الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

هواة ركوب خيل: الفروسية رياضة غير مكلفة تعادل التسجيل بالـ«جيم»

وصف مجموعة من هواة ركوب الخيل، رياضة الفروسية، بأنها رياضة غير مكلفة مادياً، مؤكدين أن أي شخص مهما كان مستوى خبرته في التعامل مع الخيول يمكنه ممارستها بكل سهولة، لافتين إلى أن رسوم الاشتراك فيها تعادل الاشتراك في مراكز اللياقة، منوهين أن رسوم الباقات راوحت بين 1100 درهم و2400 درهم، كما أن رسوم التكفل بعناية خيل خاص بكل هاوٍ لا تتجاوز الـ2000 درهم.

وأكدوا لـ«الرؤية» أن هناك أسباباً عدة دعتهم إلى ممارستها، فإلى جانب أنها ترتبط بتاريخنا وتراثنا، وأنها رمز للشجاعة والفخر والجمال والقوة والبطولة والأصالة، هي مصدر يعزز ثقتهم بأنفسهم ويساعدهم على تعلم الصبر والتحمل، فضلاً عن فوائد ممارسة الفروسية الصحية سواء على المستوى النفسي أو الجسدي.





من جانبهم أفاد مجموعة من أصحاب إسطبلات الخيل لـ«الرؤية» بأن الإقبال يبقى لافتاً طيلة فترات السنة صيفاً وشتاءً، منوهين بأنها على الرغم من كونها رياضة تتطلب الكثير من العمل والجهد ويمارسها الرجال في الغالب، إلا أنها أصبحت هواية تتنافس فيها النساء أيضاً في الإمارات بعد أن اخترن دخول ميدان التدريب والمشاركة في سباق الخيل وليس مجرد المشاهدة فيه.



مكانة متميزة

تحظى الخيل عند العرب عامة والإماراتيين بصفة خاصة بمكانة عظيمة، فهي بالنسبة لهم حبيبة من نوع مختلف، منحها الخالق جمالاً فاتناً يجمع بين الجاذبية والكبرياء والأنفة، لذلك تحظى بمكانة مهمة بين العرب بفضل ارتباطها بتاريخهم وتراثهم، حيث يمتلئ التاريخ العربي بالقصص والأغاني التي تفتخر بالخيول وصفاتها.



اقرأ أيضاً: السياحة الصحراوية في الإمارات.. أصالة التراث وروعة المغامرات



ويشهد تعلم الفروسية في الإمارات اهتماماً كبيراً من جانب المجتمع الإماراتي، حيث تزخر الدولة بالكثير من الأندية التي تعطي تدريبات على الفروسية، كما تنتشر مناطق سباق الخيل في جميع أنحاء الدولة، حيث تتنافس الخيول في كل موسم في نحو 63 سباقاً على منطقة مسطحة أو ما يسمى «السباق المسطح» بالإضافة إلى سباقات القدرة والحواجز، ويبدأ الموسم في أكتوبر من كل عام وينتهي في أواخر أبريل.

وتحظى نوادي الفروسية والإسطبلات بإقبال لافت خاصةً من النساء والشباب والأطفال، في الفترة الأخيرة، لممارسة رياضة ركوب الخيل، حيث يقبلون على ممارسة هذه الرياضة لأسباب مختلفة تجمع بين المتعة والعلاج النفسي وتأهيل أصحاب الهمم والتدريب للمشاركة ببطولات القدرة والسباقات والقفز على الحواجز وغيرها.





تناسب كل الجيوب

ترتبط ندى حسين، صاحبة ومديرة إدارة نادي أعيان للفروسية في دبي، بعالم الخيل، حيث بدأت العلاقة في 2007، وتكللت بتأسيس ناديها في عام 2011، تؤكد حسين أنّ السيدات والأطفال من عمر الخمس سنوات، هم أكثر الفئات العمرية إقبالاً وقالت: "رياضة ركوب الخيل لا تعرف سناً معيناً، فلدينا بعض الفارسات في عمر الخمسين."

وحول أسعار الحصص، أوضحت حسين أنها تختلف وفقاً لمستوى الخبرة والممارسة بركوب الخيل، حيث راوحت أسعار الحصة الواحدة بين 10 و300 درهم.

وعن الأسباب التي أدت إلى زيادة إقبال الناس على إسطبلات الخيل في الفترة الماضية، قالت: "ركوب الخيل رياضة ممتعة تساهم في تعزيز العضلات وتسريع رد الفعل، وتساعد على منع تقلصات العضلات، وزيادة حركة المفاصل، وتعزيز نظام القلب والأوعية الدموية، وتحسين الدورة الدموية، وتحفيز التكامل الحسي، وتحسين الإدراك البصري للفضاء، وتطوير المسؤولية والصبر والانضباط الذاتي، وزيادة الثقة بالنفس، وتحفيز الأعضاء الداخلية والمساعدة بتحسين وظائف الكبد والهضم، وحرق السعرات الحرارية بمعدل 5 سعرات حرارية في الدقيقة الواحدة."



رياضة عريقة

وأوضح الكابتن محمد الشمري، من نادي جست ليديز قسم السيدات الواقع بمنطقة وادي العمردي بالخوانيج، والذي يمتلك خبرة 22 سنة بالمجال، أن رياضة ركوب الخيل تشهد إقبالاً من جميع الفئات العمرية، وجميع الباقات الفردية والجماعية.

وأشار إلى أن الحصص الجماعية تتكون من 6 أشخاص، بأسعار راوحت بين 1100 و2400 درهم، أما بالنسبة لباقة الأطفال، فتشمل 15 حصة تعليمية بسعر 1500 درهم، أما الحصص الخاصة فتبدأ أسعارها من 300 إلى 500 درهم.



اقرأ أيضاً: 5 وجهات تستحضر حياة البدو في أبوظبي



وقال الشمري: "الخيل رياضة عريقة وازدادت قيمتها مع مرور أزمة كورونا، وإقبال الناس عليها قد ازداد، لأهداف المتعة والترويح عن النفس، وقد رافق ذلك فصل الشتاء واعتدال الطقس، الأمر الذي أتاح فرصاً للعوائل للانضمام لممارسة هذه الرياضة."

وحول العلاقة بين الطقس والإقبال على مدار أيام السنة، قال: «نراعي تبدل حالة الطقس، حيث تختلف الأنشطة في الشتاء صباحاً ومساءً، أما صيفاً فتكون الحصص صباحية فقط لضمان إقبال مستمر طيلة أيام السنة».



أسعار وباقات

وعن الأسعار، قال مدرب الخيول الكابتن محمد الشمري تبلغ أسعار حصص الصغار الذين راوحت أعمارهم بين 6 و11 سنة، نحو 1500 درهم شاملة 15 حصة، وللبالغين فوق 16 سنة، هناك باقات مختلفة، منها: باقة مكونة من 8 حصص واشتراك لمدة 15 يوماً بالنادي بمبلغ 1099 درهماً، وباقة 15 حصة مع اشتراك لمدة شهر بمبلغ 1899 درهماً، وباقة 24 حصة مع اشتراك لمدة 40 يوماً بمبلغ 2399 درهماً.

وتابع: كما أن هناك باقات أسعار مخصصة لإعادة تأهيل وتدريب أصحاب الهمم لكل الفئات العمرية راوحت بين 1999 و3299 درهماً لعدد حصص يراوح بين 8 و24 حصة، أما رسوم التكفل بعناية خيل لمدة شهر فتصل إلى 1800 درهم.

وأضاف: أما أسعار الدورات الفردية، فتبلغ رسوم الدورة الواحدة داخل حلبة الإسطبل نحو 150 درهماً، بينما يبلغ سعر الدورة الواحدة خارج حلبة الإسطبل 200 درهم، وركوب الخيل على شاطئ البحر برسوم 300 درهم.



خدمات متكاملة

أكد هواة الخيل أن هناك ميزات تختلف من إسطبل لآخر، تدفعهم للالتزام بالذهاب لإسطبل معين، حيث أكدت نور عويمر، هاوية ركوب خيل منذ سنتين تقريباً، حرصها الدائم على التأكد من الخدمات التي يقدمها المكان، ومستوى الخصوصية العالي الذي يقدمه للسيدات والفتيات، من خلال الموظفات النساء ومستوى الأمان العالي.

وتابعت: أتأكد كذلك من توفير الإسطبل مساحة للأمهات مع أطفالهم للاستمتاع بجولة داخل الإسطبل وتحويلها إلى رحلة شبه أسبوعية ممتعة، من خلال وجود مسبح أو مساحة مخصصة للألعاب وغيرها من خدمات قد تحتاج إليها كل أم لجعل زيارتها للإسطبل متكاملة.



فوائد نفسية

وقالت د. شيرين موسى، هاوية ركوب الخيل منذ عدة سنوات: "تعتبر رياضة ركوب الخيل رياضة ممتعة مفيدة للجسم والعقل، وتقدم فوائد للصحة النفسية، تقلل الوزن خصوصاً في منطقة البطن، حيث تساعد على تحفيز التركيز والصبر والتفكير.

وأشارت إلى أن لها فوائد جسدية وعقلية، حيث تخلصها من التوتر بصورة طبيعية، منوهة بأنها وجدت مع الوقت أن الخيول تختلف أنواعها ولكل حصان شخصية يمكن ملامستها والشعور بها.



تكاليف العناية

وحول رسوم التكفل بعناية خيل في أحد الإسطبلات، وهو أمر يميل له البعض، قالت د. شيرين إن تفاوت أسعار العناية بالخيول، على حسب نوعها، فامتلاك الخيل في أحد الإسطبلات يعني التكفل بتغطية جميع التكاليف بالخيل في الإسطبل، وتبدأ عادةً من 1500 أو 1300 درهم، وقد تزداد على حسب الحاجة لإكسسوارات وتفاصيل إضافية كالعلاج وغيرها، لكنها لا تتجاوز 2000 درهم شهرياً.

اقرأ أيضا
: «أجمل شتاء» تُنعش عروض الخيل العربي في مهرجان الشيخ زايد



وأضافت: «لا تعتبر رياضة الفروسية مكلفة بالمقارنة للرياضات الأخرى، فضلاً عن أنها منتشرة بأماكن مختلفة بالإمارات، يستطيع الجميع ممارستها بأسعار مناسبة كثيرة، ويمكن الاختيار بنظام الحصص بدلاً من الباقات، وقد تكون تكلفتها أقل من اشتراك الجيم».

ولفتت إلى أن هناك أنواعاً مختلفة لركوب الخيل، بين ركوب الخيل بهدف المتعة والتمشية، أو التدريب للمشاركة في بطولات القفز على الحواجز والقدرة والمسافات الطويلة وغيرها.