الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

الملك الهادئ وكوزمين المُثير

عندما درّب كوزمين فريقَي العين وشباب الأهلي، كان يطلق تصريحات مثيرة، فيُشعل الأجواء التي تحتاجها كرة القدم، والحقيقة أن بعض تصريحاته لم تكن مقبولة وقتذاك، فجوبهت باستنكار شديد. عندما كان في الزعيم، كان أقل شراسة في الكلام، أي «ملتزم»، لكن بياناته الصحفية كانت شرسة جداً عندما انتقل إلى الفرسان، إذ تجاوزت بعض الخطوط الحُمر لبيئتنا الكروية.

كوزمين سجل نجاحات لا يمكن إنكارها أو التشكيك في أهميتها، ومن أسباب نجاحاته أن إدارتَي ناديَي العين وشباب الأهلي وفرا كل شيء للمدرب، أي إنه وجد بيئة صالحة للعمل ومهيأة للإنجاز، كما أن إنجازاته مع هذين الفريقين منحته سلطة إضافية لصياغة وإطلاق خطابات وتصريحات جريئة بعض الشيء.

خطاب نادي الشارقة الإعلامي هادئ وخالٍ من المفردات الاستفزازية والنارية، وغالباً ما يعالج الأمور داخل البيت، أو حتى مع إدارات الفرق المنافسة، وهذه الميزة تتناقض مع بلاغة كوزمين الإعلامية التي تعتمد الإثارة والتشويق.

هل تتدخل إدارة الملك في تحديد نوعية تصريحات المدرب المثيرة بحيث تنسجم مع سياساتها الإعلامية الهادئة؟ وهل تناقش الإدارة مع المدرب هذا الجانب؟

وجود كوزمين فترة طويلة في الدولة ساعده على فهم الكثير من الأمور، منها سياسات الأندية الخطابية، وهذا الفهم، ربما يخفف من نبرته الجريئة عندما يبدأ مهمته مع الملك.

كوزمين يستخدم بلاغته الاستفزازية لهدفين، الأول لتحفيز لاعبي فريقه وجمهوره، والثاني لتحطيم معنويات لاعبي الفرق المنافسة، وهذا أمر طبيعي في كرة القدم، لأن المناورات النفسية فيها لا تقل أهمية عن المعارك الفنية. نأمل أن تنتقل عدوى تصريحات كوزمين المثيرة إلى بقية المدربين بشرط ألا تتجاوز الحدود ومعايير بيئة كرة القدم الإماراتية.

نختلف مع كوزمين هنا أو هناك، لكننا نتفق على أن وجوده في ملاعبنا إضافة مطلوبة في هذا التوقيت، لأنه مدرب من طراز جيد.

كيف سيواجه مدربو الفرق استفزازات كوزمين الخطابية؟ مَن المدرب الآخر الذي يمتلك نفس مواهب كوزمين الإعلامية؟ وكيف سيقابل حكّام الكرة اعتراضات كوزمين المتوقعة على قرارات الصافرة؟