة في المدينة، إذ تلقّينا خلال الأشهر الماضية اهتماماً وتسجيلاتٍ خاصة على طلب وحدات سكنية منهم.

مشترون دوليون

وبين أنّ حصّة المشترين الدوليّين تناهز 15-20% من إجمالي معاملات البيع في مشاريعنا، إلا أنه من الإمارات لوحدها نتوقّع أن يمثّل المشترون حوالي 5% من مجموع المشترين، ويمكن تأكيد ذلك فقط فور إتمام عمليات البيع، مفسراً عملية الإقبال على شراء عقارات فاخرة بأن الكثير من العائلات الإماراتية التي توفد طلبتها للدراسة في نيويورك في مؤسسات التعليم العالي تختار اقتناء عقارات فاخرة.

وأضاف جونز أنه من المتوقّع أن تتغيّر أسعار العقارات في نيويورك عمّا كانت عليه في العام الفائت أو ما قبله، إذ إنه ووفقاً لشركة سافيلز، من المتوقّع أن تشهد نيويورك نمواً بنسبة 4-6% عام 2022 في أسعار العقارات، ونحن على قناعة تامة بأنّ هذا النمو قد بدأ مع ارتفاع الطلب على العقارات السكنية المتميّزة في الولايات المتحدة.

استثمار في مدن أمريكا

من ناحيته، قال الخبير العقاري المدير الأول للمبيعات في أبراج والدورف أستوريا نيويورك، دان توب، لـ«الرؤية»، إن الإماراتيّين يميلون إلى الاستثمار في العقارات التجارية والسكنية على حدّ سواء في مدن كبرى في الولايات المتحدة، تحديداً نيويورك، وميامي ولوس أنجلوس، مضيفاً: يمثّل المشترون الأجانب عادةً حوالي 11% من إجمالي المشتريات السكنية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة في نيويورك.



وأضاف توب: نلاحظ ارتفاعاً هائلاً للطلب من المشترين الأجانب الذين يسعون إلى الاستثمار في أسواق مضمونة على سبيل حفظ رأس المال، كما يتوقون إلى المشاركة في انتعاش نيويورك لا سيّما أنّ سوق العقارات قد حقّق أرقاماً قياسيةً في سرعة المبيعات وحجم العمليات عام 2021.

تراجع الجنيه جاذب

من ناحيته قال أحمد لطفي مدير إحدى شركات التطوير العقاري في مصر إن الفترة الحالية تشهد إقبالاً من المواطنين الخليجيين، خصوصاً الإماراتيين، على الاستثمار في الوحدات السكنية الفارهة في مصر، مشيراً إلى أن تراجع قيمة الجنيه المصري، إضافة إلى الاستقرار السياسي وتميز المناخ والمشاريع السكنية الحديثة التي تقام في القاهرة، تجعل مصر وجهة للاستثمار العقاري الإماراتي والخليجي.

ولفت إلى أن متوسط أسعار الشقق السكنية «الفارهة» في القاهرة، التي يقبل عليها الإماراتيون يراوح بين مليون و1.5 مليون درهم، وهو ما يقل بكثير عن وجهات أوروبية كثيرة، موضحاً أن الدراسات الحديثة أكدت أن الإماراتيين يقبلون بصورة كبيرة على شراء العقارات في بلدان أوروبا لا سيما بريطانيا التي تأتي في المقدمة، لكن مصر تأتي في مقدمة الدول العربية التي يقبل عليها الإماراتيون لاستثمار في القطاع العقاري.

إسطنبول.. شقق قيد الإنشاء

ووفق أحدث إحصاءات حصلت «الرؤية» عليها من شركات عقارية تعمل في إسطنبول، فإن سعر متر في الشقق الفارهة يراوح بين 1000 و1200 دولار في بعض المناطق الحديثة، ويمكن أن يصل إلى أضعاف ذلك في المناطق الأكثر أهمية من مدينة إسطنبول.

وتحتل إسطنبول المرتبة الأولى في استثمارات دول الخليج عموماً، ومواطني دولة الإمارات، تليها في المرتبة الثانية مدينة بورصة ثم أنطاليا وطرابزون.