الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الإسلام السمح.. والأعجوبة الأمنية

هناك حقائق لا بد من تأكيدها بأن أوطاننا عظيمة بقيادتها، فهاهي الإمارات أثبتت للقاصي والداني أنها «المعجرة»، ليس في قدرتها على استتباب الأمن في الداخل فقط بل التحدي الحقيقي حينما تصبح البلد الآمن وسط إقليم جغرافي ملتهب ومتفجر في الغالب، ما جعل الإمارات «أعجوبة أمنية» لتتصدر بهذه الريادة مقعدها الحضاري والتنويري بين الأمم.

نجحت السياسة الخارجية الإماراتية في الترويج للإسلام السمح عالمياً، وهو نوعية من الثقافة الإنسانية تتسم بالروحانية والتسامح، والرحمة للعالمين، وهذه المعايير باتت مطلباً مهماً للمسلم المعاصر إذا كنّا فعلاً نريد الحياة أو العيش الآمن الهادئ البعيد عن العنف والظلم والقهر.

وركزت الإمارات على مجابهة قوى التطرف والإرهاب، وتوضيح زيف وفساد أفكاره، وتجفيف الحواضن الثقافية لأفكار الغلو والعنف، لتتفرغ حينئذٍ لرسالتها الأخلاقية والمعرفية بنشر الآداب والمعارف والفنون، كي لا نترك الشباب نهباً للأفكار المتصارعة أو التيارات التي تفرخ العنف في سبيل الحصول على ما تريد من مكاسب اجتماعية وسياسية.

الأمة العربية تحيا واقعاً أليماً اليوم ومناخاً غير مسبوق من التوتر والتعصُّب والتمذهب والطائفية والإثنية، بل انهياراً حضاريّاً في كل الميادين الخيّرة، فنعمة الأمن في الأوطان العربية باتت أملاً مفقوداً، وبلداً فاقداً للاستقرار يترصده الخوف من كل حدب وصوب حيث لا يوجد الأمن إلا بوجود مقوماته، ولا يدوم إلا بدوام أسبابه.

ورغم تراكم الأدلة على قدرات إماراتية استثنائية ما بين الحزم والصرامة على مقارعة الظلم وصد العدوان، لا تفرط بالقيم الإنسانية الأصيلة، واللمسات الحانية للبشر في كل مكان في العالم، وبالنقيض لا تتهاون مع كل من تسوّل له نفسه زعزعة استقرار المنطقة، كما إنها تعرّي الزيف وتنزع الظلم بقواتها المسلحة كما تزرع التنوير والأمل في مكان.