الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

مصنع لتسلا قيد الإنشاء يتسبب في استنزاف المياه في ألمانيا

مصنع لتسلا قيد الإنشاء يتسبب في استنزاف المياه في ألمانيا

عندما سُئل إيلون ماسك العام الماضي عما إذا كان المصنع الذي تقوم شركة تسلا ببنائه في ألمانيا يستنزف إمدادات المياه في المنطقة، انفجر ضاحكاً ووصف الفكرة بأنها «خاطئة تماماً»، وبعد 6 أشهر، أصبحت المياه أحد الأسباب الرئيسية لعدم إنتاج المصنع للسيارات.

وذكرت بلومبرج أنه في حين أشار ماسك في أغسطس باستخفاف إلى وجود المياه «في كل مكان» حول برلين، فإن المنطقة تعاني اليوم من انخفاض مستويات المياه الجوفية والجفاف المديد بسبب تغير المناخ، مما أثار تحدياً قانونياً سيُرفع إلى المحكمة الأسبوع المقبل واعترافاً من السلطات المحلية بأن الإمدادات لن تكفي بمجرد قيام تسلا بتشغيل المصنع بكامل طاقته، ومن المحتمل أن تؤدي هذه المشكلة إلى مزيد من التأخير أو حتى إيقاف المشروع الذي تبلغ تكلفته 5.7 مليار دولار فيما يمكن أن يتحول إلى انتكاسة باهظة الزمن لتوسع شركة صناعة السيارات.

وأكدت إيرينا إنجلهارت، رئيسة قسم الجيولوجيا المائية في جامعة برلين التقنية أن: «تسلا ستؤدي إلى تفاقم المشكلة بالتأكيد»، «ربما لا يعود هناك ما يكفي من الماء للجميع».

ويعد تشغيل المصنع في ولاية براندنبورغ الشرقية أمراً أساسياً لطموحات تسلا العالمية، إذ تحتاج شركة صناعة السيارات إلى قاعدة تصنيع في أوروبا للتوريد لسوق السيارات الكهربائية سريع النمو في المنطقة، والذي من المتوقع أن يظل أكبر بكثير وأكثر قدرة على المنافسة من الولايات المتحدة لسنوات قادمة، ورغم أن تسلا أنشأت المصنع بسرعة فائقة، فإنها تنتظر الموافقة النهائية من السلطات المحلية في الوقت الذي كما قامت شركة فولغسفاغن AG وميرسيدس بنز AG و ستيلانتس NV بتوسيع مجموعات السيارات الكهربائية الخاصة بهم.

وصرح وزير الاقتصاد في براندنبورغ يورغ شتاينباخ في مقابلة معه أن «إمدادات المياه الحالية كافية للمرحلة الأولى من المصنع، وبمجرد أن توسع تسلا الموقع، سنحتاج إلى المزيد».

وتعرض ماسك، لهجوم ساحق إبان الترويج للمصنع الذي قالت تسلا إنه سينتج بطاريات وما يصل إلى 500000 سيارة سنوياً، ونشر النبأ عبر تويتر باللغة الألمانية، وتناقش مع سياسيين محليين وأقام معرضاً على طراز مهرجان أكتوبر في موقع البناء في أكتوبر، لكنه أيضاً أحبط السلطات بعد إجراء عدة تغييرات في اللحظة الأخيرة على المصنع وأثار غضباً في ألمانيا الأسبوع الماضي لنشره ميماً يستحضر أدولف هتلر، وأفادت هيئة تنظيم السيارات في البلاد هذا الأسبوع بأنها تحقق في إحدى ميزات مساعدة السائق في تسلا.

ويعتمد تفاؤل تسلا هذا العام على قدرة الشركة على تشغيل المصانع التي شيدتها بالقرب من برلين وأوستن، تكساس، وعندما رفع المحللون الاقتصاديون لدى Credit Suisse هدفهم لسعر السهم إلى 1025 دولاراً من 830 دولاراً في الشهر الماضي، كان العامل الأول الذي استشهد به هو توسيع القدرة، كتب المحللون بقيادة دان ليفي في تقرير 18 يناير أن مصنع برلين «يمثل أهم مصدر إضافي للقدرة لشركة تسلا».

دعم السياسيون الألمان الاستثمار لأنه يعد بآلاف الوظائف الجديدة في منطقة بها القليل من الصناعات الثقيلة، ومع ذلك، كان التقدم في الموقع في بلدة جروينهايد الصغيرة أبطأ مما كان متوقعاً، حيث أدى الوباء والروتين ورد الفعل العنيف من السكان المحليين بشأن استخدام المياه إلى تأخير بدء الإنتاج لعدة أشهر.

رفعت مجموعتا نابو وجروين ليغا دعوى قضائية ضد مكتب البيئة في براندنبورغ العام الماضي، بدعوى أنه فشل في مراعاة تأثير تغير المناخ عند الموافقة على تصريح لمدة 30 عاماً لضخ المزيد من المياه الجوفية لمصنع تسلا، وردت السلطات بأن المشكلة يمكن التعامل معها وأنها تبحث بالفعل عن إمدادات إضافية، ومن المرجح أن يؤدي اتخاذ قرار لصالح دعاة حماية البيئة إلى تأخير افتتاح المصنع ويمكن أن يعرقله تماماً، ومن المقرر عقد جلسة استماع أولى في 4 مارس.

ولم تستجب وزارة البيئة في تسلا وبراندنبورغ، المسؤولة عن المكتب، لطلبات التعليق.

يقول الخبراء إن بعض مخاوف دعاة حماية البيئة صحيحة حيث انخفض منسوب المياه في ولاية براندنبورغ خلال العقود الثلاثة الماضية، وأدت حالات الجفاف في كل من السنوات الأربع الماضية إلى حرائق الغابات وفشل المحاصيل، كما يتوقع خبراء الأرصاد الجوية زيادة تواتر موجات الحرارة، مما يضعف قدرة التربة المحلية على تخزين هطول الأمطار.

سيضاعف مصنع تسلا كمية المياه المستهلكة في منطقة جروينهايد تقريباً، وفقاً لأكسيل برونسترت، أستاذ الهيدرولوجيا بجامعة بوتسدام الذي أكد أنه من «السذاجة» التفكير في أن الاحتياطيات ستكون كافية لكل من المصنع والمقيمين، ووصف وضع المياه الجوفية في براندنبورغ بأنه «خطير».

وأشارت تسلا في تقرير تأثيرها العام الماضي إلى أن المياه أصبحت نادرة بسبب تغير المناخ، ولكنها أكدت أنها تسحب كمية أقل من المياه لكل سيارة منتجة مقارنة بمعظم شركات صناعة السيارات المعروفة، وأنها تتخذ خطوات في المصنع الألماني لتقليل الاستهلاك بشكل أكبر.

وفقاً لعقد مع السلطات المحلية، سيحصل موقع جروينهايد على 1.4 مليون متر مكعب من المياه سنوياً، وهو ما يكفي لمدينة يبلغ عدد سكانها حوالي 40.000 نسمة، ورغم المخاوف البيئية، فإن الغالبية العظمى من السكان المحليين يؤيدون المصنع، كما أن سلطات ولاية براندنبورغ تدعم جهود التنقيب عن المزيد من المياه في المنطقة ويمكن أيضاً الحصول على الإمدادات من أماكن بعيدة إذا لزم الأمر.