السبت - 11 مايو 2024
السبت - 11 مايو 2024

التعاون الاقتصادي أم الخلافات السياسية.. مَن يسيطر على قمة مجموعة العشرين؟

التعاون الاقتصادي أم الخلافات السياسية.. مَن يسيطر على قمة مجموعة العشرين؟

ملفات اقتصادية مهمة تطفو على السطح حالياً، سواء فيما يتعلق بالتغير المناخي أو أزمات الطاقة والغذاء، ما يزيد من أهمية قمة مجموعة العشرين المقبلة في إندونيسيا، إلا أن الخلافات السياسية بين الولايات المتحدة والدول الغربية، وما بين روسيا والعديد من الدول، بالإضافة إلى التنافس الأمريكي – الصيني، تلقي بظلالها على القمة المرتقبة والتي تعقد في مدينة بالي يومَي 15- 16 نوفمبر الجاري، بحسب تقرير نشرته صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا الروسية اليوم الأربعاء.

ويترقب العالم مدى مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أعمال القمة، حيث قال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو إن الرئيس الروسي بوتين قد يشارك في قمة مجموعة العشرين المقبلة، عبر الإنترنت أو يحضر الحدث بالفعل، مشيراً إلى أن دعوة موسكو للمشاركة بالحضور في أعمال القمة، ظلت مفتوحة، رغم رغبة الغرب في سحبها.

وأكد الرئيس الإندونيسي أنه ينبغي أن تناقش قمة مجموعة العشرين، الأوضاع الاقتصادية بدلاً من الملفات السياسية، وهو وجهة النظر التي تؤيدها معظم الدول النامية، مشيرين إلى رغبتهم في الابتعاد عن الحرب في أوكرانيا، والتركيز على قضايا أخرى، مثل تغير المناخ والجوع.

ونقلت الصحيفة عن المدير العلمي لمعهد الصين التابع لأكاديمية العلوم الروسية وآسيا المعاصرة، ألكسندر لوكين، قوله «مجموعة العشرين هي منصة استشارية لمناقشة القضايا العالمية، سيحاول الغرب إدانة روسيا، إلا أن الدول الأخرى والتي تعرف بأنها دول الجنوب، لن تكون مستعدة للمشاركة في ذلك، فتلك الدول لا تهتم كثيراً بملف الحرب في أوكرانيا، ويركزون اهتمامهم على ملفات أخرى، وربما يكون ذلك السبب وراء عدم توقيع اتفاقيات مهمة خلال أعمال القمة، لكن ربما تكون هناك مناقشات مهمة خلالها حول المشكلات التي يمكن للأطراف التحدث مع بعضهم البعض بشأنها، بما في ذلك قضايا المناخ والجوع».

وتابع قائلاً «من المحتمل أن يتم عقد لقاء على هامش أعمال القمة، ما بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، والزعيم الصيني شي جين بينغ، ولو تم ذلك سيكون له أهمية كبيرة، فالولايات المتحدة والصين تظهران علامات على استعدادهما لعقد اتفاقات بينهما، لكن من غير الواضح ما يمكن أن يتفق عليه الطرفان، لأن واشنطن تواصل انتقاد الصين بكل طريقة ممكنة بينما نجد أن الصين أمة فخورة بنفسها وإذا حاول أحد تشويه صورتها ثم سعى إلى عقد اتفاق معها، فسيكون من الصعب القيام بذلك، إلا أن نتائج المؤتمر الأخير للحزب الشيوعي الصيني، تظهر أن بكين ليست عازمة على المواجهة في هذه المرحلة».

وفيما يتعلق باتفاق محتمل بين واشنطن وبكين، من شأنه التأثير على مصالح روسيا، نقل لوكين عن مراسل صيني قوله «إنهم يقترحون مساعدتهم على التخلص من روسيا، حتى يسهل عليهم التخلص من الصين بعد ذلك، الصينيون على دراية بالوثائق الاستراتيجية الأمريكية التي تصف الصين بأنها تهديد أكبر للولايات المتحدة من روسيا، وأن روسيا تشكل خطراً أكبر في اللحظة الراهنة، ولكن من الناحية الاستراتيجية، فإن الصين تشكل تحدياً كبيراً للولايات المتحدة كدولة قوية، يمكنها بالفعل أن تدعي قيادة عالمية، كما تنص وثائق الكونغرس الأمريكي بوضوح، أن الصين تسعى لأن تصبح زعيمة العالم من حيث القوة الشاملة والاقتصاد، بحلول منتصف القرن».

واختتم لوكين تصريحاته قائلاً «قد يتم التوصل إلى بعض الاتفاقيات بشأن قضايا مهمة للولايات المتحدة والصين، بما في ذلك قضايا التجارة، لكن التقارب الاستراتيجي بينهما هو أمر مستحيل».

وتعد مجموعة العشرين هي المنتدى الرئيسي للتعاون الاقتصادي الدولي، وتضم قادة من جميع القارات ويمثلون دولاً متقدمة ونامية، وتمثل الدول الأعضاء في مجموعة العشرين، مجتمعة، حوالي 80% من الناتج الاقتصادي العالمي، وثلثي سكان العالم، وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية، ويجتمع ممثلو دول المجموعة لمناقشة القضايا المالية والقضايا الاجتماعية والاقتصادية.

وتضم مجموعة العشرين كلاً من الأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والمكسيك، وجمهورية كوريا، وروسيا، والمملكة العربية السعودية، وجنوب أفريقيا، وتركيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي.