صرّح «فلاديمير بوتانين»، رئيس الشركة وأكبر مساهم فيها، بأن وزارة المالية الروسية سمحت لشركة «نوريلسك نيكل» (MMC Norilsk Nickel PJSC) بسداد ديونها الخارجية بعملات غير الروبل، حسبما ذكر موقع «بلومبيرغ».
وذكر موقع بلومبيرغ أن شركة التعدين، التي تهيمن على سوق «البلاديوم» (palladium)، دفعت للتوّ قسائم السندات بالدولار، التي كان من المقرر استحقاقها في 11 مارس، تبعاً لما ذكره «بوتانين» في مقابلة مع صحيفة «آر بي سي» الروسية التي نشرت يوم السبت. حيث كان من المقرر أن تدفع «نوريلسك» فوائد قدرها 6.4 مليون دولار في مذكرة تبلغ قيمتها 500 مليون دولار في عام 2025. وتابع «بوتانين»: إن الشركة لديها مذكرة منفصلة بقيمة 500 مليون دولار مستحقة في 8 أبريل سُددت في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وتتوافق تعليقات «بوتانين» مع تعليقات مديرين للأموال من «شركة بلاك روك» (BlackRock Inc)، القابعة في نيويورك، و«مجموعة آشمور» (Ashmore Group Plc)، التي تتخذ من لندن مقراً لها، التي تبلّغ عن خسائر كبيرة بسبب تراجع قيمة الأصول الروسية في أعقاب الأزمة الروسية الأوكرانية.
يشكل النيكل الذي تنتجه شركة «نوريلسك» نحو 40% من الناتج العالمي للبالاديوم، فضلاً عن 10% تقريباً من البلاتينيوم والنيكل المصقول. كما تنتج هذه الشركة 3% من إمدادات الكوبالت في العالم. بالإضافة إلى ذلك، وقّع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» مرسوماً في 5 مارس يأمر فيه المدينين الروس بدفع الديون للدائنين الأجانب بعملة الروبل في روسيا، بصرف النظر عن العملة التي صدر بها الدين، فالسداد بعملة مختلفة عن العملة المحددة في وثائق السندات دون موافقة الدائن يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه تقصير. وطبقاً للقاعدة الجديدة، يجوز للدائنين من البلدان التي تعتبر «صديقة»، البلدان التي لم تفرض عقوبات، أن يتلقوا مدفوعات بالعملة الأجنبية إذا أعطت وزارة المالية المدين إذناً خاصاً بالسداد.
في حين أحدث التدبير الجديد بلبلة بين المستثمرين الأجانب، حيث سددت الشركتان الرائدتان في مجال الطاقة «غازبروم» (Gazprom) و «روزنفت» (Rosneft) السندات بالدولار في وقت سابق من هذا الأسبوع، لكن حملة السندات في شركة السكك الحديدية الروسية عبر سيبيريا تلقوا مدفوعات فوائد على سند بالدولار بعد 10 أيام من تاريخ الاستحقاق، ولم يتلقوا مدفوعات فوائد عن سند باليورو مستحق في 9 مارس اعتباراً من 11 مارس. ولم يحدد «بوتانين» ما إذا كان الدائنون من جميع البلدان سيتلقون الدفع بالعملة الأجنبية، علماً أن «نوريلسك» حصلت على رخصتها لثلاثة أشهر قابلة للتمديد لثلاثة أشهر أُخرى، تبعاً لما ذكره.
انتقد «بوتانين» صراحةً انتقام الرئيس الروسي «بوتين» من العقوبات عبر تهديده بتأميم الأصول الأجنبية وتقييد سداد الديون في الخارج. وفي المقابلة مع «آر بي سي»، ذكر بوتانين أنه كان يأمل في أن تمنح الحكومة الشركات الكبرى مثل «نوريلسك» إعفاءات شاملة من الحظر المفروض على مشتريات العملات الأجنبية للسماح لها بالدفع عن طريق الكوبونات ودفع فوائد على السندات.