وصف رواد أعمال شباب مساحات الأعمال وحاضنات الإبداع التي تنتشر في مواقع مختلفة من الإمارات، بالمحفزة على الإبداع، حيث أسهمت في تحسين حالتهم النفسية، وساعدتهم على توسيع أفقهم وتطوير أعمالهم في قطاعات إبداعية وتكنولوجية متعددة، مؤكدين أنها قللت من التكاليف المعتادة لبداية المشاريع الخاصة.
وأكدوا لـ«الرؤية» أن هذه الحاضنات سهّلت لهم عملية تبادل الخبرات مع رواد الأعمال الآخرين سواء في المجال نفسه أو في المجالات الأخرى التي تستقطب رواد الأعمال، الأمر الذي يساعد على توسعة وزيادة قدرة المشاريع الاستثمارية المختلفة.
وحددوا نحو 13 ميزة وعامل جذب تمتلكها المساحات الإبداعية وحاضنات الأعمال المتواجدة في الدولة، من بينها التصميم الداخلي الجذاب، والتجهيزات الرقمية وتوفير الإنترنت بسرعات عالية، والمساحات والقاعات ذات الاستخدامات المتعددة، بالإضافة إلى المواقع الترفيهية والاستوديوهات الداخلية المجهزة بالمعدات اللازمة لإنجاز الأعمال الإعلامية المتخصصة، والمكاتب الفردية، ذلك إلى جانب المقاهي الداخلية.
كما توفر حاضنات الأعمال ميزات إضافية من بينها توفير التأمين الصحي وتأشيرات العمل ومواقع السكن والمواقف للعاملين في الشركات الناشئة، ومواقع للعمل وللاجتماع، بالإضافة إلى التوجيه والإرشاد بخصوص أعمالهم.
ولفتوا إلى أن هذه المساحات وحاضنات الأعمال تتميز بوجودها في مواقع مختلفة من الدولة خاصةً في أبوظبي، إذ تتواجد بالقرب من كل منطقة سكنية فيها ومنها على سبيل المثال تلك التي تلبي متطلبات سكان جزيرة ياس أو السعديات أو المارية أو والعاصمة وضواحيها.
وتعتبر القيمة الإيجارية والعضويات التي توفرها تلك المساحات وحاضنات الأعمال للمشتركين والمنضمين إليها بمثابة عامل من عوامل الجذب إليها.
وبحسب ما رصدته «الرؤية»، فإن العضويات في المساحات الإبداعية تبدأ من 60 درهماً لليوم، بينما يبدأ الإيجار الشهري من 195 درهماً، فيما توفر بعض الجهات عضويات ربع سنوية تبدأ من 666 درهماً، كما توفر بعض المساحات خدمة التأجير بالساعة للقاعات المغلقة المخصصة للاجتماعات أو العمل بصورة فردية وذلك بداية من 70 درهماً بالساعة.
وتشهد الإمارات سنوياً افتتاح مساحات وحاضنات للإبداع جديدة في مواقع مختلفة من الدولة، حيث تتيح الفرصة أمام الشباب ورواد الأعمال لإيجاد البيئة المناسبة للعمل والمحفزة للاستثمار والابتكار والتخطيط والتفكير ولتطوير أعمالهم الريادية.
وشهدت هذه الحاضنات إقبالاً كبيراً لا سيما في ظل جائحة كورونا، خاصة من قبل الشباب والمبدعين والفنانين ورواد الأعمال في مختلف التخصصات الحيوية، وأصحاب المشاريع الناشئة والراغبين في إنشاء مشاريع لأول مرة.
أسعار تنافسية
أكدت رائدة الأعمال الشابة في مجال الاستشارات الإعلامية والقانونية والتكنولوجية، موزة الزعابي، أن المساحات الإبداعية وحاضنات الأعمال، وفرت لها مواقع ومكاتب مميزة للعمل أو لإجراء اجتماعاتنا أو لتطوير أفكارنا، مشيرة إلى أن هذه الحاضنات وفرت لهم تجهيزات رقمية جيدة كشاشات لعرض المشاريع الخاصة أو استوديوهات متخصصة.
ونوهت بأن ما يميز هذه الحاضنات أنها تأتي بتصاميم داخلية محفزة للإبداع، حيث تسهم في تحسين الحالة النفسية لرواد الأعمال، إذ يتم اختيار ألوان وأشكال قطع الأثاث والإكسسوارات والأعمال الفنية التي تزين الجدران بطرق مدروسة وحرفية.
وأكدت الزعابي أن لديها تجربة أكثر من ممتازة مع «Hub71» المتواجدة في جزيرة المارية مميزة، إذ تعد بمثابة منظومة عالمية حاضنة للشركات الناشئة وخاصة التكنولوجية، وتتيح برامج متعددة لتستهدف على سبيل المثال مؤسسي الشركات الناشئة المعتمدة من قبلها لتوفر لها مساحات للعمل وتأمين صحى لرواد الأعمال والموظفين والمميزات الأخرى كالسكن بأسعار تنافسية.
وأكدت أن هذه الحاضنات تتيح الفرصة لإجراء شراكات مع شركات أخرى في تلك الحاضنة، وتخصص بعض البرامج لرواد الأعمال الجدد الراغبين في تحويل أفكارهم إلى شركات على أرض الواقع.
تبادل الخبرات
ترى رائدة الأعمال آلاء أحمد المتخصصة في مجالات الاستشارات الإعلامية والرقمية والكتب الصوتية، أن المساحات الإبداعية تسهّل عملية تبادل الخبرات مع رواد الأعمال الآخرين سواءً في المجال نفسه أو بالمجالات الأخرى التي تستقطب رواد الأعمال، الأمر الذي يساعد على توسعة وزيادة قدرة المشاريع الاستثمارية المختلفة، منوهة بأنها تقلل من التكاليف المعتادة لبداية المشاريع الخاصة.
ودعت أحمد رواد الأعمال إلى البحث في بداية حياتهم المهنية عن حاضنات الإبداع المناسبة لهم والمتواجدة بالدولة، والتي تسهّل عليهم عملية تأسيس شركاتهم الإبداعية بصورة قانونية وتوفر لهم الاستشارات المهنية والخبرات ومساحات للعمل محفزة على الإنتاجية والتفكير والتميز، ذلك إلى جانب المحفزات والتسهيلات الأخرى والمواصفات ومعايير بيئة العمل التي تناسبهم.
تخصصات متنوعة
أكدت الشابة فاطمة علي الرميثي، المسؤولة في إحدى الشركات التكنولوجية العاملة في مجال الرقابة المالية ومكافحة غسل الأموال بإحدى حاضنات الأعمال بأبوظبي، أن حاضنات الأعمال تعمل على جذب الشركات الناشئة على المستوى المحلي والعالمي، وكذلك الشباب الراغب في خوض تجربة ريادة الأعمال في قطاعات إبداعية متعددة.
ولفتت إلى أن الإمارات تحفل بالكثير من حاضنات الأعمال ذات التخصصات المتنوعة، فمنها ما هو متعلق بالقطاع الإعلامي الإبداعي، أو التكنولوجي أو المالي أو غيرها من القطاعات البارزة في المجتمع المحلي.
وأكدت أن تلك الحاضنات توفر حلولاً اقتصادية وتكنولوجيات متنوعة تعزز من جهود رواد الأعمال في تطوير أعمالهم بخطوات بسيطة وإزالة العوائق التي قد يواجهها البعض في بداية مشاريعهم الخاصة.
ودعت الرميثي الشباب والخريجين الجدد من الإماراتيين والمقيمين إلى الاطلاع على الأعمال والفرص الوظيفية التي توفرها الشركات الناشئة في حاضنات الأعمال.
وأشارت إلى أنها وعلى الرغم من تخصصها في مجال التسويق، فإنها اكتسبت خبرات متنوعة في مجال تكنولوجيا المعلومات إلى جانب التسويق والمبيعات وتعرفت إلى خطوات تأسيس وإدارة شركة ناشئة، بفضل هذه الحاضنات.
حلول مرنة
أكدت المديرة العامة بـ«كلاود سبيسز» في مركز ياس مول بأبوظبي، ملَك سميجكالوفا، أن كلاود سبيسيز يوفر حلولاً مرنة ومعاصرة لمساحات العمل ولرواد الأعمال المختصين في المجالات الإبداعية والتكنولوجية المختلفة.
ولفتت إلى الدخول المحدود إلى كلاود سبيسيز يكون مجانياً، مشيرة إلى أن كل ما على رواد الأعمال إحضاره هو الحواسيب المتنقلة وأفكارهم الإبداعية فقط.
وأكدت حرص الحاضنة على استضافة المعارض الفنية للاحتفاء بالمبدعين والفنانين، لافتة إلى أنهم سيكشفون خلال الفترة المقبلة عن مزيد من المبادرات المجتمعية.
واعتبرت «كلاود سبيسيز» مكاناً عصرياً وجذاباً وبيئة ملهمة محفزة للعمل والتعاون والإبداع، حيث يتيح أيضاً مساحات للتأجير بالساعة أو العضوية الشهرية وذلك ابتداءً من 495 شهرياً.
ولفتت إلى أنه يتوفر في الموقع مكاتب مزودة بالخدمات، حيث يستطيع الأعضاء التمتع بمرافق من أحدث طراز، ويمكنهم الاستمتاع بإمكانية الوصول إلى مجموعة من المكاتب المريحة ومساحات العمل وغرف الاجتماعات المجهزة بكافة التقنيات، فضلاً عن استوديو التسجيل واستوديو التصوير الفوتوغرافي ومقهى أنيق وغيرها الكثير.
ولفتت إلى أنهم يستهدفون جذب الأفراد والشركات المبتكرة التي تعمل في مجالات البيع بالتجزئة والأزياء وتصميم المنتجات على سيبل المثال لا الحصر.
وأشارت إلى أن أبوظبي ستشهد افتتاح فرعين جديدين من «كلاود سبيسز» خلال الفترة المقبلة، وذلك في كل من المول بمركز التجارة العالمي بأبوظبي وأبوظبي بلازا.
حاضنة الأعمال Hub71
يوفر Hub71 مجموعة واسعة من البرامج لدعم الأعضاء، بما في ذلك الحوافز وإشراك المؤسسات والمسرعات ومحتوى تطوير المهارات.
وتتضمن حوافز الشركات الناشئة المختارة في «مرحلة النمو المبكرة» سكناً ومساحة مكتبية وتأميناً صحياً بالمجان لمدة تصل إلى عامين لجميع الموظفين.
أما الشركات الناشئة المختارة من «مرحلة النمو المتقدمة» فستحصل على دعم بنسبة 50% لمدة 3 سنوات على الإسكان والمساحة المكتبية والتأمين الصحي.
ويتضمن Hub71، «WeWork x Hub71» وهو عبارة عن مساحات عمل مفتوحة وحديثة يمكن استئجارها، فيما تتيح خصماً بنسبة 40% على الأشهر الثلاثة الأولى في العضوية، علماً بأن الرسوم الشهرية للعضوية المتاحة تبلغ نحو 960 درهماً شهرياً ومع الخصم تصبح قرابة 577 درهماً شهرياً.
مساحات شبابية
ومن مساحات الإبداع الأخرى التي تقدمها الدولة لدعم الشباب وطلاب الجامعات، المراكز التابعة للمؤسسة الاتحادية للشباب، فعلى سبيل المثال، تستقبل تلك المراكز، الشباب من الفئة العمرية 15 إلى 35 عاماً، سواء كانوا طلبة، أو موظفين، أو روّاد أعمال، ومن مختلف القطاعات، كما تعد تلك المراكز منصة لالتقاء الشباب وتبادل الخبرات واحتضان الأفكار والإبداعات.
الكبسولة
يوفر مركز الشباب في أبوظبي، مكاتب فردية، ونحو مساحات مفتوحة للأفراد و24 مساحة مغلقة عازلة للصوت للاجتماعات أو اللقاءات أو الدراسة والعمل تعرف بعضها بـ «الكبسولة»، بالإضافة إلى قاعات كبيرة لاستضافة الفعاليات والأنشطة والأحداث المجتمعية كالمؤتمرات والمعارض الإبداعية والفنية.
المتنفس
من بين المساحات الأخرى التي توفرها المراكز للزوار بشرط الحجز المسبق، مساحة للراحة والترفيه تعرف بـ«المتنفس»، تتيح للشباب فرصة متابعة برامجهم المفضلة، ومشاهدة مختلف المباريات، والقنوات التلفزيونية.
أما مساحة «المرسم» فتعد من المساحات المجهزة للفنانين وتوفّر لهم المعدات والأدوات الخاصة، كما تتيح لهم فرصة عرض أعمالهم الفنية، وتعقد فيها ورش حول مختلف أنواع الفنون.
المهمة
أما مساحة «المهمة» في مراكز الشباب فهي عبارة عن قاعة اجتماعات مخصصة لمجالس الشباب، والأندية، والفرق الشبابية التي تتشارك المهام والأهداف.
ويتوفر في المركز مساحة لرواد الأعمال تعرف بـ «الراية» ومساحة تعرف بـ«المختبر العلمي» وأخرى عبارة عن «استديو» وهي مساحة عازلة للصوت توفّر أحدث الأجهزة والأنظمة للتصوير، والإخراج، والإنتاج، والعمل على مختلف المشاريع الإعلامية.