الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

سيدات الأعمال.. وانتزاع القيادة

في إحدى الأمسيات الأكاديمية دار حوار بيني وبين سيدات أعمال حول آفاق التألق الاقتصادي للمرأة بعد جائحة كورونا، وجادلتهم بأن الطريق يظل طويلاً أمامهن لانتزاع القيادة، لأن المرأة لا تزال في اشتباك دائم مع الاقتصاد، لعل أبرزه فجوة الأجور، فهو بحكم الواقع نشاط ذكوري بامتياز، وكلما ارتفعت قيمة الوظيفة، زادت هيمنة الذكور.

في المقابل، لا يحظى العمل في الاقتصاد بشعبية لدى النساء عموماً، لأنه برأيهن معقد والخطأ فيه كارثي، بالإضافة إلى أن التحليل الاقتصادي المحموم يتنافى مع رغبتهن في اقتناص إجازة أمومة، وبالرغم من نجاح المرأة في قيادة مؤسسات مهمة جداً مثل وزارة الخزانة الأمريكية، وبنك الاحتياطي الفيدرالي، وصندوق النقد الدولي، والبنك المركزي الأوروبي، إلا أن تمثيل الخبيرات الاقتصاديات في المناصب الأكاديمية العليا ضئيل جداً.

على مدى عقود، فشلت وسائل الإعلام في إقناع المتقدمات للجامعة بدراسة الاقتصاد، أو حتى تحفيز الخريجات النابهات على استكمال دراساتهن العليا في المجال الاقتصادي، في الوقت الذي يندر فيه وجود خبيرات اقتصاد قادرات على مزاحمة نظرائهم من الخبراء في برامج التلفزة الفضائية، بل إنه يمكن القول بأنهن شبه غائبات عن الإعلام المرئي، ونفس الأمر ينطبق على المرأة في المجال السياسي، فلا تكاد ترى محللة سياسية قديرة في القنوات المختلفة.


السؤال الآن: كيف يمكن تغيير الاعتقاد السائد بأن النساء أضعف من أن يتولين شؤون الاقتصاد؟


ولماذا يفضل البعض قيادة الرجال بدلاً من النساء؟

وللإجابة على هذه التساؤلات ينبغي الاعتراف بأن الانتقال التدريجي يتطلب أولاً تغيير الصورة النمطية عن النساء وهي أنهن عاطفيات، ولا يتمتعن بالكفاءة المطلوبة، ولسن حازمات، وأن أصواتهن ليست بالعلو اللازم لتخويف الموظفين.