الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

سكب الألوان.. فن ينشر البهجة في دبي

تصدرت تقنية الرسم بسكب الألوان مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، لا سيما التيك توك، وبنتريست، كونها من التقنيات البسيطة من حيث الأدوات المطلوبة، ومستوى الاحتراف الفني المطلوب لتنفيذها، ما يجعلها مناسبة لكل الفئات العمرية، لكنها تتطلب بعض المهارة وخفة باليد للحصول على مزيج لوني مميز ومعبر فنياً.

«الرؤية» زارت استديو بيكاسو آرت بدبي، الذي يعد المكان الأول في الإمارات الذي يتيح للجمهور تجربة تقنية سكب الألوان، بالإضافة إلى تقنيات فنية أخرى، لفنون ثلاثية الأبعاد، كالرسم بالبندول، والرسم على الخزف والزجاج، وقد التقينا نور حسان، الشريك المؤسس لبيكاسو آرت، التي أوضحت تفاصيل التقنية والاستديو الذي تم تأسيسه في يوليو الماضي في تايمز سكوير سنتر.

مزيج متجانس



تقول نور: «إن تقنية سكب الألوان قد تبدو سهلة للناس، إلا أن التطبيق العملي يحمل بعض التحديات التي تتطلب تركيزاً في طريقة مزج الألوان واختياراتها، حتى نتمكن من الحصول على مزيج لوني متجانس».

وتتابع: نحدد عادةً مستوى الزوار في المرة الأولى، وبناءً عليه يجري اختيار لوحة قماش (كانفاس) بأحجام وقياسات مختلفة، سواء الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، وكذلك لوحات زجاجية.

وتضيف: بعد اختيار الزائر حجم اللوحة والألوان التي نحرص فيها على استخدام اللونين الأبيض والذهبي للحصول على ألوان فاتحة مفعمة بالحياة، وتمنح اللوحة جمالاً خاصاً، يتم دمج ألوان الاكريليك بعد إضافتها لمحلول خاص يمنحها انسيابية في كوب بطريقة طبقات متتالية، ثم يتم قلبه على سطح اللوحة، ويتم استعمال ولاعة النار للتخلص من الفقاقيع المتكتلة، وننتظر حتى تغطي الألوان كل أجزاء اللوحة.

طاقة ودلالات



وأشارت حسان إلى أن اختيار زوار الاستديو للألوان، يحمل في طياته الكثير من الدلالات التي ترمز لمشاعرهم واهتماماتهم، لافتةً إلى أن الاختيارات تختلف بناءً على الهدف من اللوحة، فمنهم من يريد اللوحة متناسقة مع ألوان غرفة النوم أو غرفة الجلوس، ومنهم من يريد خوض التجربة للمتعة فقط.

وأكدت أن ملمس الألوان وخوض التجربة يمنح الزوار مشاعر إيجابية مفرحة، خاصةً أنها تساهم بتخفيف مستوى التوتر والضغوطات، لافتةً إلى أنها تعتقد بأن اختيار الألوان الداكنة كالأسود والبني والكحلي وغيرها يدل على بعض مشاعر الحزن والغضب، في حين أن اختيار ألوان فاتحة مبهجة كالأحمر والأصفر والأزرق والأخضر يحمل دلالات الفرح وحب الحياة والسعادة.

تجربة شخصية



تعتقد مودة الوزير، أحد زوار بيكاسو واختصاصية تطوير ذات وبرمجة عصبية، أن هذه التجربة تعزز الجانب الإبداعي لدى الإنسان، وتمنحه الشعور بالإنجاز عند رؤية النتيجة، وتقوده إلى ازدياد الرغبة الإبداعية وتطوير الذات بالمضي قدماً، خاصةً أنها تقنية سهلة ليست صعبة كثيراً.

ولفتت إلى أن هذه التقنية تساعد على التخلص من التوتر، كما أنها ليست كما تخيلت من ناحية التعقيد، ولذلك تعتقد بأنها تساعد الشخص على تحسين طريقة تفكيره في الأمور التي تواجهه في الحياة، والتي قد نعتقد بأنها معقدة إلا أنها أبسط مما نتخيل.

انعكاس الألوان



أكدت الاختصاصية النفسية، دكتورة ليلى محمود أن الألوان توحي بانعكاسات معبرة عن كل من الشخصية والحالة المزاجية معاً، ولفتت إلى أن اللون المفضل يعبر عن الشخصية، أما الألوان التي يتم ارتداؤها صدفة أو كل مدة وأخرى فهي انعكاس للحالة المزاجية أكثر من الشخصية.

وحول دلالات اختيار الألوان، قالت: "الألوان تمتلك طاقة كهرومغناطيسية خاصة، وتعبر عن شخصية الإنسان بشكل كبير، فأصحاب الشخصية الانطوائية يميلون للألوان الداكنة، أما الأشخاص المنفتحين على الحياة فيميلون للألوان الجذابة كالأحمر والأصفر."

وأكدت على ضرورة اختيار ألوان المكان بعناية، خاصةً أن الألوان المحيطة بنا تعكس مشاعر عديدة، فاللون الأزرق الذي نلاحظه بالمدارس، يمنح الإنسان مشاعر للتركيز والانتباه والعصف الذهني، واللون الأصفر يدل على البهجة والمرح كونه لون الشمس والحياة، واللون الأخضر يمنح الرغبة بالاسترخاء والهدوء، كونه لون الطبيعة، أما اللون الأبيض فيخفف من التوتر والعصبية.

وتنصح الاختصاصية النفسية الذين يعانون من العصبية والتوتر بالتأمل بعناصر ملونة باللون الأبيض لمدة (3-5) دقائق ما يؤدي للشعور بالسلام والهدوء.