الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

200 % زيادة العمر الافتراضي للمنتجات العضوية عن «التقليدية»

200 % زيادة العمر الافتراضي للمنتجات العضوية عن «التقليدية»

الزراعة العضوية تقلل استهلاك المياه 93%. (من المصدر)

أكد إماراتيون أصحاب مشاريع منتجات عضوية، أن مشاريعهم تدعم توجه الدولة لتحقيق الأمن الغذائي الزراعي وتحقيق التنوع المطلوب، عبر تبني أنماط جديدة ومتنوعة للإنتاج المستدام الذي يستمر طوال العام، وأن الزراعة العضوية تقلل استهلاك المياه بنسبة 93%، وأن مدة حفظ المنتجات العضوية تزيد 200% على العمر الافتراضي لغيرها «التقليدية»، لأن البذور والأسمدة تكون طبيعية وغير معالجة.

وأوضحوا لـ«الرؤية»، أنهم اتجهوا إلى النمط المستدام من الإنتاج النباتي والحيواني، كونه الأقل كلفة في التصنيع والأكثر طلباً من المستهلكين، كما أنه محقق المعايير العالمية الصحية المطلوبة للإنتاج العضوي، إذ لا تدخل المواد الكيماوية في تكوينه.



محاصيل نوعية

وقال جاسم الشامسي أنه تمكن من تحويل مزرعته التقليدية إلى نظام الزراعة العضوية، بهدف دعم توجه الدولة لدعم ملف الأمن الغذائي الزراعي وتحقيق التنوع المطلوب عبر تبني أنماط جديدة في الزراعة، مبيناً أن التحول إلى إنتاج المحاصيل العضوية استغرق عامين، وأنه وضع تصوراً شاملاً عن المشروع وطرق تنفيذه، عبر تهيئة التربة وتوفير الأيدي العاملة المتخصصة، وكذلك استخراج الموافقات المطلوبة من الجهات المعنية قبل التدرج في كميات الإنتاج.

ونوه بالامتيازات التي يحققها هذا المشروع عبر توفير محاصيل نوعية مثل الفراولة والكينوا والشمندر وغيرها من الخضراوات على مدى العام، وهي ذات قيم غذائية عالية ومدة حفظها تزيد 200% على العمر الافتراضي لحفظ المنتجات التقليدية، كون البذور والأسمدة تكون غير معالجة، كما أن الجدوى الاقتصادية من هذه المنتجات تكون أكبر لأنها الأعلى طلباً بالاستهلاك المحلي، بينما تزداد كلفة المنتجات العضوية المستوردة.

الاكتفاء الذاتي

وقال حميد العبدولي إنه أسس مشروع مزرعة متكاملة للإنتاج العضوي المستدام بعد عمل دراسة مستفيضة عن كمية ونوع الإنتاج والعائد المادي منه، لافتاً إلى أنه بعد حصوله على شهادة الترخيص من هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس «مواصفات»، اتجه لتوفير المواد الأولية المتمثلة في البذور غير المعالجة، وأسمدة مصدرها الماشية وأحواض الأسماك بالمزرعة.



وذكر أنه باستخدام نمط البيوت المحمية والزراعة المغطاة بنظام «الأرض المفتوحة» أنتج أكثر من 2000 طن خضراوات وفواكه عضوية مثل التين والبطيخ والفلفل والتوت والفول السوداني والفراولة، بالإضافة إلى الذرة والليمون التي يسوقها في الجمعيات التعاونية وأسواق البيع، مشيراً إلى أنه طبّق وسائل التجفيف والتغليف في تصنيع الحناء والفلفل، علاوة على المربى بنكهات مختلفة، والفواكه المجففة.

وأكد أن الإنتاج العضوي من الصناعات الطبيعية التي تسهم في تعزيز الأمن الغذائي بنسبة 15% من إجمالي الاستهلاك المحلي، لا سيما أن المنتجات الإماراتية أثبتت دورها الاستثنائي خلال أزمة «كورونا».

توظيف الابتكار

من جانبها، قالت المها المهيري إنها وظفت الابتكار في إنتاج محاصيل الخضراوات والفواكه العضوية طوال العام، إذ حوّلت سطح بيتها إلى مزرعة ذكية منتجة طوال شهور السنة، وتمكنت من تصنيع تربة تحوي كافة العناصر الغذائية والأسمدة الطبيعية غير المُعالجة التي تحتاجها المزروعات بمختلف أنواعها، متطلعة إلى تعميم فكرة مزرعة ذكية بكل بيت على مستوى الدولة من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي، بالاستفادة من المساحات المتوافرة على أسطح البيوت.

وذكرت أن هذا النمط من الزراعة يسهم في توفير أكثر من 35 صنفاً من المنتجات الزراعية، ويوفر استهلاك مياه الري بنسبة 95% مقارنة بنمط الزراعة التقليدي، موضحة أنها استخدمت نظام للأصيص الذكي وبأحجام مختلفة، تملؤه بمياه تكفي ري النباتات لأكثر من 15 يوماً، كما يمكن استخدامه لأكثر من 3 مواسم متتالية لإنتاج أنواع مختلفة من المحاصيل العضوية، ما يوفر المساحات الزراعية وكميات المياه المستهلكة، وفي ذات الوقت يضمن إنتاج أنواع وكميات من الخضار باستخدام أكثر من نمط زراعي.



الأمن الغذائي

أما المهندسة المواطنة مريم الجنيبي، توجت خبرتها ومشاريعها الزراعية بـ«نبتة»، وهو مشروع إماراتي يتبنى أحدث الأنظمة الزراعية لإعطاء نتيجة سريعة في إنتاج المحاصيل ودعم منظومة الأمن الغذائي بالدولة، حيث وظفت حصيلتها من العمل المتواصل لإنجاز ملفات خاصة بأنماط الزراعة الحديثة.

وفندت بأن «نبتة» منصة تسويقية مكونة من 800 إماراتي أصحاب مزارع، لمساعدتهم على بيع منتجاتهم العضوية الأكثر استهلاكاً، إذ تعرض هذه المنصة أحدث الأنظمة الزراعية التي لا تستخدم الطاقة نهائيا، ويستخدم لتنفيذ المشروع نظام «الأوتوبوت»، وهو الأسرع والأحدث في الإنتاج الزراعي، ويمتاز بأنه غير مكلف مادياً كونه سهل التركيب ولا يحتاج إلى صيانة، علاوة على أنه يتحمل الجو الحار والملوحة العالية.



وتابعت الجنيبي أنها أسست أول شركة استثمار تقدم خدمات استشارة إنتاج وتوزيع وتطوير المنتج المحلي، لأصحاب المشاريع التجارية المصنعة لهذه المنتجات العضوية مثل: الحلويات بأنواعها، والآيس كريم، وأدوات التجميل، والمستلزمات الطبية، والأدوية والفيتامينات، وكذلك المعجنات والمواد الغذائية بجميع فئاتها.