الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ملاعب كبار أوروبا.. موسم الهجرة إلى «الترميم»

ملاعب كبار أوروبا.. موسم الهجرة إلى «الترميم»

ملعب أولد ترافورد معقل مانشستر يونايتد. (غيتي)

على مدى الأعوام الأربعة الماضية، ظلت الصحافة العالمية تطالع قراءها باستمرار بأخبار من قبيل بدء عمليات الترميم والتجديد في ملعب ما من ملاعب أندية كبار أوروبا أو نهاية أعمال في أخرى، ليتحول الأمر إلى ظاهرة تؤشر في مجملها على التطور الهائل في شعبية الساحرة المستديرة، إذ غالباً ما كانت تلك العمليات تستهدف زيادة في سعة الملاعب أو تحديثاً لجعلها أكثر مواكبة للعصر التكنولوجي.

ولم تتأثر مشاريع ترميم الملاعب بالهزات الكبيرة التي أحدثتها جائحة كورونا في الخزائن المالية في عالم المستديرة، في وقت بدت فيه الجائحة وما تبعها من إجراءات، فرصة مواتية للمواصلة في هذا الشأن، حيث غياب الجماهير لنحو نصف عام أو أكثر تقريباً، ما منح أندية مثل ريال مدريد القدرة على تكثيف العمل في تحديث ملعبه، دون أن يضطر لإيجار ملعب آخر، إذ اكتفى باللعب والتدرب على ملعب ألفريدو دي ستيفانو الرديف.

يونايتد أحدث المنضمين

أعلن نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي الأسبوع الماضي عن خطته لتطوير ملعبه أولدترافورد وزيادة سعته، مبيناً أنه سيسلم المهمة إلى المطور العقاري الذي أشرف على تحديث ملعب وايت هارت لين التابع لفريق توتنهام، والذي انتهى العمل فيه في 2019 الماضي.

وستقوم الشركة المنفذة لتحديثات ملعب أولدترافورد بإضافة نحو 15 ألف مقعد في مدرج السير بوبي تشارلتون، من أجل مجابهة الطلب المتصاعد على تذاكر الدخول لأولدترافورد.

وبحسب «ديلي ميل» البريطانية، فإن مانشستر يونايتد يمتلك نحو 100 ألف مشجع على قائمة الانتظار من أجل شراء التذاكر الموسمية للفريق داخل ملعب أولد ترافورد، وهو رقم يوضح بجلاء زيادة شعبية النادي، رغم الأزمات الفنية التي تحاصره منذ رحيل مدربه الأسطوري السير أليكس فيرغسون في 2013.


ويسعى النادي الملقب بالشياطين الحمر لزيادة سعة ملعبه لتصل إلى 88 ألف متفرج، علماً أن سعته الحالية الرسمية هي 74140 مقعداً.

وسيصبح بالتالي أولدترافورد ثاني أكبر ملعب في المملكة المتحدة من حيث السعة الجماهيرية، بعد ملعب ويمبلي الشهير في لندن والذي تبلغ سعته 90 ألف متفرج.

ومن المتوقع أن تكلف أعمال الترميم والتحديث وزيادة السعة خزينة مانشستر يونايتد نحو 200 مليون استرليني، وهو مبلغ لا يبدو كبيراً على يونايتد الذي بلغت مداخيله في 2021 نحو 495، ما يعني بالتالي عدم دخول قطب مانشستر في قرض بنكي من أجل تمويل العملية.

اقرأ أيضاً.. إيرلينغ هالاند.. لعبة الانتظار والكثير من العمولات

وايت هارت لين.. الفخامة في ملعب

لعل أفضل خبر عاشته جماهير توتنهام الإنجليزي في العقدين الأخيرين هو تحديث ملعب الفريق، الذي استغرق عامين من 2017 وحتى 2019، ليتحول ملعب وايت هارت لين لتحفة معمارية مواكبة.

ومنح الملعب الجديد إدارة توتنهام تنويعاً في مصادر الدخل، إذ يتوقع أن يسدد الملعب كلفة إنشائه سريعاً.

وكلف ترميم وايت هارت لين نحو المليار استرليني، ويضم ملعباً ذا عشب قابل للطي، ومزود بسطح اصطناعي تحته يمكن استخدامه لاستضافة مباريات كرة القدم الأمريكية وحفلات موسيقية وغيرها من الأحداث.

وكانت رابطة كرة القدم الأمريكية وقعت عقداً مع نادي توتنهام للعب مباراتين من المسابقة كل عام على أرضية الاستاد الجديد لمدة 10 مواسم.

ومنح الملعب وتضاعفت تقريباً سعة الملعب، إذ بات يحتضن 60 ألف متفرج بدلاً من 36 ألف متفرج، ليصبح بالتالي ثالث أكبر ملعب سعة بإنجلترا حالياً.

سانتياغو برنابيو.. ملعب جديد يدر مليار يورو سنوياً

يخضع ملعب سانتياغو برنابيو حالياً لأعمال لإعادة تحديث وترميم، ومن المفترض أن تكتمل بحلول نهاية العام الحالي أو بداية عام 2023، علماً أنه سيتم وضع سقف قابل للإغلاق ومكسوٍ بالفولاذ.

سيحتوي الاستاد أيضاً على عشب قابل للسحب ويمكن استخدامه في رياضات أخرى مثل كرة المضرب أو كرة السلة فضلاً عن المؤتمرات أو المعارض التجارية.

وتقدر كُلفة ملعب ريال مدريد بنحو 800 مليون يورو.

وحتى قبل افتتاحه، ضمن ريال مدريد مداخيل ضخمة من ملعبه، وذلك بعد توقيعه اتفاقاً مع مع شركة «ليدجيندز» الأمريكية من أجل إدارة ملعبه سانتياغو برنابيو لمدة 25 عاماً.

ومن جهة أخرى، توقع تقرير إحصائي نشرته صحيفة ماركا أن يدر ملعب سانتياغو برنابيو الجديد دخلاً قيمته مليار يورو سنوياً، وذلك بسبب احتضانه لفعاليات مستمرة طوال العام، إلى جانب تذاكر الجماهير الموسمية، وعوائد الضيافة في الملعب.



«بارسا باي».. ثورة شامة في كامب نو

بدأ برشلونة بالفعل التخطيط لمشروع «اسباي بارسا» الذي يهدف من خلاله النادي الكتالوني إلى توسيع وتجديد ملعب «كامب نو» وترميم الملاعب الخاصة بالرياضات الأخرى الملحقة بالملعب، إلى جانب ملعب يوهان كرويف الخاص بالفرق التابعة.

وتهدف إدارة النادي الكتالوني إلى استثمار مليار و500 مليون يورو لإخراج المشروع إلى أرض الواقع.

لا يزال ملعب «كامب نو»، الذي افتتح في عام 1957، أكبر ملعب في أوروبا، حيث يتسع ل99354 شخصاً، لكن يتوقع أن يسع الملعب نحو 105 آلاف شخص عقب نهاية أشغال تجديده وتوسعته.

ومن مبلغ 1.5 مليار يورو، المخصصة في ميزانية «إسباي بارسا»، سيتم صرف 900 مليون يورو على تجديد ملعب «كامب نو»، و420 مليون يورو على ترميم ملاعب الرياضات الأخرى مثل كرة السلة، وكرة اليد. و20 مليون يورو ستخصص لتجديد ملعب «يوهان كرويف»، حيث تتنافس فرق الفئات العمرية الأخرى، و100 مليون يورو أخرى ستصرف على المرافق والمحيط.

ووفقاً لتقارير صحفية إسبانية، الملعب الجديد سيكون له سقف مكون من 30 ألف لوح شمسي، يعمل على تشغيل شاشة عملاقة بزاوية 360 درجة موضوعة على سطح الملعب، وأنظمة الأمان. كما سيهم المشروع دمج «كامب نو» الجديد مع مجمع مكاتب ومناطق خضراء جديدة ومساحات مفتوحة لجميع أنواع الأنشطة. وسيصاحب ذلك مركز زوار جديد وفندق ومتجر أكبر ومنطقة مخصصة لـ«الرياضات الإلكترونية» ومتحف أكبر به «قاعة مشاهير» جديدة.

ويتوقع أن تبدأ الأعمال في صيف عام 2022، وتنتهي بحلول نهاية عام 2025. وهكذا، فإن برشلونة سيتعين عليه اللعب خارج ملعبه على الأقل خلال موسم (2023ـ2024).

ويتوقع أن يجني برشلونة أرباحاً من الملعب الجديد تقدر بحوالي 200 مليون يورو في كل موسم.



مداخيل عالية للتذاكر

بعيداً عن الفعاليات المصاحبة وما تدره من أموال، لا يزال الهدف الرئيس من توسعة الملاعب وجعلها جاذبة، هو ضمان حضور أكبر عدد من الجماهير، من أجل تحقيق هدفين، الأول فني، يتمثل بدعم الفريق على أرضية الملعب، وهنا يبرز مثال ريال مدريد ودور جماهيره في تأهله على كل من تشيلسي وسان جيرمان في الأبطال مؤخراً، أما الهدف الثاني فهو اقتصادي بحت، يتعلق بعوائد بيع التذاكر.

وبمعادلة بسيطة، فإن ملعباً بسعة 75 ألف متفرجاً، يمكن أن يدر مداخيل على النادي تقدر بنحو 1.5 مليون دولار في كل مباراة على أرضه، هذا إذ كان ثمن التذكرة الواحدة 20 دولاراً، إذ بحال تم بيع تذاكر المباراة بالكامل، فإن ذلك يدر على خزينة النادي سنوياً ما قيمته 100 مليون دولار، من بيع تذاكر المباريات.