الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

نهيق ونعيق على خير الأوطان

«بلاد العرب أوطاني» نشيد يتغنى بالوطنية والأخوة العربية، ولكن بسبب الأنانية وصراع كل طرف عربي على أنه البطل والقائد المخلِّص من الاستعمار، تسبب في تراجع وتدهور أوضاع الوطن العربي، وبعد رحيلهم تولى أتباعهم القيادة وهم لا يملكون من الخبرة غير الكلام، واستمروا باستخدام عذر الاستعمار كمطية يركبونها، فعاشوا مناضلين- ظاهرياً- منبطحين فعلياً، وكلما أراد أحد تصحيح الأوضاع في الأوطان العربية، نهق عليه أولائك، ونعق عليه أتباعهم، حتى تعودت الشعوب على الخضوع والانبطاح.

الشعور بالإحباط قاتل، حيث يجعلك تنظر للحياة بزاوية سوداء، وكلما حاولت الشعوب أن تخرج من تلك (الكوة الحارقة) عن طريق عمل أو إنجاز مهم يجلب الفرحة والمنفعة، خرج أولائك ليسرقوا منا فرحتنا وسعادتنا بمنجزاتنا الكبيرة في وطن كالإمارات، وبعضهم الآخر يرسل غربانه لتنعق في الإعلام والسوشيال ميديا، وبعد أن يبثوا سمومهم، يعودون فرحين بما نالوا منا كما يتوهمون.

لقد تغير الزمن وأسلوب الأمس لا ينفع مع شباب الحاضر والغد، فهؤلاء الناعقون أصبحوا منتوفي الريش، يعيشون على لقاءات تلفزيونية (مسبقة الدفع)، فأصبحت شعوبهم تتساءل: لماذا تحدث تلك الإنجازات في الإمارات ولا تحدث لدينا؟


بعضهم يستهزئ بأن «جدته» عمرها أكبر من عمر الاتحاد الإماراتي، ولكن لا يشرح لنا ماذا فعل هو أو ما يوجد من إنجازات لوطنه!


نجاح الإمارات هو نجاح عربي بالدرجة الأولى، إلا أنه غدا شوكة في حلق الجاحدين من أعداء «صُنع في الإمارات»، تعرفهم من وجوههم التي غادرها الفرح. الإمارات أصبحت عند الشرق والغرب مثل أرض ( لالا لاند الخرافية)، أرض مبهجة تنمو فيها الزهور، وتصدع بالموسيقى، وتزقزق العصافير على أغصانها المصنوعة من الشوكولاته، فيدخلها البسطاء ليتحولوا بجهدهم وإخلاصهم إلى رجال أعمال.

الإمارات ودبي أرض الأحلام، وكل مشاهد عاش لحظات افتتاح إكسبو، يجد نفسه أحد الحالمين الذين ينتظرون فرصة ليعملوا على هذه الأرض المتناغمة بأكثر من 200 جنسية، فهي ليست عنصرية مثل غيرها، ولكنها أيضاً ليست لينة ليلعب بها وفيها كل مجرم ومُدَّعٍ، فمن يريد العيش فيها، فعليه أن يكون أفضل من المتوقع، فهي تنفث الخبث خارجاً كل فترة، من أجل بقائها وطناً صالحاً للتنفس والعيش وتربية الأبناء، وهي أمل لبقية الشعوب التي غلب عليها نهيق الحمير ونعيق الغربان.