قالت مصادر مطّلعة إنَّ بنك كريدي سويس جروب السويسري يقترب من التوصل إلى تسوية لإنهاء التحقيقات بشأن اتهامه بالتورّط في مساعدة أثرياء فرنسيين في التهرُّب من الضرائب وغسيل الأموال، كجزء من تحقيقات شملت 5 دول من أستراليا إلى بريطانيا.
ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء، اليوم الجمعة، عن المصادر القول إنَّ البنك السويسري وصل إلى المرحلة النهائية من المفاوضات مع ممثلي مكتب الادعاء المالي الوطني الفرنسي للتوصل إلى تسوية يمكن أن تشمل تغريم البنك دون الاعتراف بارتكاب جريمة.
وأضافت المصادر أنه في حال التوصل إلى اتفاق كامل سيظهر ممثلو البنك السويسري أمام إحدى محاكم باريس يوم الاثنين المقبل للتصديق على الاتفاق. ولم يتم الكشف عن حجم التسوية، في حين يمكن أن تنهار المحادثات قبل عقد جلسة الاستماع في المحكمة.
وأشارت بلومبيرغ إلى أن جلسة الاستماع لمراجعة التسوية ستُعقد قبل أيام قليلة من إعلان كريدي سويس جروب استراتيجيته الجديدة يوم 27 أكتوبر الحالي، والتي تستهدف إنهاء سنوات من الفضائح المالية والخسائر التي بددت ثقة المستثمرين في المجموعة المصرفية السويسرية.
كان كريدي سويس قد كسب أمس قضية أساسية في الولايات المتحدة بشأن اتهامه بالتلاعب في أسواق الصرف، حيث اختار مواصلة النزاع القضائي بدلاً من الوصول إلى تسوية للقضية التي كانت تهدده بخسائر تصل إلى 19 مليار دولار. وكان 11 بنكاً آخر متورطاً في الفضيحة قد اختارت التسوية، ودفعت حوالي 2,3 مليار دولار في واحدة من كُبرى تسويات قضايا الاحتكار في تاريخ القطاع المصرفي.
وقالت مصادر مطّلعة في وقت سابق من الأسبوع الحالي إنّ بنك كريدي سويس يجري محادثات مع رويال بنك أوف كندا الكندي ومورجان ستانلي الأمريكي بشأن زيادة محتملة لرأس مال البنك السويسري لتعزيز ميزانيته وتمويل عملية إعادة الهيكلة.
ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء عن المصادر القول إنّ البنك الموجود مقره في زيوريخ يتواصل مع بنوك منها البنك الكندي والبنك الأمريكي بشأن إمكانية بيع حصة من اسمه لها. ومن المحتمل أن تتم عملية زيارة رأس المال المعروفة باسم مشروع غانا بعد الإعلان رسمياً عن إعادة هيكلة البنك يوم 27 نوفمبر الحالي.
يُذكر أن كريدي سويس على بُعد نحو أسبوع واحد من الإعلان عما يتوقع أن تكون عملية إعادة هيكلة كبُرى في أعقاب سلسلة من الخسائر الكبيرة والفضائح التي ضربته.
وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية نقلاً عن مصادر مطّلعة أنَّ كريدي سويس جروب يتطلع إلى بيع أجزاء من مصرفه السويسري المحلي، فيما يسعى إلى سد فجوة في رأس المال.
وأوضح التقرير أن وحدات البنك السويسري العالمي التي يتم دراسة بيعها تشمل حصة في مجموعة «إس آي إكس» التي تدير بورصة زيورخ، ونسبة 8,6% في «أولفاندز»، وهي شركة استثمارات مدرجة في إسبانيا، والبنكين السويسريين «فندبريف» و«بنك- ناو»، بالإضافة إلى «سويس كارد»، وهي مشروع مشترك مع «أمريكان إكسبريس».