الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

جبال الألب من الأقمار الاصطناعية.. بياض يتراجع واخضرار يتزايد

جبال الألب من الأقمار الاصطناعية.. بياض يتراجع واخضرار يتزايد

تظهر قمم جبال الألب المكللة بالثلج على كثير من البطاقات البريدية، ولها شهرة واسعة في كل أنحاء العالم، لكنّ اللون الأخضر بدأ يحلّ مكان الأبيض على سلسلة الجبال، وهو ما رصدته الأقمار الاصطناعية.

هذا الاستنتاج توصل إليه باحثون سويسريون أجروا تحليلاً لصور عالية الدقة لكل جبال الألب التقطت من الفضاء خلال الأعوام الـ38 الأخيرة.

وقالت الأستاذة المساعدة في جامعة بازل والمعدّة الرئيسية للدراسة التي نُشرت الخميس في مجلة «ساينس» سابين رامبف «لقد فوجئنا بصراحة بإيجاد مثل هذا الاتجاه الهائل للاخضرار».

ويعود السبب في ذلك إلى تراجع الغطاء الثلجي، ونمو الغطاء النباتي بفعل ارتفاع درجات الحرارة.

وسبق أن سجلت هذه الظاهرة في القطب الشمالي، وتتوافر معلومات وافية عنها، ولكن لم تجر دراستها على نطاق واسع بعد فيما يتعلق بالمناطق الجبلية، علماً أن ارتفاع درجات الحرارة يحصل في هذين المكانين أسرع بكثير مما يحصل في غيرهما في العالم، وكان الباحثون يعتقدون أن آثار الاحترار عليهما ستكون متشابهة.

ولأغراض التحليل، حصر الباحثون دراستهم بالمناطق التي يزيد ارتفاعها على 1700 متر فوق مستوى سطح البحر، مستبعدين بذلك الأراضي المستخدمة للزراعة. أما فوق هذا الارتفاع، فاستبعدوا الغابات أيضاً.

وتبيّن لهم بالنتيجة أن الثلج لم يعد موجوداً في الصيف على نحو 10% من المساحة التي شملتها الدراسة، في نهاية الفترة التي تم تحليلها، في حين كان موجوداً في بدايتها.

وأشارت سابين رامبف أيضاً إلى أن صور الأقمار الاصطناعية تتيح فقط التحقق من وجود الثلوج أو عدمه، علماً أن الأثر الأبرز للاحترار هو تقليل عمق كتلة الثلج، وهو ما لوحظ بواسطة قياسات أجريت محلياً. لذا، «قد تبدو نسبة الـ10 قليلة، لكن هذا لا يعني أن شيئاً لم يحدث في المناطق الأخرى».

وفي مرحلة لاحقة، قارن الباحثون كمية الغطاء النباتي باستخدام تحليل الطول الموجي للكشف عن كمية الكلوروفيل الموجودة.

كانت النتيجة مذهلة أكثر، ومفادها أن الغطاء النباتي ازداد في 77% من المساحة المرصودة.