السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

رياضيون: مزج الدعم المالي بالأفكار يعيد الوصل للألقاب

رياضيون: مزج الدعم المالي بالأفكار يعيد الوصل للألقاب

فرحة وصلاوية بأحد الانتصارات في دورينا. (من المصدر)

شخّصَ خبراء ومحللون في كرة القدم الحالة التي يعاني منها نادي الوصل، مع تقديم روشتة العلاج لعودة الإمبراطور لسابق عهده، وذلك خلال الجلسة الحوارية الأولى لمنصة (الوصل نادي القرن)، التي أطلقتها جماهير النادي على تطبيق تويتر مؤخراً.

وحققت أولى جلسات المنصة نجاحاً باهراً، حيث استمرت لما يزيد على الساعة، بحضور أكثر من 4 آلاف مشجع وصلاوي، وسط مشاركة نوعية للمتحدثين، تقدّمَهم لاعب الفريق السابق البرازيلي أوليفيرا، والمحلل الرياضي التونسي زبير بيه، والناقد الرياضي راشد الزعابي، والمحلل الفني حسن الجمسي، واللاعب الدولي السابق الكويتي وليد علي، وأدار الجلسة الإعلامي مشعل القحطاني.

ورهنَ اللاعب الدولي السابق الكويتي وليد علي، عودة الوصل إلى منصات التتويج بوجود الفكر الإداري الجيد، إذ إنه في حال وجوده سيكون هناك تخطيط مدروس لإعادة الفريق إلى خارطة البطولات، خصوصاً أن الاستقرار الإداري يقود إلى الاستقرار الفني داخل أروقة النادي، سواء بالمحافظة على اللاعبين الموجودين أو استقطاب أسماء جديدة تقدم الإضافة المطلوبة، مع معالجة جميع المشكلات التي تحدث بحكمة وتأنٍّ، تلافياً لحدوث أي تأثيرات سلبية تنسف استقرار النادي، لذلك الفكر الإداري هو مفتاح النجاح لأي منظومة في عالم كرة القدم.

وأضاف: «الكوكبة الإدارية الموجودة حالياً في اللجنة الانتقالية لنادي الوصل مميزة وأشخاص لديهم الخبرات والإمكانات المطلوبة في كرة القدم، ولكنها تحتاج إلى صبر لكي تحقق النجاح المطلوب، بإعادة الفريق إلى الألقاب، وهذا لن يحدث سريعاً، وإنما في المستقبل القريب، والهدف الرئيسي للإدارة يجب أن يكون هو تواجد الفريق داخل دائرة المنافسة مثلما كان في عصر الثمانينيات، إذ كان الفريق في حال عدم فوزه بلقب الدوري يكون صاحب المركز الثاني».

إقرأ أيضاً: «دوري الأولى الإماراتي».. الهيمنة البرازيلية التهديفية مستمرة

وبدوره، رأى الناقد الرياضي راشد الزعابي، أن إرث الوصل في كرة القدم الإماراتية كبير، إذ أسهم في تشكيل الذائقة الرياضية في الإمارات خاصة والخليج عامة، لا سيّما وأن هناك جيلاً كاملاً في الوصل استطاع منذ عام 1981 أن يحصل على البطولات الموجودة في الساحة، ما عزّز مكانة النادي الجماهيرية، خصوصاً أن ما قدمه الوصل أسهم في أن يكون نقطة تحول على مستوى كرة الإمارات وانعكس إيجابياً على نتائج منتخب الإمارات ببروز جيل جديد وصل إلى كأس العالم 1990 في إيطاليا ووصافة كأس آسيا 1996.

وأضاف: «الوصل يحتاج إلى المادة، فنحن في عصر مختلف عن الثمانينيات، ولا أعتقد أن هناك ناديًا حالياً في الإمارات لديه استثمارات، تغطي النفقات المالية لفريق يلعب في دوري المحترفين، لا سيما أن هناك ارتفاعاً في أسعار اللاعبين المواطنين والأجانب، والمقيمين والأجهزة الفنية، علماً بأن كل من يريد أن يتواجد في المنافسة والمقدمة والحصول على البطولات عليه أن يدفع.. صحيح بأن التتويج بالبطولات لا تساويه قيمة الأموال المصروفة، فيمكن لنادٍ أن يصرف 200 مليون درهم، ليحصل على بطولة الدوري التي لا تعود على ميزانية النادي بمبلغ في حدود 20 إلى 30 مليون درهم كجائزة مالية فهذه عملية غير رابحة».

وأكمل: «نادي الوصل مشروع متميز وبحاجة لمن يديره بالشكل الصحيح، فهو مشروع لا يحتاج إلى دراسة جدوى، أو تلميع، وإنما الإدارة الصحيحة فقط هي ما يحتاج إليه في المرحلة الحالية، وأتمنى أن توفق اللجنة الانتقالية في تحقيق النقلة التي تطمح إليها جماهير النادي».

بوادر العودة

ومن ناحيته، أشار المحلل الفني حسن الجسمي، إلى أن أُولى بوادر عودة الوصل تتجسد في تكاتف الجميع، والتفافهم حول النادي، وأردف: «في اعتقادي أن الفريق يحتاج إلى العمل الإداري في الوقت الحالي أكثر من أي شيء، ولكي تتحقق النهضة الفنية لا بد من أن تكون هناك إدارة تقف خلفها، وهو أمر حدث فعلياً الآن بتواجد اللجنة الإدارية التي بدأت في ترتيب البيت الوصلاوي بشكل جيّد، بداية بإعادة الجماهير إلى مساندة الفريق.

وتابع: «بشكل عام الآن، الوصل بحاجة إلى قرارات إدارية ليست سريعة، وإنما بتأنٍ وفكر إداري واضح»، وأتفق في هذا الجانب مع ما طرحه زبير بيه بضرورة إيجاد مشروع كامل للوصل يقوم على محور رياضي، تسويق وتجاري، باستغلال شهرة الوصل وجماهيريته كذلك، بحيث تكون هناك خططٌ واضحةٌ لاستقطاب الرعاة والشركاء التجاريين لزيادة المداخيل بالنسبة للنادي، وتعزيز الموارد المالية بدلاً من الاعتماد على الدعم الحكومي، وسمو رئيس النادي، حتى يتمكن الفريق من استقطاب مدربين على مستوى عَالٍ ولاعبين أصحاب جودة فنية عالية».

وطالب الجسمي، إدارة اللجنة الانتقالية الوصل لوضع استراتيجية ثابتة للتعاقد مع اللاعبين لافتاً إلى الفريق تعاقد مع 56 لاعباً، منهم 17 لاعباً أجنبيّاً، في الفترة الماضية، والرقم كبير، ولذلك لا بد أن يكون للإدارة الجديدة نظم محددة للتعاقدات الفنية.

مشروع المستقبل

وبدوره، أكد المحلل الرياضي التونسي زبير بيه، أن نهضة الوصل تتطلب امتلاك إدارة النادي مشروعاً يستمر لسنوات قادمة، وأن يكون العمل بهدوء تام، دون استعجال للنتائج، وبترتيب للأولوية، خصوصاً أن العودة إلى الألقاب في المرحلة الحالية يجب أن تبدأ بالبطولات القصيرة مثل: كأس المحترفين، وكأس صاحب السمو رئيس الدولة، ومن ثم التفكير في الدوري.