الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

مغامرون: «سياحة الأدرينالين» علاج للمغامر وربح للمستثمر

وصف مغامرون، الإمارات بالوجهة المثالية لممارسة شغف المغامرة والبحث عما يرفع الأدرينالين في الجسد، مشيرين إلى أن هناك أسباباً عدة تقف وراء تحول الإمارات إلى وجهة محبي المغامرة منها الأسعار المنافسة التي تناسب كل الميزانيات، والتجهيزات اللوجستية التي تأتي على أعلى المستويات.

وأكدوا لـ«الرؤية» أن الاستثمار في سياحة تحفيز الأدرينالين استثمار مربح وواعد، مشيرين إلى أن قرب المسافات بين وجهات المغامرة المختلفة ساهم في إقبال السياح على ممارسة شغفهم، وكذلك مع تواجد مجموعة من الفنادق والمنتجعات والتي تقدم خدمات عالمية المستوى وبأسعار منافسة.

من جانبهم اتفق خبراء صحيون ونفسيون على أن أنشطة المغامرات تعود على الفرد بالكثير من الآثار والفوائد الإيجابية، واصفين الأنشطة المختلفة التي تتطلب روح المغامرة والحماس اختباراً لقوة الفرد وسرعته وحنكته، مشددين على أنها تؤثر على طريقة تفكيره وتحكمه في مشاعره.

تجهيزات واعدة



يرى المغامر الإماراتي عيسى الرحومي، أن سياحة المغامرات تلقى رواجاً كبيراً في الدولة، حيث انتشرت بصورة كبيرة الشركات العاملة في هذا القطاع، لافتاً إلى أن أكثر ما يميز الاستثمار فيه هو أنه مربح بصورة كبيرة سواء بالنسبة للشركات الصغيرة أو المتوسطة أو الكبيرة.

ولفت إلى أن إيرادات الرحلة الواحدة تراوح عادة بين 5 و10 آلاف درهم وقد تصل إلى قرابة 20 ألف درهم، مشيراً إلى أن أسعار خدمات سياحة المغامرات ارتفعت في السنوات الأخيرة.

واستشهد على ارتفاع الأسعار برحلات المشي الطويل «الهايكنج»، حيث كانت قيمة الرحلة الواحدة للفرد في مجموعة نحو 50 درهماً بالماضي، بينما اليوم تبلغ قرابة 300 درهم للفرد، مع العلم أن بعض الشركات تنظم رحلات تضم 80 شخصاً في الوقت الواحد.

ولفت إلى أن أكثر ما يميز وجهات سياحة المغامرات، أنها معظمها مجهز للمبتدئين وأخرى مخصصة لمن يملكون الخبرة، مشيراً إلى أن أكثر أنشطة المغامرات استقطاباً للسياح والمغامرين خلال الفترة الحالية من العام، هي المشي الطويل بين الجبال والوديان «الهايكنج»، والتي تستمر إلى يوم أو يومين أو أكثر من ذلك بحسب التجربة التي توفرها الشركة السياحية.

لكن الرحومي يشدد على ضرورة أن يدرس المغامر الرحلة جيداً قبل الانطلاق وأن يجهز معدات الإسعافات الأولية، فكثيراً ما يتعرض المغامرون إلى التواء في القدمين أثناء المشي أو التعرض للدغ من الثعابين أو العقارب في الصحراء.

ولفت إلى أن معظم وجهات المغامرات بالدولة توفر الاحتياجات الأساسية للزوار والسياح ما يجعلهم يحظون بتجارب سياحية مميزة.

تنوع الخيارات



يخطط المغامر الإماراتي محمد الجسمي، إلى الاستثمار في قطاع أن سياحة المغامرات، مؤكداً أن الإمارات تمتلك العديد من المميزات التي تجعلها قبلة محبي رفع الأدرينالين في الجسد وأهمها تنوع الخيارات من جبال شاهقة ورمال ذهبية وبحار وسماوات تعج بالألعاب، فضلاً عن اعتدال المناخ شتاءً، والأسعار المميزة لخدمات رحلات المغامرات.

واعتبر سياحة المغامرات من القطاعات الاقتصادية الواعدة التي تشهد نمواً ملحوظاً في ظل المبادرات الحكومية التي تخدم القطاع بصورة مباشرة وغير مباشرة ومنها على سبيل المثال، إطلاق حملة أجمل شتاء بالعالم، وتنظيم إكسبو 2020 دبي، بالإضافة إلى تنظيم وعقد المؤتمرات والمهرجانات والفعاليات الكبرى، الأمر الذي يسهم في استقطاب أعداد كبيرة من الزوار سنوياً إلى الإمارات، ممن يبحثون عن تجارب سياحية مميزة.

يفضل الجسمي ارتياد الوجهات التي تقدم درجة عالية من المغامرة التي قد يراها البعض محفوفة بالمخاطر، مؤكداً حرصه على ممارسة الهايكنج وركوب الدراجات في جبل جيس وجبل حفيت ومنطقة حتا، منوهاً بالفوائد الصحية والنفسية التي تعود على الفرد من ممارسة تلك التجارب المميزة.

وأكد أن ما يميز الوجهات السياحية بالإمارات أنه تم تمهيدها وتزويدها بالمرافق والاحتياجات الأساسية لأي فرد، كما تشهد الكثير من تلك الوجهات إطلاق تجارب جديدة وافتتاح مشاريع عديدة بحيث تمنح المغامر تجربة فريدة من نوعها تظل عالقة في ذهنه.

تجاوز الأزمات



أكد الاستشاري النفسي الدكتور علي الحرجان أن أنشطة المغامرات تعزز من ثقة الشخص في ذاته، وتحفزه على تجاوز الأزمات ومواجهة الصعاب بأقل الخسائر النفسية.

وشدد على أنها تعزز من قدرته على السيطرة على انفعالاته وتوجساته ومخاوفه ومشاعر القلق التي قد تسيطر عليه في مواقف حياته اليومية.

وحذر بعض المغامرين من أصحاب الأمراض المزمنة من خوض أي أنشطة قد تؤثر سلباً على صحتهم الجسدية، وخاصة من أصحاب أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري، أو ممن لديهم مشاكل بالمفاصل.

سعادة وسكينة



أكد اختصاصي طب المجتمع والصحة العامة، الدكتور سيف درويش، أن لأنشطة المغامرات أبعاداً نفسية وأخرى جسدية، حيث ترفع من مستوى إفراز الهرمونات في الجسد، بما فيها الكورتيزون والإبينفرين الذي يساعد الإنسان على الشعور بمزيد من الإثارة والحماس والسعادة.

ولفت إلى أن بعض تجارب المغامرات مثل رحلات الهايكنج، تساعد على تقوية القدرات الذهنية كونها تسعى إلى استكشاف الطرق والمسارات الطبيعية الجديدة التي لم يعتد الدماغ على التعامل معها من قبل، وهو ما يدفع الدماغ للتأقلم معها وإيجاد السبل الأنسب لاجتيازها.

ولفت إلى أن المغامرة تُشعر ممارسيها بالسعادة والسكينة، وتحد من الاكتئاب، وتكسر روتين الحياة من خلال رؤية مناظر طبيعية خلابة، مشيراً إلى أن للخروج في رحلات جماعية للمغامرات فوائد اجتماعية، حيث تقوي أواصر الترابط بين الناس والشعور بالأمان أكثر بقرب بعضهم من بعض.

وقال درويش «إن ممارسة أنشطة المغامرات يجب أن تكون هادفة وبعيدة عن الرغبة في التقاط الصور فقط من أجل الشهرة عبر منصات التواصل الاجتماعي».

أسعار منافسة



لم يكن فقط قرب وسهولة التنقل بين بيئات الإمارات المختلفة، أكثر ما جذب السائح نيك جرين إلى ممارسة شغفه بسياحة المغامرة في الإمارات، حيث يقول: الأسعار المنافسة التي تقدمها الوجهات المختلفة دفعته إلى مواصلة شغفه بالطبيعة التي تتميز في الإمارات بتنوعها الغني والثري الذي يرضي كل الأذواق.

وأشار إلى أنه تنقل بين أماكن ومناطق كثيرة مختلفة في الدولة، منها أبوظبي ورأس الخيمة والفجيرة، حيث مارس هوايته بالتسلق وركوب الدراجات والقفز بالمظلات والتخييم.

وثمن وجود مجموعة كبيرة من الفنادق الطموحة التي تقدم خدمات مميزة، الأمر الذي يساعد على الاستمتاع بجمال الطبيعة والارتماء في أحضانها وهو مسترخ بأمان في منتجع عالمي المستوى.

وأكد جرين أنه -وقبل وصوله إلى الإمارات- قرأ كثيراً عن تجارب سياحية مميزة، الأمر الذي شجعه على أن تكون الإمارات وجهته لا سيما في ظل استضافتها معرض إكسبو 2020 دبي.



اقرأ أيضاً:

المغامرات تستحوذ على 50% من الجولات السياحية بالإمارات



حماس وتشويق



تقدم وجهات ترفيهية وسياحية بالدولة أنواعاً كثيرة من المغامرات الغنية بالحماس والتشويق منها تجربة الغوص مع أسماك الراي والقروش بما فيها قرش الرمل الببري بطول 2.5 متر والقرش الليموني وأسماك قرش المطرقة النادرة بالعالم، وذلك في كل من «دبي اكواريوم» أو «ذا ناشونال اكواريوم - أبوظبي» حوض الأحياء المائية الأكبر في الشرق الأوسط.

ومن المغامرات المخصصة لأصحاب القلوب القوية ولعشاق السرعة، تجربة ركوب إفعوانية «الفورمولا روسا» التي تصل سرعتها إلى 250 كم في الساعة في غضون 4.9 ثانية وترتفع حتى علوّ 52 متراً، وذلك في عالم فيراري أبوظبي، وبأسعار تبدأ من 295 درهماً.

ومن التجارب الأخرى المتاحة في مدينة «عالم فيراري» الترفيهية، تجربة «فلاينج آيسز» التي تتميز بأعلى حلقة أفعوانية في العالم تصل حتى 63 متراً وبزاوية 51 درجة.

وتتيح الإمارات لزوارها مجموعة من تجارب الانزلاق سواء في الهواء أو بالماء، ومنها تجربة أوّل وأكبر منزلق مائي في العالم يعمل على الطاقة الهيدرومغناطيسية وذلك في وجهة «ياس ووتر وورلد» بطول يصل إلى 238 متراً، علماً أن قيمة التذاكر تبدأ من 220 درهماً للأطفال و270 درهماً للبالغين.

ومن التجارب الفريدة الأخرى بالدولة، تجربة الجولات المعلقة عبر 7 مسارات للانزلاق جواً تعتبر الأطول في العالم وذلك على جبل جيس في رأس الخيمة والتي تعتبر أعلى قمة في الإمارات.

ومن التجارب الشبيهة لتجربة المسار الانزلاقي برأس الخيمة ولكن في دبي، رحلة خطوط «إكس لاين» الواقعة في دبي مارينا (أطول حبل انزلاق في العالم ضمن المدينة)، والتي تقدم جرعة مضاعفة من المتعة والحماس، علماً أن التجربة متاحة لليافعين والبالغين من سن من 12- 65 عاماً، علماً أن قيمة التجربة تبدأ من 650 درهماً.

وتوفر الإمارات لزوارها عدداً من تجارب القفز الحر سواء بالمظلات أو بدون مظلات، ويمكن خوض تجربة القفز الحر بدون مظلات في «كلايم أبوظبي».

أما الراغبون في خوض تجربة القفز الحر الواقعية بمظلات، فعليهم التوجه إلى «سكاي دايف دبي» التي تمنح زوارها تلك التجربة على ارتفاع 13 ألف قدم فوق نخلة جميرا، وسيتمكن الزوار من تأمّل منظر الخليج العربي الرائع ومعالم المدينة المُذهلة أثناء تلك التجربة المميزة.

عروض حماسية



تستقطب عروض المغامرات والبطولات الحماسية التي تعقد على مستوى الإمارات آلاف الزوار سنوياً، ومنها على سبيل المثال، عروض سباقات جائزة الاتحاد للطيران الكبرى الفورمولا 1 التي تعقد في حلبة ياس خلال نوفمبر من كل عام عشرات الآلاف من الزوار سنوياً.

وتسهم هذه الفعاليات في تنشيط السفر والسياحة وترفع من معدل الإشغالات الفندقية لتصل إلى أرقام قياسية، وكذلك الأمر ذاته يتكرر مع منافسات بطولتي الفورمولا الإقليمية الآسيوية وفورمولا4 الإمارات بحلبة ياس بأبوظبي.

ومن بين الفعاليات الأخرى المليئة بالمغامرة والحماس والتي تسهم في استقطاب آلاف الزوار والسياح سنوياً إلى الإمارات، مهرجان ليوا الدولي أو المعروف بـ«مهرجان تل مرعب» الذي يعقد سنوياً في نهاية ديسمبر منذ عام 2004، ويعد الأكبر والأضخم من نوعه على مستوى منطقة الخليج والشرق الأوسط، ويسلط الضوء رياضات المحركات والبطولات والأنشطة التراثية والترفيهية.

ومن الفعاليات الكبرى التي تستضيفها الدولة خلال فصل الشتاء وتستقطب الآلاف من الزوار والسياح أيضاً من عشاق المصارعة الحرة، كل من نزالات بطولة WWE، وبطولة اليونيفيرسال، وبطولة راو للسيدات، في حدث يرسم خارطة نزالات ومواجهات WWW لهذا العام.