الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

بسبب Red notice.. اتهام نتفليكس بتعمد تدمير صناعة السينما

بسبب Red notice.. اتهام نتفليكس بتعمد تدمير صناعة السينما

Red notice

تواجه منصة نتفليكس اتهاماً جديداً يتمثل في محاولة القضاء على دور العرض السينمائية، بعد عرضها أحدث إنتاجاتها Red Notice الذي تكلف ما يقرب من 200 مليون دولار، راح معظمها أجوراً لأبطال الفيلم وعلى المؤثرات الخاصة والتي عادة ما تستخدم لجمهور دور العرض، من أجل فيلم يعرض حصرياً على المنصة.

ولم يكن هذا الاتهام هو الأول الذي تواجهه المنصة العملاقة، فقد قضت على محلات تأجير الفيديو والدي في دي والبلوراي، التي كانت تعاني حتى قبل ظهورها، لعدة أسباب منها بيع الشركات أسطوانات الدي في دي بأسعار منخفضة تكاد تقترب من أسعار تأجيرها! أيضاً انتشار الفضائيات والقنوات المشفرة المتخصصة في بث الأفلام، والتي وفرت الأفلام على مدار الساعة ولم يعد المرء يحتاج إلى الذهاب لمحل أو مكتبة الفيديو لتأجير فيلم.

وكان ريد هاستنجز مؤسس نتفليكس صرح مرات عدة بأنه قرر تأسيس نتفليكس عقب قيام أحد محلات تأجير الأفلام بفرض غرامة تأخير قدرها 40 دولاراً بسبب تأخيره لإعادة نسخة من فيلم «أبولو 13»!



ومن المعروف أن نتفليكس بدأت منذ أكثر من 10 سنوات كشركة لتوزيع أسطوانات الدي في دي عن طريق الاشتراكات، ولكنها من حيث لا تدري قضت على سوق تأجير الأفلام، وشركة «بلوكباستر» التي غرمت هاستنجز 40 دولاراً أصبحت في خبر كان الآن بعد أن كانت تملك عشرات الآلاف من الفروع في الولايات المتحدة فقط، فهل يؤدي امتداد نتفليكس إلى القضاء على دور العرض السينمائي أيضاً؟

في دراسة تعود لثلاثة أعوام مضت أجرتها الجمعية الأمريكية لأصحاب دور العرض السينمائي National Association of Theater Owners أظهرت أن الذين يترددون على دور العرض يشاهدون أيضاً منصة نتفليكس، وهو ما يعني أن الاثنين يمكن أن يتعايشا، وأن أحدهما ليس بديلاً عن الآخر.

وحسب الدراسة فإن الذين ذهبوا لمشاهدة 9 أفلام أو أكثر في دور العرض خلال العام الماضي، يشاهدون بث المنصات أيضاً بمعدل 11 ساعة أسبوعياً. أما الذين شاهدوا فيلماً أو 2 فقط في دور العرض، فمعدل مشاهدتهم لبث المنصات لم يزد على 7 ساعات أسبوعياً.

ولكن ذلك قبل جائحة «كوفيد-19»، التي كان من بين ضحاياها دور العرض السينمائي، والتي كانت تشبه شخصاً مسناً مريضاً بالفعل عندما جاءت كورونا ووجهت إليه إصابة تكاد تكون قاتلة.

وحتى قبل مجيء كورونا مباشرة كانت مشكلة تأثير المنصات على دور العرض قد تفاقمت، كما ظهر في أزمة فيلم Tenet أحدث أفلام كريستوفر نولان، الذي تكلف 200 مليون دولار، ولم يحقق في شباك التذاكر سوى نحو 364 مليوناً فقط. المدهش أن هذا الرقم الذي كان يعتبر فشلاً ذريعاً في 2019، يعتبر الآن حلماً عصي المنال!



هذا العام تكلف فيلمEternals 200 مليون دولار، وحقق حتى الآن نحو 336، أي أقل من فيلم نولان، ومع ذلك يعتبر سوبر ناجحاً، وقبلة حياة جديدة لدور العرض السينمائي!

لكن الاتهامات التي وجهها نولان وعدد كبير من أهل صناعة السينما لنتفليكس لا تزال ساخنة: هل تعمل المنصة الأكبر والأكثر انتشاراً على قتل دور العرض السينمائي، وإحلال أنماط المشاهدة المنزلية على الشاشات الصغيرة محل المشاهدة في دور العرض بشاشاتها العملاقة ونظام صوتها الجهوري.





ينفي ريد هاستنجز هذه الاتهامات في حوار لمجلة «هوليوود ريبورتر»، مقارنا نتفليكس بتناول دجاجة مطبوخة في المنزل والذهاب لدار عرض بتناول الدجاجة في مطعم. المطاعم لم تطلب من الناس أن يمتنعوا عن الأكل في المنزل، أليس كذلك؟

لكن الشكوك لم تزل قائمة، وهناك من يرى أن تدمير ظاهرة دور العرض السينمائي ليس مجرد أعراض جانبية – غير مقصودة- لانتشار المنصات، ولكن مؤامرة متعمدة من قبل نتفليكس.



منذ عدة سنوات غيرت نتفليكس استراتيجيتها التي كانت تعتمد على العرض، وليس الإنتاج. في 2017 أنتجت نتفليكس 21 فيلماً. في 2020 وصل العدد إلى 80، وهذا العام ارتفع إلى 90. لكن الجديد هو إنتاج أعمال من النوع الذي يطلق عليه Blockbuster، الذي يتسم بفخامة العرض والإبهار البصري، وهي نوعية لجأت إليها شركات الإنتاج السينمائي لمواجهة انتشار التلفزيون في الستينيات، ثم لمواجهة الفضائيات والمنصات في الألفية الجديدة.



يتساءل المتشككون عن سبب قيام نتفليكس بإنتاج أفلام ضخمة الإنتاج من هذا النوع كان آخرها Red Notice الذي تكلف ما يقرب من 200 مليون دولار أيضاً، راح معظمها كأجور لأبطال الفيلم الثلاثة دواين جونسون، رايان رينولدز وجال جادوت، وعلى المؤثرات الخاصة والمشاهد الفخمة المصورة في عدد من مدن العالم، والتي عادة ما تستخدم كعنصر جذب لجمهور دور العرض، من أجل عمل فيلم يعرض حصرياً على المنصة (باستثناء عدد محدود من دور العرض لمدة أسبوع لم تحقق أكثر من مليون دولار)؟

طالما أن المؤثرات البصرية والسمعية التي تعتمد عليها هذه الأفلام لن تظهر في دور العرض على الشاشات الكبيرة، فهل يكون السبب هو قطع الطريق على شركات الانتاج التي تحاول الوقوف أمام المنصات بصنع هذه الأفلام «الضخمة»؟ مثلما تفعل نوادي كرة القدم عندما تقوم بشراء لاعبين من الفرق المنافسة ليس بهدف الاستفادة بهم ولكن لمجرد الإضرار بهذه الفرق؟!