الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لماذا النظرة التشاؤمية

الاستعانة بحكام من الخارج لا يمثل انتقاصاً للحكام المواطنين ولمكانتهم، بل هو نوع من أنواع الدعم والتطوير لضمان استمرار تميزهم محلياً وخارجياً، وقد تكون خطوة لتصحيح أوضاع الحكام المواطنين المتميزين سواء أدبياً ومادياً، وفكرة استدعاء حكام أجانب في بعض المناسبات تأتي مواكبة للنقلة النوعية، التي طرأت على المسابقات المحلية باتباع أعلى معايير الاحتراف والمهنية، التي تستوجب الاستعانة بخبرات تحكيمية قادرة على تقديم الإضافة، خاصة بعد التراجع الملحوظ في أداء البعض من أصحاب الصافرة مؤخراً، ووقوعهم في المحظور، ما تسبب في التأثير على بعض المباريات وانعكس سلباً على سير المسابقات المحلية.

في عالم الرياضة نستورد المدربين الأجانب والأجهزة الفنية والطبية من الخارج، ونتعاقد مع اللاعبين الأجانب سعياً للتميز، وبالتالي فإن مسألة الاستعانة بحكام من الخارج لإدارة بعض المباريات في مسابقاتنا المحلية لن تكون بدعة، وليس فيها إساءة لحكامنا المواطنين الذين نعتز بهم جميعاً، بل هي نوع من أنواع الدعم ويجب أن نأخذها من هذه الزاوية التي تصب في إطار تطوير أداء حكامنا المواطنين، الذين حملوا على عاتقهم مهمة إدارة المسابقات المحلية منذ ما يقارب الثلاثة عقود، ووصل حكامنا إلى قمة الهرم في العالم بتواجدهم في المونديال، وهذا في حد ذاته شهادة تفوق وتميز للتحكيم الوطني والحكم الإماراتي.

النظرة التشاؤمية لدى البعض وتحفظ عدد من الحكام على قرار الاستعانة بحكام من الخارج لإدارة مبارياتنا المحلية، ردود أفعال عاطفية وهي طبيعية وليست بالغريبة أو بالمستغربة، وجميعها تستند على خلفيات قديمة ولا يمكن البناء عليها في الوقت الراهن، لأن الظروف تغيرت والأدوات اختلفت والمنهجية التي تعتمد عليها المسابقات المحلية في زمن الاحتراف لم تعد كما كانت عليه قبل 25 سنة، وبالتالي فإن تبني المواقف المعارضة لأي مبادرة أو خطوة تطويرية تستهدف الارتقاء بمنظومة العمل، لا تخدم التطلعات المستقبلية ولا الأهداف الاستراتيجية.

كلمة أخيرة

الاستعانة بحكام من الخارج لإدارة بعض المباريات في المسابقات المحلية، قد تكون أولى خطوات تصحيح أوضاع الحكام المواطنين الذين يستحقون اهتماماً أكبر معنوياً ومادياً، فلماذا النظرة التشاؤمية؟

محمد جاسم