الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

العالم في مواجهة «الأنثروبوسين»

في قمة المناخ الأخيرة المنعقدة في غلاسكو الاسكتلندية، تعهدت الـ200 دولة المشارِكة بالمؤتمر السادس والعشرين، بالعمل على تقليل نسبة انبعاثات غاز الكربون في العالم إلى الصفر بحلول عام 2030، والحد من آثار التغيرات المناخية التي تهدد كوب الأرض، ويعد هذا التعهد شقاً قانونياً يلزم جميع البلدان المشاركة في بروتوكول كيوتو على تخفيض نسبة انبعاث الكربون في بلدانها.

فخبراء الاقتصاد لا يستبعدون الوصول إلى هذه النتيجة، والانتقال إلى عالم خال من ملوثات الكربون، وبعد اتفاق حكومات العالم بالعمل على تخفيض درجات الحرارة العالمية دون درجتين مئويتين هذا القرن وتخفيض نسبة استخدام الوقود الأحفوري في بعض البلدان التي تستخدمه في توليد الطاقة، فضلاً على وجوب الالتزام بتقديم المساعدات المالية للدول النامية للحد من الانبعاثات الكربونية فيها، يبقى الرهان على تغيير سلوكيات الأفراد، والممارسات الحكومية المتبعة لتفادي الكارثة المناخية للوصول إلى الصفر الكربوني!

وقضية التلوث البيئي في عمومها، ليست من صنع الطبيعة، فهي نتاج طردي للممارسات الخاطئة التي اتبعها الإنسان على ظهر هذه البسيطة، أو ضدها.


فدولة الإمارات، واحدة من الدول التي تسعى بجدية، لخلق فارق في قضايا آثار التغير المناخي، فالسياسات المتقدمة التي وضعتها تشير إلى مدى اهتمامها واشتغالها على هذا المسار، كاستثماراتها العملاقة في الطاقة النظيفة، أوالمتجددة؛ بإنشائها مدينة مصدر، واستخدامها وقوداً خالياً من الرصاص، وتطويرها المستمر لوسائل النقل العام، وتحسين كفاءة محطات استخدام الطاقة، والسعي الحكومي الحثيث باتجاه الاستثمار الأخضر، وفي استثمارها للطاقة الشمسية الهائلة، كمصدر بديل لتوليد الطاقة وتغذية المشاريع، فضلاً على الأبحاث والدراسات التي تجريها في هذا المجال، ودعمها للمشاريع الحيوية في مجالات الاستدامة، لتقليص نسبة التلوث المناخي وارتفاع درجات الحرارة، وتطويرها لسبل المواءمة المناخية، عدا الدور التوعوي والتثقيفي المجتمعي الذي تضطلع به مؤسسات الدولة بقطاعيها، لتفعيل أفضل الممارسات لدى الأفراد على نطاق تقليص النفايات المنزلية، وتوفير الطاقة، وغيرها من المبادرات للانتقال إلى مجتمع خال من النفايات الكربونية.


وأخيراً، فإذا كنا نعيش الآن عصر «الأنثروبوسين»، بحسب وصف خبراء الجيولوجيا؛ عصر خلخلة الإنسان للأنظمة الكونية، فإن الدراسة الحديثة التي خلص إليها الباحثون في قضايا التغير المناخي في السويد، لإنقاذ الكون، أن على البشر التوقف كلياً عن الإنجاب، لتخفيض البصمة الكربونية للفرد.

وبحسب تقديراتهم، بأنها الوسيلة الأكثر فاعلية، عن كل الأنظمة والسياسات المتبعة في مجال الانبعاثات الكربونية، والاحتباس الحراري، للوصول إلى نقطة الصفر الكربوني؛ فماذا أنتم فاعلون؟!.