الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

عُمان الاقتصاد الرقمي

تتمتع سلطنة عمان بتراث حضاري ثري، له منطلقاته التاريخية وتنوعه الثقافي والبيئي والجغرافي الواسع، والذي يتميز بخصائص وهُوية ثقافية ذات أبعاد معرفية متعددة، ولهذا فإن المحتوى الثقافي الضخم الذي تزخر به السلطنة مكَّنها من إيجاد برامج إلكترونية تحافظ على ذلك الإرث وتصونه وتحميه؛ حيث عملت على حماية الوثائق والمخطوطات، سواء من خلال رقمنتها أو فهرستها في قواعد بيانات وبوابات إلكترونية؛ فأُنشئت العديد من البرامج والمبادرات الرقمية بهدف تطوير المحتوى الرقمي والحفاظ على التراث الوطني.

ويأتي اعتماد (البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي) الذي أصدرته وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات في السلطنة، ليكون أحد أهم الاستراتيجيات الوطنية الخاصة بتقنية المعلومات؛ فهو ـ حسب وثيقة البرنامج ـ (منظومة اقتصادية ممكِّنة)، ترتكز على (الحكومة الذكية والمجتمع الرقمي ورقمنة الأعمال)، بهدف تحقيق (مجتمع المعرفة).

هذا البرنامج يقوم على (تمكين رقمنة الأعمال) الذي يركز على صناعة المحتوى الرقمي، وهو المحتوى الذي يتأسس على التراث الثقافي والحضاري للسلطنة من ناحية، والبيانات المفتوحة من ناحية أخرى، ما يؤدي إلى تنامي مراكز البيانات والخدمات السحابية، وصناعة الأمن السيبراني، والتحول الرقمي الحكومي.


إن تمكين المحتوى الرقمي الثقافي وتنميته يُسهم في تعزيز الاستثمار في الثقافة والصناعات الإبداعية، ولقد قدمت مؤسسات السلطنة مبادرات عدة في مجال رقمنة البيانات والمعلومات في المجال الثقافي؛ منها ما قدمته هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية من أنظمة للترميم الإلكتروني ونظام إدارة المحفوظات، الذي يقوم على المعايير الدولية لحفظ السجلات الرقمية، إضافة إلى ما تقدمه المؤسسات الثقافية والسياحية والإعلامية من بوابات إلكترونية تحتوي على آلاف البرامج والبيانات وآلاف المخطوطات والوثائق.


ولقد أسهمت أزمة جائحة كورونا كوفيد-19 في تسريع البرامج الإلكترونية، ما دفع إلى تعزيز أنظمة البيانات الإلكترونية والمحتوى الثقافي عامة؛ فلقد عملت المؤسسات الثقافية على تعزيز المحتوى البصري والسمعي بشكل خاص من خلال مجموعة من البرامج والمبادرات التي أثرت المحتوى بالبيانات المفتوحة، وعزَّزت تأهيل الشباب وتمكينهم في مجال الإبداع الثقافي.

إن تسريع تمكين (الاقتصاد الرقمي) في السلطنة من خلال مبادرات (البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي) وبرامجه المتعددة، يقوم على التنمية الاجتماعية والثقافية التي تستهدف تمكين الاستثمار في الثقافة وتعزيز الصناعات الإبداعية الرقمية، من خلال سياسات واضحة قادرة على تأسيس (المواطن الرقمي) المبدع والفاعل.