الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

خبراء للأزواج والعزاب في «الفالنتين»: تعلموا الحب ولا تختزلوه في يوم واحد

يحتفل العالم اليوم بعيد الحب ويحمل هذا العيد اسم «الفالنتاين» نسبة إلى قديس بهذا الاسم يُعد راعياً للعشاق في العالم، وقد جاء اختيار 14 فبراير لأنه التاريخ الذي يُعتقد أنه قُتل فيه عام 269 بعد الميلاد، وقد بدأ الاحتفال بعيد الحب، منذ منتصف القرن الـ19، حينما حوَّل التجار الأمريكيون تقليداً دينياً شعبياً لإحياء ذكرى القديس فالنتين إلى حدث معاصر.

وفي العصر الحديث وخصوصاً في زمن طغت فيه «السوشيال ميديا» بمُشتقاتها على كل مناحي الحياة، أصبح الاحتفال بعيد الحب تقليداً لدى الجميع حتى وإن كان الاحتفال بـ«تدوينة» ساخرة للـ(سناجل)، أو دعوات من الزوجات لأزواجهن والعكس.

اختزال الحب

الحب في عيده العالمي تم اختزاله في الحب الرومانسي بين الرجل والمرأة والبحث عن المظاهر الزائفة وتقليد النجوم والآخرين، دون النظر لأهمية اليوم لبدء حياة جديدة مليئة بالحب، فالبعض لا يُعبر عن مشاعره سوى في هذا اليوم فقط، ليستعرض نفسه على «السوشيال ميديا» في هذا اليوم، وبعد ذلك تعود الحياة لما كانت عليه دون تعبير صادق عن الحب طوال أيام السنة، بحسب الدكتور مدحت عبدالهادي استشاري الطب النفسي والعلاقات الزوجية.

ويُتابع: «البعض يختزل الحب في يوم واحد ويسعى لاستعراض هداياه مع شريكه في هذا اليوم، لأنه لا يملك أي سمة مُميزة، ولذا يكون الاحتفال الزائف بالحب هو محاولة اكتساب سمة تجعله كالجميع، رغم أنه طوال العام قد لا يُمارس شعور الحب مع زوجته أو مع أبنائه أو أصدقائه، والحب هو سلوك لا بد من ممارسته وتعلمه وتعليمه وتنميته ومُمارسته مع كل من حولنا بشكل يومي، ولا يجب اختزاله في يوم واحد، وأن نتعلل بمشاغل الحياة طوال أيام السنة على تقصيرنا تجاه من نحب».

تجديد مُستمر

الحب يجب أن يكون مُستمراً بشكل يومي، والاحتفال بعيد الحب يكون تجديداً للعهد، وليس موجة يركبها الشخص لمدة يوم واحد ثم ينسى التعبير عن حبه طوال أيام السنة، يقول استشاري العلاقات الزوجية لـ«الرؤية».

ويشرح: «من المُفترض أن يُعبر الإنسان عن حبه بشكل يومي بتعبيره عن الارتياح بوجود شريكه، والتعبير عن مشاعره بشكل يومي لأن هذا من أسس العلاقات الصحية، فيكفي كلمة واحدة تعبر عن الاشتياق أو الاحتياج. أو موقف واحد يلخص الحب بين الأطراف، فلا يلزم إنفاق أموال أو السفر خارج البلاد وتعليق اللافتات بالشوارع لإثبات الحب».

إخراج المشاعر

إخراج المشاعر وتفريغها سلوك يجب أن يُمارسه الشخص، لكنه في نفس الوقت يخضع لعدة عراقيل منها مُمارسات الصغر والتربية الخاطئة مثلاً عدم تعبير بعض الآباء عن مشاعرهم تجاه أبنائهم، وهو ما يجعل هؤلاء الأبناء ينشؤون على مُعتقد أن التعبير عن المشاعر خاطئ، وهو ما ينتج عنه مُشكلات مُستقبلية بين الأزواج، فالزوجة لا تستطيع أن تُعبر عن مشاعرها لزوجها، والزوج يتربص إن وجد زوجته عبرت عن مشاعرها بشكل خارج «الكتالوج» المُتعارف عليه، يقول عبدالهادي.

ويشرح: «مُعظم حالات الطلاق والخلافات الزوجية تحدث بسبب غياب ثقافة تعلم الحب والتعبير عن المشاعر وإخراجها مُنذ الصغر، فالتعبير عن المشاعر يكون «عيباً» بالنسبة للإناث خصوصاً».

ويُضيف: «وكل ذلك يأتي سواء بسبب التربية الخاطئة، أو غياب الثقافة التي تُرقق المشاعر لدى الأطفال داخل المدارس في مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية، وترقيق المشاعر للأطفال في تلك المرحلة يأتي من حصص الموسيقى والرسم والتربية الدينية والروحانية للأطفال، وغياب التأهيل النفسي المُناسب للإناث في مرحلة الزواج».

هدنة

وينصح الدكتور مدحت عبدالهادي- الأزواج خصوصاً- ممن لديهم خلافات زوجية باتخاذ يوم عيد الحب هدنة لتجديد المشاعر، وتشجيع الزوج زوجته والعكس، على التعبير عن مشاعرهم وعدم السخرية منها، ويرتكز الأمر على 3 محاور: الكلام والتعبير عن مشاعرنا والتعبير عن الحب، فالأمر لا يتطلب هدية للتعبير عن هذا الحب، فكلمة «أنا أحبك» كافية، ومن لا يستطيع الكلام فليعبر عن حبه بالأفعال ويُعطي من يحب بمساندته ودعمه، مساعدة الزوج زوجته في أعمال المنزل نوع من أنواع الحب غير المباشر، وهي أنجح أنواع التعبير عن الحب.

ويستطرد: «العطاء لشريكك يتبعه مرحلة الانتماء لك، وهو الأمر الذي يمنعه من القيام بأفعال قد تزعجك، ويستمر بعدها الحب المدعوم بالتقدير، وهو الحب الذي يجعل الشريك يدافع عن استمرار العلاقة مهما كانت العقبات».

وفي حالة وجود خلافات ينصح أن يكون اليوم فرصة لبدء الحياة على أسس تبدأ بتصفية الخلافات أولاً، وبدء الهدنة المبنية على أسس أولها عدم الحديث عن ذكريات الخلافات المؤلمة للطرفين، وثانياً عدم الإشارة لعيوب الآخر والتفكير بشكل سلبي تجاهه، أو إجبار الطرف الآخر على القيام بأمور لا يحبها بحجة تنفيذ الهدنة.

العُزاب

يوجه عبدالهادي حديثه للسناجل: «تعلموا الحب»، حب أنفسكم وأهلكم وأصدقائكم، وتعلموا أن العطاء أسمى مراتب الحب، ومن لم يستطع الزواج فيمكنه زيارة الملاجئ والمؤسسات الخيرية لقضاء يوم مع الأطفال الأيتام.

ويختم: «التعبير عن الحب تجاه الأم أو الأب أو الأخوات، وإخراج المشاعر- وإن كانت حتى مع حيواناته الأليفة- وكل ذلك يُهذب الروح ويُعلم العطاء وإخراج المشاعر وتعُلم ذلك، كي يُحقق حياة سعيدة مع شريكه فيما بعد».