في دراسة حديثة قال علماء أوبئة بريطانيون، إن المصابين بمتحور «أوميكرون» أصبحوا أكثر عُرضة للإصابة بأمراض الجلد.
وأوضح العلماء أن المرضى قد يعانون من «أصابع القدم القلبية»، حيث يتغير لون أقدامهم ويصبح أحمر أو أرجواني، وقد يشعر المصاب بالحكة أو الطفح الجلدي أيضاً.
أعراض جلدية
الدراسة البريطانية أكدها في حديثه مع «الرؤية» الدكتور ماهر محمود استشاري الأمراض الجلدية والتجميل وعضو الجمعية الأوروبية للأمراض الجلدية، وقال إن نحو 17% من المصابين بكورونا ومتحوراتها يظهر لديهم طفح جلدي بشكل مبكر حتى قبل ظهور أعراض كورونا، فيما ظهر الطفح الجلدي فقط دون أي أعراض تنفسية لدى 21% ممن أُصيبوا بفيروس «كورونا».
وأشار استشاري الأمراض الجلدية إلى أن البعض يُصيبهم أعراض جلدية جنباً إلى جنب مع الأعراض التنفسية أو أعراض الجهاز الهضمي، ويُصاحب أوميكرون 6 أعراض جلدية وتشمل:
أصابع كورونا
وقال محمود إن متحور «أوميكرون» خصوصاً تظهر خلاله لدى البعض أعراض جلدية كثيرة، أكثر من كورونا ومتحوراتها الأخرى، ومن تلك الأعراض ما يسبق ظهور أعراض تنفسية أو في الجهاز الهضمي.
ويشرح: «صادفنا كثيراً من الأعراض الجلدية المصاحبة لمتحور أوميكرون أو تستمر بعد التعافي منه، ومن أشهر تلك الإصابات الجلدية نحو 6 إصابات، منها أصابع كورونا.
ويوضح: «أصابع كورونا» هي متلازمة تظهر بها الأصابع بشكل متورم وأحمر ومنتفخ، وأحياناً تكون مصحوبة بالهرش.
عضة الصقيع
ومن الأعراض أيضاً ما يُعرف بـ«عضة الصقيع»، وهي ظهور قرح على الأصابع وانتفاخها، وفي الغالب 60% ممن أُصيبوا بأعراض جلدية مع الإصابة بكورونا أو أوميكرون قد أُصيبوا بها.
ويُزيد: «عضة الصقيع يمكن أن يتأخر ظهورها على الأصابع لـ30 يوماً من الإصابة بكورونا، والسبب الرئيسي لذلك أن الفيروس نفسه عن طريق تكوينه البروتيني يدمر الأوعية الدموية وهو ما يؤدي إلى ظهور أعراض انتفاخ الأصابع وإحمرارها وما يُصاحب ذلك من هرش شديد بها».
أكزيما جلدية
ويلفت: «مع أوميكرون ظهرت أيضاً أكزيما جلدية بالرقبة والصدر مصحوبة بهرش شديد، إضافة لتشققات بالشفاه وقرح بها وجفاف شديد بها، وتغيير لون الأظافر للأزرق أو الباهت المصفر، وهي من علامات الخطورة التي تؤكد أن الأكسجين لا يصل بشكل كافٍ لكل أعضاء الجسم، وهو ما يستدعي نقل المريض فوراً إلى العناية المُركزة».
طفح جلدي
ويردف: «إضافة إلى ما سبق قد يصاب المريض بطفح جلدي أو بُقع وهي من الأعراض المشتركة بين كورونا ومتحوره أوميكرون، وتكون عبارة عن نتواءات متعرجة أو مسطحة تُصيب الجلد، وهناك دراسة إسبانية تقول إن 47% من المرضى الذين أُصيبوا بكورونا أُصيبوا بالطفح الجلدي، ودائماً الطفح الجلدي يكون مرتبطاً بالأعراض الخطيرة لـ«كوفيد 19»، وهو يُعطي مؤشراً على أن أعراض الإصابة بالفيروس لدى الشخص المصاب بطفح جلدي ستكون خطيرة، ويظهر الطفح الجلدي خلال 20 إلى 36 يوماً من العدوى، وتستمر من 7 أيام إلى 18 يوماً من التعافي».
وعن سبب حدوث الطفح الجلدي يقول استشاري الجلدية، إنه يحدث بسبب عمل الجهاز المناعي بشكل مبالغ فيه، وهو ما يؤدي إلى تدمير عدد كبير من الأنسجة الموجودة في الجلد.
أرتكاريا
ومن الأعراض الجلدية الأخرى التي تُصيب المُصاب بأوميكرون هي الأرتكاريا، وهي إصابة الجلد بنوع من الهرش وظهور نتوء أعلى من باقي الجلد، يختفي من مكان ليظهر في آخر مع مصاحبته بالهرش الشديد كل مرة.
ويلفت: «26% من المرضى الذين أُصيبوا بـ«كورونا» ظهرت معهم الأرتكاريا، وتُعتبر من الأعراض الخطيرة للإصابة بالفيروس، وتحدث بسبب إفراز الجلد لمادة»الهاستمين«التي تُحدث تهيج الجلد، وأحد أسباب الأرتكاريا أيضاً بعض الأدوية المُعالجة وهو ما يُعرف بـ«الأرتكاريا» الدوائية أو»الحساسية الدوائية«والتي تحدث نتيجة تناول المسكنات أو المضادات الحيوية».
طفح حويصلي
ومن ضمن الأعراض الجلدية الأخرى المصاحبة للإصابة بأوميكرون، ما يُعرف بالحويصلات المائية وهي شبيهة بالجديري المائي.
وعنها يقول الدكتور ماهر محمود: «ليست من الأعراض الشهيرة، وتقريباً 9% فقط من المُصابين ظهرت لديهم الحويصلات المائية أو الطفح الحويصلي تحت الجلد، وهب تظهر في اليوم الـ14 من العدوى».
هل تستمر الأعراض بعد التعافي؟
يُشير الدكتور ماهر محمود استشاري الأمراض الجلدية، إلى أنه حتى الآن لا يمكننا الجذم أن الأعراض الجلدية التي أصابت مريض «أوميكرون» قد تتحول لمتلازمة عقب التعافي، لكن وفي نفس الوقت ومن الواضح أن من أُصيبوا بتلك الأعراض الجلدية، يُصبح جلدهم أكثر حساسية بعد التعافي، ويصبحون أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض الجلدية.
ويستطرد محمود: «لاحظنا حتى بعد التعافي من كورونا أو أوميكرون يُعاني الشخص المتعافي من تساقط الشعر الشديد بعد 3 أشهر من التعافي ويستمر الأمر أيضاً لفترة طويلة».