الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

دراما رمضان بين «التريند» وميزان النقاد

مع قرب انتهاء الموسم الرمضاني اتضحت الخطوط الدرامية بشكل كبير لعدد من المُسلسلات المعروضة تلفزيونياً أو عبر المنصات المُختلفة، ورغم الضجة التي أثارتها بعض المُسلسلات سواء من إعلان صانعيها أنها حققت أعلى المُشاهدات، أو ما صنعه أبطالها أنفسهم من إثارة الجدل قبل حتى بدء الموسم الرمضاني وأثناء عرضها أيضاً، جاءت تلك الأعمال الدرامية خاوية على عروشها فلا قصة ولا جودة ولا تكامل درامي للعمل من وجهة نظر نقاد تحدثت معهم "الرؤية".





حالة جدلية

ليس معنى أن يحصد المسلسل عدداً ضخماً من المُشاهدات أو يتصدر «التريند» أن يكون مضمونه جيداً أو ينال إعجاب النقاد، بدليل أن بعض المُسلسلات والبرامج رغم انتقاد كثيرين له إلا أنه يُحقق أعلى المُشاهدات، ومنها مثلاً برنامج «رامز موفي ستار»، كما يقول الناقد الفني أحمد سعد الدين لـ"الرؤية".

ويُتابع: «بالنسبة لبرنامج رامز جلال (رامز موفي ستار) يحقق مُشاهدة عالية لأنه لا بديل له، أما بالنسبة للمسلسلات فبعض نجوم المُسلسلات لديهم قدرة كبيرة على توظيف (السوشيال ميديا) بشكل كبير، وبالتالي يتصدر المُسلسل (التريند) رغم خوائه درامياً».

ويشرح: «مثال ذلك تعامل محمد رمضان مع (السوشيال ميديا) وقدرته على إثارة الجدل بشكل كبير، والتسويق لمُسلسله ورغم ذلك جاء المسلسل دون أي خط درامي واضح وواجه عوائق كبيرة، وتصدر (التريند) في الأسبوع الأول إشادة به وبلقطات وكادرات المخرج محمد ياسين لكن بعد ذلك سقط المسلسل بسبب عدم وجود سيناريو محكم، ورغم ذلك ما زال محمد رمضان يُجيد صناعة التريند ويحفز مزيداً من المُشاهدين لمتابعة مُسلسله، فالتريند لا يعتمد على جودة العمل وإنما قدرة نجومه على التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي».

ويضرب سعد الدين مثالاً آخر: «مُسلسل (فاتن أمل حربي) لنيللي كريم تصدر التريند وحقق هو الآخر نجاحاً في البداية ثم سرعان ما تحول التريند إلى هجوم على المُسلسل بسبب مؤلفه الكاتب إبراهيم عيسى، وما أثاره من أمور جدلية داخل المُسلسل دعت البعض لمهاجمته وليس الثناء عليه».

ويوضح: «إبراهيم عيسى من الشخصيات المثيرة للجدل في مصر، لذا تصدره مُسلسله التريند في البداية مع إشادات نقدية، ثم تحول إلى نوع آخر بعيد كل البعد عن الدراما، فسقط إيقاع المُسلسل، بعد تركيز على جوانب أخرى منها تجسيد مغاير لصورة رجل الدين، ونسي المؤلف مشكلته الأساسية أو التيمة الدرامية له والتي كانت تدور حول تغيير قانون الأحوال الشخصية للمطلقات».





نجاح تجاري

ويقول سعد الدين إن تسويق بعض صُناع الأعمال الدرامية لمُسلسلاتهم والادعاء أنها حققت نجاحاً ساحقاً ومشاهدات عالية، يعتبر نجاحاً تجارياً، لكن تلك المسلسلات سقطت على ميزان النقاد، ولم تحقق نجاحاً نقدياً.

ويلفت: «مثال ذلك مُسلسل (يوتيرن) لريهام حجاج الذي تصدر التريند هو الآخر ويروج صانعوه أنه حقق نجاحاً جماهيرياً، لكن لو نظرنا بشكل أعمق فسنجد أنه تصدر التريند ليس لجودة العمل ولكن لاهتمام البطلة بارتداء أحدث صيحات الموضة، يقولون المسلسل نجح نجاحاً ساحقاً ولا أعرف أين هو هذا النجاح، ونحن نفتقر لوجود أدوات لتحقيق نسب المشاهدة الحقيقية».

ومن الأمثلة الأخرى يقول سعد الدين: «ومن المُسلسلات أيضاً مسلسل: (رانيا وسكينة) لروبي ومي عمر، الذي لا يعرف صانعوه الفرق بين الكوميديا والاستظراف





أعمال رمضانية

يقول الناقد الفني مُصطفى الكيلاني إن تصدر «التريند» يكون بسبب ملابس البطلات أو مكياجهن الزائد، ويوضح: «مثلاً في مسلسل (يوتيرن) تصدر التريند بسبب ملابس ريهام حجاج وارتدائها فرو (فندي) وظهورها بكامل أناقتها في الوقت الذي كان من المفترض أنها وأثناء المشهد كانت يارا الكردي الشخصية التي تؤديها في طريقها لاكتشاف خيانة زوجها، فخرج المشهد بشكل غير منطقي، إضافة لأن نجومه ليس لديهم القدرة على استخدام تعبيرات الجسد، فظهروا بقدرات تمثالية مُتحجرة ومنهم أيمن قيسوني وريهام حجاج، لأنهم نجوم بلا (ريأكشن)فتصدروا التريند».

ويتابع: «الأمر أيضاً حدث مع مُسلسل المشوار، الذي شغل التريند لكنه فشل نقدياً، لأنه لا يحوي قصة من الأساس، رغم محاولات محمد رمضان استغلال السوشيال ميديا والحديث دائماً على أن المشوار سيبدأ بعد 26 رمضان لكن الناس ترد عليه: المشوار بعد العيد إن شاء الله، كسخرية من المُسلسل».

ويستطرد: «من المُسلسلات الأخرى التي تصدرت التريند رغم الترويج لها من صانعيها، ووجود ملاحظات كبيرة على أداء أبطالها: (بيت الشدة) لوفاء عامر و(انحراف)لروجينا، و(دنيا تانية) لليلى علوي».

ويلفت: «في المقابل الجمهور أصبح لديه بشكل واضح لتحديد جودة العمل وتفاصيله، مثلاً هناك أعمال لدينا ملاحظات عليها كنقاد إلا أنها تعجب الجمهور لأنها تأتي تحت مُسمى الأعمال الرمضانية التي تحصد المشاهدات رغم عدم جودتها من وجهة نظر النقاد، ومنها (توبة) لعمرو سعد، و(المداح) لحمادة هلال».



شركات مُتخصصة لصناعة "التريند"

أما الناقد الفني محمد قدري، فيقول لـ«الرؤية» إن فكرة تصدر عدد كبير من الأعمال الفنية خلال شهر رمضان للمحتوى الأكثر رواجا «التريند» عبر مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت شائعة منذ عدة سنوات وأصبحت ظاهرة متكررة يتبعها صناع ومنتجو الأعمال جيدة أو رديئة الصنع من أجل الترويج لأعمالهم.

وأضاف قدري: «هناك شركات مُتخصصة في إدارة محتوى السوشيال ميديا، ومتمكنة في إدارة التريند للأعمال الفنية، وتصدر أعمال بعينها حتى ولو كانت ضعيفة فنيا أو ليس لها جماهيرية حقيقية من خلال الحسابات الوهمية التي تدير عملية السوشيال ميديا».

وأكد قدري أن العمل الفني جيد الصنع يبدأ من السيناريو أولاً قبل اختيار الأبطال أو المخرج وخير دليل على ذلك الاحتفاء النقدي والجماهيري بسيناريو مسلسل «راجعين يا هوى» للراحل أسامة أنور عكاشة، والذي أعاد صياغته وكتب السيناريو والحوار له المؤلف محمد سليمان عبدالمالك، ويأتي بعد ذلك اختيار المخرج المميز الذي يستطيع إدارة العمل بشكل جيد، ثم يأتي بعد ذلك اختيار الطاقم المميز وباقي عناصر العمل.

ويختم قدري: "العمل المُميز يفرض نفسه جماهيرياً ولا يحتاج للحديث عنه بأنه متصدر التريند ويحصل على مشاهداته العالية والعادلة نظراً لجودته".