الجمعة - 10 مايو 2024
الجمعة - 10 مايو 2024

سارة عبدالله: دخلت سوق الأعمال بحافلة متنقلة للعناية بالحيوانات الأليفة

ارتباطها بالحيوانات الأليفة منذ صغرها، واهتمامها وشغفها بتربيتها والعناية بها، ساعدها على أن تتجه إلى تأسيس مشروعها الخاص بمجال العناية بها، لتطلق حافلتها المتنقلة لتقديم خدمات متعددة مثل الاستحمام وتقليم الأظافر وقص الريش والشعر والصبغ وبيع الإكسسوار الخاص بالحيوانات من ألبسة وقلائد وغيرها من مستلزمات تربية الحيوانات.

وقالت رائدة الأعمال الإماراتية ومؤسسة مشروع صالون بت تاب «PET TAP PETS SALON»، لحلاقة الحيوانات الأليفة سارة عبدالله أهلي (34 عاماً)، إن المركز المتنقل يوفر متخصصين في العناية بالحيوانات الأليفة، ويقدمون العديد من الخدمات التي تتناسب مع كافة الأصناف من الحيوانات، فضلاً عن توفير كافة المواد الخاصة لخدمات الاستحمام وتقليم الأظافر وقص الشعر والريش.

وأوضحت سارة عبدالله أنها عندما بدأت التفكير في تأسيس مشروع خاص بها، يفتح لها الآفاق لدخول عالم الأعمال في مدينة دبي، كونها بيئة معززة لنمو الأعمال بكافة مجالاتها، خطر في بالها خوض التجربة في عالم الحيوانات الأليفة، كونها تهتم بها منذ صغرها، ولديها معرفة واسعة في كيفية تقديم الخدمات الخاصة بالحيوانات على كافة أشكالها وأنواعها.


ولفتت إلى أن أول حيوان أليف امتلكته في صغرها، كانت فراخ طائر البط والإوز، وعندها تعلقت كثيراً بالحيوانات الأليفة بشكل عام، حتى في عيد ميلاد لها في إحدى المرات، قدم لها والدها ماعزاً صغيراً جميلاً جداً، واعتنت به واعتبرته أفضل وأقرب صديق لها في حينها، حيث كانت تلبسه الثياب المصممة خصيصاً له، وتهتم بنظافته وقص شعره، لتمتلك بعدها العديد من القطط والكلاب.


دراسة دقيقة

وأضافت أن اختيارها الاستثمار في هذا المجال، جاء بعدما أن عملت على دراسة دقيقة للسوق في مجال العناية بالحيوانات الأليفة، لتكتشف أن هناك زيادة في أعداد مربي الحيوانات الأليفة سنوياً، وخاصة أن الجهات الخدمية المعنية تضع في الحسبان تأهيل البنية التحتية للحيوانات الأليفة، والسماح لملاكها بالتجوال بها في المناطق العامة، وهو ضمن اهتمامات الدولة بحقوق الحيوان.

وأشارت إلى أن هذا المجال يشهد منافسة في السوق، إذ إن مراكز العناية بالحيوانات الأليفة تتواجد في العديد من المناطق، وتقدم خدمات متنوعة، إلا أنها عندما أطلقت مشروعها، فضلت أن يكون عن طريق حافة متنقلة تصل إلى المتعاملين أينما كانوا، إذ إنها تغطي كافة مناطق الدولة.

أسعار تنافسية

وبينت سارة أهلي أن منافستها في السوق جاءت من خلال المنافسة السعرية والخدمات، كما أنها حرصت على إطلاق عروض شاملة للخدمات بأسعار تنافسية، مضيفة أن مشروعها الذي أطلقته في مطلع عام 2019 استقبل نحو 4 طلبات لتقديم الخدمات شهرياً، لتشهد أعمالها نمواً تدريجياً بشكل شهري حتى نهاية العام، إلا أن فترة عام الجائحة في 2020 تراجعت أعمالها بشكل كبير بسبب الإجراءات الاحترازية وعدم الاختلاط، لتستأنف أعمالها نشاطها بعد الخروج من أزمة كورونا، حتى وصلت إلى أن تستقبل نحو 10 طلبات شهرياً خلال العام الماضي 2021.

وأكدت رائدة الأعمال الإماراتية سارة عبدالله، أن دخولها عالم الأعمال عبر إطلاق مشروعها المتخصص بالعناية في الحيوانات الأليفة، عزز لها السعي مستقبلاً لإطلاق موقعها الخاص والتطبيق الذكي للوصول بشكل أسهل وأسرع للمتعاملين، فضلاً عن إطلاق حافلة جديدة تستهدف المتعاملين في المناطق الشمالية، ومركزاً لتجارة الإكسسوار الخاصة بالحيوانات الأليفة، ومركزاً طبياً للعمليات الطبية للحيوانات.

دراسة وشغف

وقالت في حديثها لـ«الرؤية»، إنها حاصلة على شهادة بكالوريوس من جامعة زايد بتخصص إدارة الموارد البشرية، إضافة إلى شهادة ماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الكندية بدبي، وهي الخبرات العلمية التي دعمت مسيرتها العملية في تأسيس مشروعها، وإدارته بشكل خاص ومباشر، مشيرة إلى أن تعلقها بالحيوانات الأليفة منذ صغرها، والذي منحها التفكير لتأسيس مشروعها بهذا المجال، شكلت جميعها معادلة مهمة في مسيرتها التجارية، ودعمت طموحها أن تكون رائدة أعمال ناجحة.

وأوضحت أن مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، شكلت نقطة محورية في دعم إطلاق المشروع ووضعه على سكة النجاح، حيث إنها قدمت الفكرة إلى المؤسسة والتي بدورها رحبت بها، وساعدتها في الحصول على رخصة تجارية مخفضة التكاليف، فضلاً عن المساعدة في الحصول على الموافقات الخارجية من الجهات الحكومية مثل بلدية دبي، إلى جانب الاستشارات الإدارية والمهنية والدعم والمتابعة المستمرة.

وقالت سارة أهلي إن فكرة المشروع والذي يتمثل في حافلة متنقلة تضم متخصصين بالعناية بالحيوانات الأليفة، بدأت في 2018، لتبدأ الشركة أعمالها فعلياً مطلع عام 2019، وتستهدف تقديم الخدمات للجمهور أينما كانوا على امتداد الدولة، والتي تضمن التشاور والحلاقة والتنظيف للحيوانات الأليفة، وكل ما يتعلق بالعناية ذات الجودة العالية، وفيما يتعلق بالأسعار فهي أقل مما هو متواجد لدى المنافسين في السوق وهذا الأمر كان هدفها منذ البداية.

وأضافت أنها تعمل على دراسة زيادة عدد فريق العمل من المتخصصين خلال الفترة القادمة ليتناسب مع حجم الطلب، علماً بأن الحافلة تقدم خدماتها يومياً من الساعة الثامنة صباحاً حتى السابعة مساء، كما أن المشروع استطاع خلال السنوات الماضية أن يترك بصمة مميزة لدى عملائه ولا سيما الالتزام بالمواعيد والأسعار التنافسية، وجودة الخدمة المقدمة، ما رفع مستوى الولاء والرضا لدينا.

تربية الماعز في المنازل

ولفتت إلى أن طبيعة هذا المجال، هي بناء قاعدة متعاملين دائمين في السوق، وهذا ما حصل فعلياً في مسيرة مشروعها، إذ إن المتعامل الذي يحصل على خدمات شركتها مرة، يصبح زبوناً دائماً، ونعمل على زيارته بشكل دوري على حسب طلبه، موضحة أن بعض المتعاملين وضعوا لنا برنامجاً ثابتاً لزيارات الفريق المتخصص للعناية بالحيوانات التي يمتلكونها.

وذكرت، أن أغرب الطلبات التي صدفتها الشركة في مسيرتها العملية، هي طلب العناية بالقنفذ بالاستحمام وقص الأظافر، فضلاً عن السلاحف، وطير البومة، والماعز، مشيرة إلى أن تربية الماعز في المنازل يتزايد من مرور الوقت.

وقال سارة أهلي أنه يجب على رائد الأعمال أن يسعى وراء شغفه، ويسعى إلى امتلاك الخبرات الأكاديمية والمهنية وتطويرها واستغلالها في المشروع، والعمل على دراسة السوق وتحديد الفرص والمخاطر المتواجدة، وكذلك الاطلاع على المنافسين المتواجدين ومستوى الخدمة المقدمة لديهم، والعمل على ابتكار أفكار جديدة بما يتناسب مع القطاع الذي يعمل فيه، علماً أن الحكومة وفرت لرواد الأعمال كل الوسائل والدعم والاستشارة للانطلاق بالمشاريع ووضعها على سكة النجاح.

دبي تستوعب الأفكار

وترى أن مدينة دبي تستوعب كافة الأفكار مهما كانت جديدة أو غريبة، لأن تعدد سكانها من كافة جنسيات دول العالم، يشكل تنوعاً كبيراً جدا في العادات والتقاليد والاهتمامات، وبنيتها التحتية التي تنسجم مع كافة المهارات، وجودة الحياة فيها للإنسان والحيوان والطير، تقود جميعها إلى خلق بيئة أعمال متنوعة تسهم في بناء الحركة الاقتصادية، لذلك الفكرة التي تنبت لدى أي شخص للاستثمار في مشروع خاص، يحتاج فقط إلى خطوة البداية العملية التي ستجد طريقها حتماً في إمارة دبي.