الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

الحميات الشعبية.. انتشار والنتائج عكسية

الحميات الشعبية.. انتشار والنتائج عكسية

أسباب اتجاه الأشخاص للحميات الشعبية

بعد مرور عامين على انتشار الوباء، والجلوس لساعات لا حصر لها أمام الهواتف والشاشات المختلفة، وقلة الحركة، وتناول الطعام بكميات أكبر، كان هناك ارتفاع بنسبة كبيرة للأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد.

وبناءً على ذلك، أصبح هناك اتجاه واضح إلى اتباع أنواع مختلفة من الحميات الغذائية، التي لا تعتمد على أساس صحي وعلمي، وقد حظيت بشعبية كبيرة لأنها تعطي أملاً في حلول سريعة لإنقاص الوزن، حسب ميديكال إكسبريس.

لكن حذر الخبراء من هذه النوعية من الحميات الشعبية والتطبيقات والإعلانات لاتباع حميات غذائية، يروج لها البعض لاستغلال ما يمر به الأشخاص من مشاكل زيادة الوزن.

نتائج غير متوقعة



أوضحت شارلوت ماركي أستاذة علم النفس في جامعة روتجرز في كامدن، نيو جيرسي، أن هذه الحميات من الممكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية، أي لزيادة الوزن وليس فقدانه.

وأضافت أنه حتى عندما تبدو الأنظمة الغذائية الشعبية منطقية، على سبيل المثال من خلال التركيز على تقليل السعرات الحرارية، تظهر الأبحاث أن النتائج يمكن أن تكون غير متوقعة، حيث أشارت الأبحاث إلى أن تناول سعرات حرارية أقل يمكن أن يؤدي إلى تغييرات هرمونية تحفّز الشهية وتجعل الناس يتوقون إلى الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية.

حتى إن بعض الحميات تقطع مجموعات غذائية بحد ذاتها، مثل القمح أو الغلوتين أو منتجات الألبان، والتي تحتوي على العناصر الغذائية اللازمة لصحة جيدة، مما تؤدي أيضاً إلى نتيجة عكسية وربما بعض المشاكل الصحية.

أدلة متراكمة



على الرغم من الأدلة المتراكمة ضد الحميات الشعبية، فإنها لا تزال شائعة، وأوضح الباحثون أن أحد الأسباب هو أن الأشخاص الذين يتبعون هذه النظم الغذائية قد يرون أنفسهم على أنهم أكثر دراية مما هم عليه.

وقد أوضحت دراسة نُشرت في مجلة Appetite العام الماضي لتحليل دوافع الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً خالياً من الغلوتين وليس لديهم سبب طبي للقيام بذلك على سبيل المثال، يجب على الأشخاص المصابين بمرض الاضطرابات الهضمية إزالة الغلوتين من وجباتهم الغذائية لأنه يمكن أن يتسبب في تلف الأمعاء الدقيقة، لكن في السنوات الأخيرة اكتسب النظام الغذائي الخالي من الغلوتين شعبية بين الأشخاص الذين ليس لديهم سبب طبي لتجنب الغلوتين.

ووجد البحث أن الأشخاص الذين لا يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية والذين اتبعوا نظاماً غذائياً خالياً من الغلوتين يعتبرون أنفسهم أكثر دراية من الأشخاص الذين لم يتبعوا هذا النظام الغذائي، على الرغم من أن اختبارات معرفتهم الموضوعية أظهرت أن هذا لم يكن كذلك، ولكن يعتقد الأشخاص الذين يتبعون هذا النظام أنه طريقة صحية لتناول الطعام ومن شأنها مساعدتهم على إنقاص الوزن.

حميات أونلاين



وفقاً لدراسة نشرت عام 2019 في مجلة Public Health Reports، كانت تستهدف من أين يحصل الأشخاص على المعلومات الخاصة بالحميات الشعبية، ووجدوا أن غالبيتهم يبحثون عنها عبر الإنترنت، وأوضحت العديد من الدراسات إلى أن تلك المعلومات الصحية لا تزال موضع شك، وليست صحيحة تماماً.

نمط حياة صحي



في المقابل، تشجع جمعية القلب الأمريكية وغيرها من المنظمات الصحية على الحفاظ على وزن صحي، عن طريق التوعية بأهمية أنماط الأكل الصحي، ومن الممكن أن تدعم بعض الأنظمة المدعومة بالبحوث والدراسات، مثل النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط الذي يركز على تناول المأكولات البحرية، ​​والأنظمة الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم أو DASH، وهو نظام غذائي منخفض الدهون الحيوانية وغني بالألياف من الفواكه والخضراوات والمكسرات والحبوب الكاملة، ويشمل اللحوم الخالية من الدهون والأسماك والدواجن من أجل بروتين. ثبت أن هذه الأنماط تعمل على تحسين صحة القلب والدماغ، وتقليل الأمراض المزمنة ومساعدة الأشخاص على العيش لفترة أطول.