الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

تشنجات لا إرادية تصيب المراهقين.. والمتهم الإغلاق وسوشيال ميديا

تشنجات لا إرادية تصيب المراهقين.. والمتهم الإغلاق وسوشيال ميديا

المراهقات الأكثر عرضة للإصابة بالتشنجات اللاإرادية.

حذر أطباء ألمان وبريطانيون من تصاعد حالات مرض التشنجات اللاإرادية لدى المراهقين في أعقاب الأغلاق بسبب جائحة كورونا، مشيرين إلى أن التعرض لسوشيال ميديا والتأثر بالمشاهير ساهمت في انتشار المرض.

وذكرت صحيفة ديلي ميل أن الفترة الماضية شهدت تصاعداً مفاجئاً للتشنجات الجسدية والصوتية بين المراهقين وخاصة الفتيات، تؤدي إلى زيادة التوتر والاكتئاب.

ووفقاً لمصادر طبية بريطانية تظهر التشنجات اللاإرادية لدى الأطفال عادة في سن الخامسة، ولكنها تتحسن بمرور الوقت وتكون مؤقتة، حيث تؤثر على واحد من كل 5 أطفال.



ولكن الجديد بعد ظهور الوباء هو انتشار اضطراب التشنج اللاإرادي «الأكثر تطرفاً وسرعة»، ويؤثر على المراهقين والشباب وخاصة الفتيات.

ويشير الخبراء إلى أن تلك الحالة قد تكون نتيجة للضغوط النفسية بسبب الإغلاق، حيث يتسبب الخوف الوبائي وتغير المناخ في قيام الشباب المعرضين للإصابة بـ«التقاط» التشنجات اللاإرادية من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين يكشفون عن أعراضهم الخاصة عبر الإنترنت.

وكشفت الدكتورة تامي هيدرلي، استشارية طب أعصاب الأطفال في مستشفى الأطفال NHS في إيفلينا لندن إن حالات التشنجات اللاإرادية لدى الفتيات تضاعفت في الأشهر القليلة الماضية، وأدخلت أكثر من 70 فتاة المستشفى لتلقي العلاج، وهو رقم مقلق للغاية.

وبدلاً من أن تكون التشنجات اللاإرادية في الوجه والعين، تشمل كامل الجسم وأحياناً الصوت، حيث تم الإبلاغ عن حالات تفشٍ مماثلة في الولايات المتحدة وألمانيا والدنمارك وفرنسا وكندا.

وفي الشهر الماضي، أثار الأطباء النفسيون الألمان ضجة عندما أكدوا أن المراهقين يلتقطون التشنجات اللاإرادية من مواقع التواصل الاجتماعي مثل تيكتوك وإنستغرام، بعد أن يشاهدوا المؤثرين والمشاهير المصابين بمتلازمة توريت "أو اضطراب التشنجات اللاإرادية الشديدة."



وأكدت أستاذة الطب النفسي الألمانية كريستين مولر أن تلك الظاهرة "مرض تسببه وسائل التواصل الاجتماعي."

وأشارت إلى حالة المؤثر الألماني الشهير جان زيمرمان الذي بث مقاطع فيديو تظهر أعراض التشنجات اللاإرادية لديه، بلغ عددها 296 مقطعاً، وشوهدت أكثر من 300 مليون مرة.

وتزامن ذلك مع زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بالمرض، حيث تشابهت أعراض المرضى مع فيديوهات زيمرمان.

وفي حالة أخرى، بثت المؤثرة البريطانية إيف ميج (21 سنة) التي يتابعها 14 مليون شخص، مقاطع على تيكتوك، تشمل ضرب نفسها بشكل متكرر، والسب وإصدار أصوات غير منضبطة، واهتزاز عضلات الجسد.





من جانبه، أوضحت أستاذ الطب النفسي والأعصاب البريطاني تامي هيدرلي أن تزايد أعداد المصابين بالمرض لا ينحصر بالضرورة في متابعي سوشيال ميديا، وأن هناك أشخاص لديهم ميل لتلك التشنجات تظهر وتنطلق عندما يشاهدون المؤثرين المصابين بها.

وتضيف: "الشيء المختلف هو الأعداد الهائلة من الشباب الذين يقدمون عروض التشنجات على مواقع التواصل الاجتماعي الآن."

وتعتقد د.تامي أن ضغوط الإغلاق ساهمت بشكل كبير في زيادة التوتر ومن ثم الكشف عن الميل للتشنجات اللاإرادية لدى المرضى.

ويتفق استشاري الأعصاب البريطاني البروفيسور جون ستون على أن ضغوط جائحة الفيروس التاجي وعمليات الإغلاق قد تكون سبباً مهماً لهذه الظاهرة، وأن وسائل التواصل الاجتماعي قد تؤدي إلى تفاقمها، مشيراً إلى أن الإصابة بها تشبه عدوى التثاؤب.