الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

مطالبة بخفض ضريبة الأعمال على الشركات المرتبطة بالأمن الغذائي

مطالبة بخفض ضريبة الأعمال على الشركات المرتبطة بالأمن الغذائي

قالت المدير العام لشركة الإمارات الوطنية للأغذية، جانيت كريستين الحيدر، إن الشركة رفعت خلال أقل من سنة سعر الحليب تحت علامة الروابي مرتين بواقع 15%، كما رفعت سعر منتجات الدجاج الطازج تحت علامة الروضة 11% بعد الحصول على موافقة وزارة الاقتصاد، مطالبة بأن تفرض ضريبة أرباح أقل على الشركات المرتبطة بالأمن الغذائي للدولة لأنهم سيضطرون لرفع أسعارهم مجدداً فضلاً عن المنافسة من منتجات إقليمية.

وتفصيلاً، أفادت الحيدر في تصريحات صحفية خاصة لـ«الرؤية» على هامش فعاليات الدورة 27 لمعرض الغولف فود الذي انطلق اليوم بدبي: «لقد رفعنا الأسعار بالفعل، المرة الأولى كانت في سبتمبر الماضي حيث رفعنا أسعار المنتجات جميعها بنسبة 11%، والتي تشمل منتجات الروابي للحليب والعصائر وكذلك منتجات شركة الروضة للدجاج الطازج».

وأضافت الحيدر، «وفي الشهر الماضي (يناير) قمنا بالزيادة الثانية للأسعار والتي شملت منتجات الروابي فقط وبنسبة 4% لتصبح النسبة الكلية للارتفاع بالنسبة لمنتجات الروابي 15%، أما بالنسبة لمنتجات الدجاج فقد أبقينا على الزيادة الأولى 11% ولكن نحن اليوم ننتظر لنرى أوضاع السوق بهذا الخصوص، علماً بأن جميع هذه الزيادات تمت بموافقة وزارة الاقتصاد».

ضريبة الأعمال

وقالت الحيدر: «نحن نتفهم قرار الحكومة في ما يتعلق بالضريبة على الأرباح بنسبة 9%، ونتفهم ما تقوم وتعمل من أجله، ولكن يجب أن يكون هناك تفريق في نسب فرض الضريبة بحسب القطاعات الاقتصادية، ومن المفترض أن تكون الضرائب المفروضة على القطاعات المرتبطة بالزراعة أقل مقارنة بقطاعات أخرى».

وأكدت الحيدر، أن الزراعة تعتبر هي القاعدة الرئيسية للبلاد ومرتبطة بالأمن الغذائي للدولة ولا يجب أن يتأثر هذا القطاع الحيوي والاستراتيجي بشكل يؤدي إلى خسارته، ونحن نتطلع للحديث مع الحكومة بهذا للصدد.

وأشارت إلى أنه في حال اضطررنا إلى دفع الضريبة وفق النسبة المقررة فسنضطر إلى رفع أسعارنا على المستهلك، «يجب علينا ذلك» ويجب لفت الانتباه إلى أن المنتجات السعودية ستحقق ميزة تنافسية علينا لأنها ليست مضرة لرفع أسعارها مثلنا كونها متأقلمة مع نسب الضريبة لديهم، وبالتالي يجب حماية الشركات الوطنية بهذا الخصوص.

أسباب ارتفاع الأسعار

وحول الأسباب الرئيسية لرفع الأسعار، قالت الحيدر، إن أسعار كل شيء ارتفعت نتيجة موجة التضخم العالمية من المواد الأولية إلى الأعلاف والتغليف وتكاليف الشحن، مشيرة إلى أنه في يناير 2021 شهدت أسعار الصويا والذرة ارتفاعاً بنسبة 45% والتي تعتبر من العناصر الرئيسية لتغذية الدجاج والأبقار، وفي ما يتعلق بالدجاج تحديداً ارتفع السعر الكلي للأعلاف 70%، فلو كانت لدينا دجاجة واحدة مثلاً فـ70% من تكلفتها يذهب للتغذية فقط.

ونوهت الحيدر إلى أن الأسعار لم ترتفع بشكل تدريجي وإنما خلال يومين فقط، حتى إن الموردين أخبرونا أنه في حال لم ندفع السعر الجديد لن يستمروا بالتوريد إلينا، علماً بأن لدينا مليوني دجاجة، متسائلة كيف لها أن تطعمهم؟

وذكرت الحيدر، أنه خلال الفترة الممتدة من يناير وحتى سبتمبر حاولنا الحصول على الموافقة من وزارة الاقتصاد لرفع الأسعار، وخلال هذه الـ9 أشهر من العام الماضي تحملنا كل عبء التكاليف، لافتاً إلى الجانب المتعلق بعملية تفقيس البيض، فالشركة تستورد 30% من حجم إنتاجها، وهنا برز جانب ارتفاع تكاليف الشحن بشكل مبالغ به.

وتابعت الحيدر، في سبتمبر الماضي حصلنا على موافقة من الوزارة لرفع الأسعار بنسبة 15% لكل المنتجات، وبالنسبة للدجاج رفعنا فقط 11% ولم نقم بالزيادة الكاملة لكي لا نسبب المزيد من الضغط على المستهلك، علماً بأن هذه الزيادة بالنسبة لأسعار الدجاج لا تجعلنا نحقق أرباحاً إذ إننا اليوم عند نقطة التعادل كما يقال بالاقتصاد عندما تتساوى التكاليف مع العوائد.

وقالت الحيدر: "نعتقد أن مشاكل كورونا لن تحل في الوقت القريب، ونحن نعلم أن كورونا هي المشكلة الرئيسية، ولكن بالنسبة للشحن فالمشكلة من وجهة نظرنا متعلقة بالحاويات والنقص الكبير الحاصل بها، أين هي الحاويات؟، وبحسب فهمي للمشكلة، فإن بعض البلدان يشتري جميع المواد الأولية عبر الحاويات ومن ثم يبقونها في بلدانهم لمدة سنة، وهو تصرف ذكي إذ إنهم يقومون بالتخزين للحفاظ على الأمن الغذائي لديهم".

وذكرت الحيدر: «مؤخراً في الدنمارك التي فيها مقر لشركة (ميرسك) والتي تعتبر أكبر شركة شحن في العالم حققت أعلى أرباح قياسية في تاريخها منذ التأسيس، كيف يحققون هذه الأرباح العالية؟، ولماذا لا يصنعون المزيد من الحاويات الجديدة، والجواب ببساطة أنهم سعيدين بالأرباح التي يحققونها».

وفيما يتعلق بنقطة الأسعار، أضافت الحيدر، أن المواد الأولية ومواد التغليف عادت للارتفاع مجدداً في يناير الماضي، بنسب تصل إلى 7%، وينسحب ذلك على الورق والبلاستيك المستخدم في عملية التغليف، فإنتاجنا من الدجاج يصل إلى 40 ألف دجاجة يومياً، ولا نزال حتى اليوم نواجه تأخيراً يُراوح بين شهر و6 أشهر في الحصول على العبوات البلاستيكية وصناديق التغليف الورقية والذي تأثر بدوره بالتضخم والخلل في سلاسل الإمداد.

وأفادت الحيدر، بأن الشركة مستمرة بالعمل وفق الوتيرة الحالية وبالأسعار الحالية، وبعد فترة الصيف المقبل قد نقوم بمراجعة للأسعار وتخفيضها، مؤكدة «نحن نتمنى ذلك» ولكن الأمر يعتمد على أزمة كورونا وعودة سرعة الإنتاج.

وأضافت الحيدر، لدينا حصة سوقية تصل إلى 30% فيما يتعلق بمنتجات الدجاج، كما نستحوذ على نحو 5% من سوق الحليب في الإمارات، علماً بأن الشركة لديها نحو 500 منتج تابع لعلامة الروابي من الحليب والأجبان والعصائر والبرغر والناغيتس.