الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

ما هي أقصر سورة في القرآن الكريم؟.. وسبب تسميتها

ما هي أقصر سورة في القرآن الكريم؟.. وسبب تسميتها

القرآن الكريم.

يتساءل عدد كبير من الأشخاص: ما هي أقصر سورة في القرآن الكريم؟ خاصة ونحن في شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن.. حيث يتسابق المسلمون في جميع أنحاء العالم للحصول على الثواب العظيم في الشهر رمضان الفضيل بختم القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ».

ونرصد في السطور التالية ما هي أقصر سورة في القرآن الكريم؟.. وما سبب تمسيتها؟ وأيضاً ما هو سبب نزولها؟

ما هي أقصر سورة في القرآن الكريم؟

تعتبر سورة الكوثر هي أقصر سور القرآن الكريم وهي من السور المكية، وهي السورة الخامسة عشرة التي نزلت على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، ونزلت سورة الكوثر على النبي عندما لقبه أحد كفار قريش بالأبتر، فكانت هذه السورة تسرية له عليه الصلاة والسلام، وكان يعني هذا الكافر بالأبتر بأنه ليس عنده أولاد، وقد بين الله سبحانه وتعالى للنبي أنه ليس هو الأبتر، بل من خاطبه بهذا اللقب هو الأبتر.

أقصر سورة في القرآن الكريم

تحتوي سورة الكوثر، على عدد 3 آيات فقط ويبلغ عدد كلماتها 10 كلمات فقط، وعدد أحرف سورة الكوثر 42 حرفاً فقط، وتوجد سورة الكوثر في الجزء الثلاثين من المصحف الشريف وهو آخر أجزاء القرآن.

ويقول الله تعالى: بسم الله الرحمٰن الرحيم. «إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ. إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ».

ما سبب تسمية سورة الكوثر؟

سمِّيت سورة الكوثر بهذا الاسم لأنَّها بدأت في أول آياتها بذكر الكوثر، واختُلِفَ في تفسير المراد بالكوثر؛ فالكوثر في اللغة اسمٌ للخير الكثير جاء على وزن فَوْعل، وهي صيغةٌ من صيغ الأسماء الجامدة تُفيد الكثرة والإفراط فيها، وأورد المُفسّرون معانيَ عديدةً للكوثر؛ فمنهم من قال هو نهرٌ في الجنَّة، ونُقِلَ عن ابن عباس قوله بأنَّه الخير الكثير، وعكرمة فسرَّه بأنَّه النبوءة والكتاب، والمغيرة قال إنَّه الإسلام بمُجمله، ونُقل عن أبي بكر بن عياش قوله إنَّ المُراد بالكوثر كثرة أمَّة الإسلام، وفسَّره الماورديّ بأنَّه رفعة الذكر ونور القلب والشَّفاعة التي مُنحت للنبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- وأعطيت له.

اقرأ أيضاً.. «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ».. فضل ختم القرآن في شهر رمضان

سبب نزول سورة الكوثر

سبب نزول سورة الكوثر، كانت أقوى رد من الله تعالى على الكفار حيث أنزلها الله عز وجل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عندما قال الكفار عنه إنه أبتر، ولم ينجب صبياناً، بعد ما توفي ولداه من السيدة خديجة رضي الله عنها، فجاءت السورة رداً على ذلك.

سبب نزول سورة الكوثر ذكر الواحديّ في كتابه أسباب النزول، وغيره من المحدِّثين والمفسِّرين، أنَّ سبب نزول سورة الكوثر راجعٌ لما رُوِيَ عن أحد المشركين، وهو العاص بن وائل، الذي لقي النبيَّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- وهو خارجٌ من المسجد والعاص داخلٌ إليه، وكان جماعةٌ من كفار قريش يجلسون فيه، فسألوه من كان يحدث؟ فأجاب مع الأبتر، يعني النبيَّ -عليه الصَّلاة والسَّلام-؛ إذ إنَّ الأبتر في اللغة من لا ابن له.

وكان عبدالله بن النبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- من زوجته خديجة -رضي الله عنها- قد توفّي وقتها، فأنزل الله تعالى عندها سورة الكوثر، كما في رواية عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- أنَّه قال عن هذه السُّورة: «نَزَلَتْ فِي الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْرُجُ مِنَ الْمَسْجِدِ وَهُوَ يَدْخُلُ، فَالْتَقَيَا عِنْدَ بَابِ بَنِي سَهْمٍ وَتَحَدَّثَا وَأُنَاسٌ مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ فِي الْمَسْجِدِ جُلُوسٌ، فَلَمَّا دَخَلَ الْعَاصُ قَالُوا لَهُ: مَنِ الَّذِي كُنْتَ تُحَدِّثُ؟ قَالَ: ذَاكَ الْأَبْتَرُ، يعني النبيّ صلوات الله وسلامه عليه، وَكَانَ قَدْ تُوُفِّيَ قَبْلَ ذَلِكَ عَبْدُاللَّهِ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَانَ مِنْ خَدِيجَةَ، وَكَانُوا يُسَمُّونَ مَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنٌ: أَبْتَرَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هذه السورة».

وفي روايةٍ أخرى أنَّ العاص دخل على جماعةٍ من قريش فوجدهم يتحدّثون عن النبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- فقال لهم: دعوه، فإنَّه أبتر وذكره سينقطع بعد موته، وفي روايةٍ أخرى أنَّه كان يمرُّ على النبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- فيقول: إني شانئُك؛ أي كارهٌ لك ومُبغض، وإنَّك لأبتر، فأنزل الله تعالى: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ).

اقرأ أيضاً.. دعاء ختم القرآن وفضله

ما هو فضل قراءة سورة «الكوثر»؟

روى أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أغفى رسولُ اللَّهِ إغفاءةً، فرفعَ رأسَهُ مبتَسِماً إمَّا قالَ لَهُم وإمَّا قالوا لهُ لِمَ ضحِكْتَ فقالَ رسولُ اللَّهِ إنَّهُ أُنْزِلَت عليَّ آنفاً سورةٌ فقرأَ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ): حتَّى ختمَها ثم قالَ لهم: هَل تَدرونَ ما الكَوثرُ قالوا اللَّهُ ورسولُهُ أعلَمُ. قالَ هوَ نَهْرٌ أعطاني إياه ربِّي عزَّ وجلَّ في الجنَّةِ علَيهِ خيرٌ كثيرٌ ترِدُ علَيهِ أمَّتي يومَ القيامةِ آنيتُهُ عدَدُ الكواكِبِ يُختَلَجُ العَبدُ منهم فأقولُ يا ربِّ إنَّهُ مِن أمَّتي فيقالُ لي إنَّكَ لا تَدري ما أحدَثوا بَعدَكَ.

وهذه السورة ثوابها عظيم لقارئها في الآخرة، حيث إنه يشرب من نهر الجنة، ويحصل على الكثير من الحسنات والثواب، ورويَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من قرأ سورة الكوثر سقاه الله من كل نهر في الجنة، ويكتب له عشر حسنات بعدد كل قربان قربه العباد في يوم النحر أو يقربونه.