الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

أبرزها الغذاء الآمن وتقليل التلوث.. 5 فوائد بيئية للزراعة العضوية

أبرزها الغذاء الآمن وتقليل التلوث.. 5 فوائد بيئية للزراعة العضوية

الزراعة العضوية تسهم في تحسين خواص التربة . (أرشيفية)

أكدت دراسة حديثة نفذتها هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، 5 فوائد بيئية للزراعة العضوية، موضحة أنها نظام زراعي شمولي يشجع على إنتاج الغذاء ضمن إطار بيئي اجتماعي واقتصادي، متجنباً استخدام المدخلات الكيميائية المصنعة (الأسمدة - المبيدات - منظمات النمو - الهرمونات)، ومعتمداً على استخدام الدورة الزراعية والأسمدة العضوية لتحسين خواص التربة، واستخدام أنظمة المكافحة البيولوجية والفيزيائية والميكانيكية للحد من أضرار الآفات الزراعية.

وحسب الدراسة وعنوان «واقع الزراعة العضوية»، حصلت عليها «الرؤية»، تتخلص الفوائد البيئية للزراعة العضوية في: الاعتماد على الموارد المتوافرة بالمزرعة وتدويرها وتقليل المدخلات الزراعية، تحسين خصوبة التربة والمحافظة عليها وزيادة تنوعها، التقليل من تلوث الموارد المائية، مكافحة الآفات والأمراض بالطرق الطبيعية دون الإضرار بالبيئة، وإنتاج غذاء عالي الجودة بطرق آمنة وخالية من المتبقيات الكيميائية.

وأوضحت أن «الزراعة المرافقة» من أهم وسائل الزراعة العضوية، حيث تسهم المحاصيل المرافقة في التقليل من الإصابة بالآفات الزراعية التي تصيب المحصول الرئيس، علاوة على رفع العائد الاقتصادي للمزرعة، مضيفة أن بعض المحاصيل تسهم في تحسين خواص التربة من خلال زيادة محتوياتها من النيتروجين الطبيعي، ما يحسّن الإنتاجية.


وأوضحت الدراسة أن الكثير من المحاصيل يمكن زراعتها بشكل مرافق ومتداخل، فمثلاً زراعة الطماطم يرافقها الكزبرة والنعناع، وزراعة البطاطس والجزر يرافقها البصل والثوم. والبطيخ والشمام ترافقهما الذرة، وزراعة الفاصوليا يرافقها الزعتر والبابونج والنعناع، والكوسا واليقطين يرافقهما الذرة، وزراعة الباذنجان يرافقه الميرمية والريحان.


الأسمدة العضوية

وبينت الدراسة أن الزراعة العضوية يتم خلالها استخدام سماد عضوي، الناتج عن عملية تخمر المخلفات العضوية الحيوانية والنباتية لإنتاج خليط متجانس يحتوي على العناصر الغذائية للنبات، ويتم تحلل المادة العضوية بواسطة الكائنات الحية الدقيقة.

وأوضحت أن إعداد السماد العضوي يتم بخلط المخلفات الحيوانية والنباتية بنسبة 1 إلى 2 وإضافة الماء لترطيب الخليط، ومن ثم عمل حفرة في الخليط لتوفير التهوية لعملية التخمير الهوائي وإتاحة الفرصة للبكتيريا النافعة للقيام بالتحلل، وإضافة مسحوق الصخور الفوسفاتية مع الخليط لتثبيت النيتروجين، وبعدها تغطية الخليط بالبلاستيك الشفاف لرفع الحرارة إلى 70 درجة مئوية، ثم القيام بتقليب الخليط كل 3 أيام مع المحافظة على الرطوبة بمعدل 60%، بحيث تستمر تلك العملية لمدة شهرين إلى ثلاثة حتى يصل السماد إلى مرحلة الدبال، لتأتي المرحلة الأخيرة وهي تخزين السماد العضوي في أكياس إلى حين استخدامه.

إدارة المياه

ولفتت الدراسة إلى أن إدارة المياه في الزراعة العضوية تشمل: استخدام أنظمة الري بالتنقيط، واستخدام الري حسب الحاجة، إضافة مواد عضوية للتربة لتحسين خواصها الفيزيائية ولتزيد قدرتها على الاحتفاظ بالمياه، تغطية سطح التربة بالقش أو نواتج فرم النباتات للحفاظ على الرطوبة وتقليل التبخر، إجراء فحوصات مخبرية دورية لمعرفة الملوحة والحموضة للمياه، التأكد من خلو المياه من الملوثات الميكروبية مثل بكتيريا إيكولي، والتأكد من عدم تلوث المياه الجوفية بمياه الصرف اصحي داخل المزرعة.

أهداف ومزايا

وتضمنت الدراسة 7 أهداف للزراعة العضوية بأبوظبي، هي: الاستخدام الأمثل والآمن للموارد الطبيعية المتوافرة، إنتاج منتجات زراعية عضوية عالية الجودة بطرق آمنة وموثوقة، زيادة خصوبة التربة بالاعتماد على المصادر الطبيعية، المحافظة على التنوع الحيوي، مكافحة الآفات والأمراض بالطرق الطبيعية دون الإضرار بالبيئة، التقليل من تلوث مصادر المياه الجوفية، والتقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال رفع محتوى الكربون العضوي بالتربة.

وخلصت إلى 5 مزايا تخص القيمة الغذائية للمنتجات العضوية، هي: أن تلك المنتجات تحتوي على كميات أكبر من الفيتامين والعناصر الغذائية، خالية من متبقيات المبيدات ومن المعادن الثقيلة الضارة، تزيد من عمر الثمرة بعد الحصاد، آمنة ويسهل تتبعها من مصدرها وحتى وصولها إلى المستهلك، إضافة إلى النكهة التي تمتاز بها الثمرة.

الفترة الانتقالية

وحول الفترة الانتقالية للتحول إلى المزارع العضوية، أوضحت الدراسة أن المزارع البكر لا تحتاج إلى فترة انتقالية وذلك بناء على تحليل التربة، أما المزارع الحولية فتحتاج إلى سنتين على الأقل من بداية البذار، بينما تحتاج المزارع المعمرة إلى فترة من سنتين إلى 3 سنوات على الأقل للتحول، ويعتمد ذلك على مدى التزام المزارع بالإرشادات والتعليمات.

وحول معايير ومواصفات المزارع العضوية حسب الاشتراطات الصادرة من هيئة المواصفات والمقاييس، بينت أنه يجب أن تكون المزرعة بعيدة عن جميع مصادر التلوث المباشر وغير المباشر، وتكون المزرعة ممثلة بالتربة ومصادر المياه خالية من العناصر الثقيلة أو متبقيات المبيدات، وأن تكون جميع البذور المستخدمة بالزراعة العضوية، ويتم استخدام مواد تسميد وتخصيب عضوية ومعتمدة من وزارة التغير المناخي والبيئة.

وحسب الدراسة، يحظر استخدام أملاح النيتروجين بكل صورها، ويحظر استخدام المبيدات الكيميائية بالمزرعة وفي حال استخدامها بالمصائد يجب التخلص من المصائد بطريقة آمنة، ويُمنع استخدام أي كائنات معدلة وراثياً أو مشتقاتها كمدخلات عضوية، وأن تكون المواد المستخدمة في عملية التنظيف والتعقيم مصرحاً باستخدامها، ويلتزم المنتِج بالحفاظ على سجلات منظمة وشفافة وموثوقة، تشمل جميع بيانات المزرعة والمواد المستخدمة وطرق الإنتاج والتجهيز والتداول والمبيعات، ويتم تقديمها عند الطلب.

المادة العضوية

وحول أهمية المادة العضوية للأراضي الزراعية، أوضحت الدراسة أنها تتلخص في تغذية النبات، حيث تساعد المادة العضوية أثناء تحللها التدريجي على إتاحة عناصر النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم بصورة ميسرة للنبات، إضافة إلى تحسين بناء التربة الفيزيائية وزيادة نشاط ميكروبات التربة وتحسين مقاومة النبات للأمراض عبر تنشيط الكائنات الحية الدقيقة.

وعن التعقيم الشمسي، أوضحت أنها تستهدف قتل معظم المسببات المرضية عند تجاوز 32 درجة مئوية، وإضعاف الجزء المتبقي لتقليل الضرر على النبات، كما تستهدف تجهيز التربة وتنظيفها من بقايا المحاصيل السابقة، حيث تراوح فترة التعقيم ما بين 4 و6 أسابيع.

المكافحة الحيوية

وأشارت الدراسة إلى أن المكافحة الحيوية ترتكز على استعمال أعداء حيوية نافعة ضد كائنات ضارة كالحشرات والفطريات، بهدف تقليل التأثير السلبي للكائنات الضارة وتخفيض عددها إلى نسبة أقل من الحدود الاقتصادية الضارة، مع الحفاظ على بيئة زراعية ملائمة لتنمية الكائنات النافعة.

كما فندت عملية المكافحة الفيزيائية في استعمال الشباك لتغطية النبات والمحافظة على زراعة مصدات الرياح على جدار المزرعة، وإقامة أسيجة خضراء حول المحصول تتكاثر عليها الحشرات النافعة وتؤدي إلى وقاية النباتات ومكافحة الأعشاب التي تعتبر موئلاً للكثير من الآفات

وذكرت أمثلة للمحاصيل البقولية التي تزيد نسبة النيتروجين في التربة، أبرزها: محاصيل السيسبان والفاصوليا والبرسيم والفول، والتي تمد التربة على التوالي بـ70 و35 و25 و15 كلغ من النيتروجين المثبت للدونم الواحد على الترتيب.

وبدأت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية حملة للتوعية بأهمية تطبيق نظام الدورة الزراعية للمحاصيل في المزارع العضوية، للمحافظة على خصوبة التربة، وتعويض ما تفقده من عناصر غذائية وتنشيط الكائنات الحية المفيدة في التربة، وتعزيز أساليب الإدارة المتكاملة للآفات الزراعية، ما يسهم في الاستدامة الزراعية وزيادة إنتاجية المحاصيل العضوية.