الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

فيسبوك.. تعلم مدى الضرر

فيسبوك.. في الأخبار مرة أخرى. ويبدو أنه لا يمر يوم بدون خبر جديد عن هذه الشركة، ولست أعني خبراً عن جديد خدماتها ومنتجاتها بل عن مصيبة ما سببتها فيسبوك، وقد كتبت مرات عدة أنتقد الشركة من جوانب عدة، لكن مؤخراً بدأت أدرك أن مجرد النقد الذي أمارسه شخصياً ويمارسه آخرون، لا يكفي.

هناك نمط يتكرر عندما يتعلق الأمر بفيسبوك، فصحيفة أو موقع ما يكشف شيئاً جديداً عن الشركة في كثير من الأحيان يكون المصدر من الوثائق الداخلية لفيسبوك، أو أحد الموظفين الحاليين أو السابقين.

الشبكات الاجتماعية تتبنى تلك الأخبار، فتنتج موجة غضب ودعوات جديدة لحذف الناس حساباتهم من فيسبوك ومطالبات بتشديد العقوبة على الشركة، ثم لا يحدث شيء، والدليل أن فيسبوك ازدادت أرباحها في العامين الماضيين.


مؤخراً سرّب موظف وثائق من داخل فيسبوك، وتبين أن الشركة تعلم جيداً مدى الضرر الذي تلحقه بفئات مختلفة من الناس من خلال خدماتها، هذا لا يختلف عما حدث مع شركات التبغ التي كانت تعلم جيداً أضرار التدخين، ومع ذلك قاومت أي محاولات للحد من التدخين أو الاعتراف بأضراره، ثم اضطرت في النهاية لتعويض الضحايا، كذلك الحال مع شركات النفط التي مارست التضليل في ما يتعلق بقضية التغير المناخي وتسببت في تأخير الجهود للتصدي لهذه المشكلة ولعقود.


فهل سننتظر عقوداً لكي نرى تحركاً جاداً يجعل فيسبوك تتعامل بجدية مع مشاكلها؟ ففيسبوك تعتبر في نظر البعض مصدراً للتلوث المعلوماتي والمعرفي، وهي تعرف أن سمعتها سيئة بين الناس، ومؤخراً تبين أنها تحاول تحسين هذه السمعة بوضع أخبار إيجابية عنها في شبكتها!