الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

بعد فوز فيلمه «ريش» بـ«نجمة الجونة».. مَن يكون المخرج عمر الزهيري؟

أسدل المخرج المصري عمر الزهيري أسبوعاً حافلاً بالجوائز، بعد إعلان مهرجان الجونة فوز فيلمه ريش بـجائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي روائي طويل، والتي تبلغ قيمتها 20 ألف دولار.

وقالت النجمة منة شلبي عضو لجنة التحكيم في حيثيات فوز الفيلم بالجائزة إنه يقدم «رؤية مروعة لمعضلة عالمية موجودة في كل ركن من أركان العالم، واعتمد المخرج أسلوب الواقعية الفائقة، لتظهير صورها المؤرقة ونقل أصواتها المؤذية».



تراث عظيم

وخلال تسلمه جائزة الجونة وصف الزهيري مشاعره قائلاً: «أنا فخور جداً لأنني سينمائي مصري، عشت في مصر وتخرجت في أكاديمية الفنون بها، وفخور جداً بانتمائي للسينما المصرية التي ألهمت العالم بثقافة عميقة وإحساس كبير وتراث عظيم».

وتابع: المخرج عندما يصنع فيلماً يمر بمراحل شعورية كبيرة ويحتاج لكثير من مساعدة الناس من حوله، ولهذا أشكر الممثلين ممن عملوا معي بهذا الفيلم وأشكر مهرجان الجونة.

وأثناء أيام المهرجان توالت الأخبار عن فوز الفيلم بجائزة أفضل فيلم ضمن جوائز روبرتو روسيلني في الدورة الخامسة من مهرجان بينجياو السينمائي الدولي في الصين.

كما أعلنت مجلة فارايتي العالمية عن اختيار زهيري لجائزة موهبة عام 2021 في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي الجائزة التي تقدمها فارايتي سنوياً بالتعاون مع مهرجان الجونة.





جوائز عالمية

وفي عرضه العالمي الأول في مهرجان كان السينمائي، ضمن مسابقة أسبوع النقاد الدولي، فاز ريش بالجائزة الكبرى للمسابقة وجائزة فيبريسي (الاتحاد الدولي لنقاد السينما). وسرعان ما أضاف ريش المزيد من الجوائز، حيث فاز بتنويه خاص من مهرجان آفاق جديدة السينمائي الدولي في بولندا، كما ترشح لجائزة الحصان البرونزي في مهرجان ستوكهولم السينمائي.

ولاقى فيلم ريش، انتقادات لاذعة واتهامات بالإساءة لسمعة مصر، من قبل عدد من الفنانين الذين تركوا الفيلم خلال عرضه، في مقابل إشادات أخرى من عدد من الفنانين والنقاد، في مقدمتهم الفنان خالد النبوي، والناقد الفني طارق الشناوي.

وفيلم «ريش» الذي حصد هذه الجوائز وسط منافسة كبيرة لعدد من الأفلام، من إخراج المخرج المصري الشاب عمر الزهيري، الذي أخرج الفيلم، إلى جانب المشاركة في تأليفه مع السيناريست أحمد عامر، ويعد الزهيري أول مخرج مصري يحصد جائزة «أسبوع النقاد» بمهرجان كان، فمن يكون «عمر الزهيري»؟



شاهين المستقبل

عمر الزهيري مخرج ومؤلف مصري ولد عام 1988، تخرج من المعهد العالي للسينما، وعمل مساعداً لعدد من كبار المخرجين المصريين، في مقدمتهم يسري نصرالله في فيلم «احكي يا شهرزاد»، ويوسف شاهين في فيلم «هي فوضى».

للزهيري مشاركات بسيطة كمساعد مخرج في عدد من الأفلام قبل أن يُخرج فيلمين قصيرين له، وأول فيلم روائي طويل له «ريش»، حيث شارك كمساعد مخرج في عدد من الأعمال هي: الفيلم القصير «الماتور» عام 2014 إخراج وتأليف أحمد إبراهيم، وفيلم «بعد الموقعة» عام 2012 بطولة منة شلبي وباسم سمرة وناهد السباعي وإخراج يسري نصرالله، وفيلم «18 يوم» عام 2011 بطولة أحمد حلمي وعدد من النجوم وإخراج 10 مخرجين في مقدمتهم شريف عرفة ومروان حامد ويسري نصرالله.

فيما بدأ الإخراج منفرداً في عام 2012، حيث قدم فيلمه القصير الأول «زفير» الذي حصل على تنويه في مسابقة المهر العربي للأفلام القصيرة في الدورة الثامنة من مهرجان دبي السينمائي الدولي.

وفي عام 2014، قدم الزهيري فيلمه القصير الثاني «ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375» وشارك في مسابقة أفلام الطلبة بمهرجان كان السينمائي الدولي قبل 7 سنوات، وحصد عنه عدداً من الجوائز الدولية، إلى أن أخرج أول أفلامه الروائية الطويلة «ريش»، والذي خرج بتعاون إنتاجي بين فرنسا ومصر وهولندا واليونان.



آخر العنقود

ويقول الناقد الفني، طارق الشناوي، إن عمر الزهيرى هو آخر عنقود الموهوبين العصريين، وإنه سبق وشاهد له فيلماً قصيراً في مهرجان «كان السينمائي الدولي، قبل نحو 7 سنوات، وهو فيلمه القصير «ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375»، والذي اقتبس فكرته من قصة قصيرة لتشيكوف (موت موظف) وتقدم به ضمن قسم أفلام معهد السينما، كما شاهد له فيلم «زفير» أول أفلامه في مهرجان دبي.

ولم تكن إشادة «الشناوي» بـ«الزهيري» الأولى، فقد أشاد به كذلك المخرج محمد دياب، خلال افتتاح فيلمه «أميرة» في مهرجان الجونة، قائلاً: «عمر هيكون يوسف شاهين القادم، افتكروا كلامي كويس، مخرج مهم وهو في أول تجاربه وحقق جائزة مهمة وكبيرة للغاية».

كما منحه مهرجان «الجونة» جائزة أفضل موهبة عربية في الشرق الأوسط عن فيلمه «ريش»، والتي تقدمها مجلة فارايتي.



إثارة التساؤلات

وأعرب «الزهيري» خلال تصريحات له على هامش مهرجان الجونة، عن حبه الكبير للسينما، قائلاً: «أحببت السينما منذ طفولتي ومشاهدتي الأفلام على القناة الأولى، وأحب الأفلام الكوميدية، والفنان سمير غانم، هو ممثلي المفضل، ودائماً ما أحب خلق علاقة مع الجمهور من خلال الفيلم، وإثارة التساؤلات حوله، ويرجع الفضل الأول للمخرج يسري نصرالله. وأكد الزهيري أن فضل نصرالله كان كبيراً عليه، فحين كان عمره 19 عاماً كان متردداً في استكمال طريق السينما من عدمه، التقى به، حيث شاهد له مشروعاً، وقال له إنه سيصبح مخرجاً كبيراً، وعقب ذلك عمل معه كمساعد مخرج.