الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

«في اليوم العالمي لمحو الأمية».. أشخاص قهروا ظلام الأمية والصعاب بنور العلم

محمد كيلاني، وصفاء الجارحي، وعبدالفتاح عبدالصمد، وزينة يوسف.. أسماء قهرت ظلام الأمية بنور العلم.. وبعزيمة الأبطال تغلبت على صعاب عدة؛ كالإعاقة، والتنمر المجتمعي، والتقدم في العمر، وأثبتت لمجتمعها، قبل أن تثبت لذاتها، أن المستحيل لا يعرف إليهم طريقاً.. «الرؤية» تحدثت إليهم في اليوم العالمي لمحو الأمية، الذي توافق ذكراه 8 سبتمبر من كل عام.

وتحتفل اليونيسكو سنوياً منذ عام 1966 باليوم العالمي لمحو الأمية؛ للتذكير بأهمية محو الأمية كمسألة كرامة وحقوق الإنسان، وتعزيز أجندة محو الأمية نحو مجتمع أكثر معرفة بالقراءة والكتابة.

وقال محمد كيلاني (49 عاماً) لـ«الرؤية» إنه تحدى مرض شلل الأطفال الذي أصابه بعد عام ونصف من مولده، حيث نجح عقب تعيينه عام 1993، كعامل خدمات، في الحصول على شهادة محو الأمية وهو في عمر 21 عاماً، تقدم بعدها للدراسة بالصف الأول الإعدادي، وبدأ يتدرج في التعليم، وصولاً للثانوية العامة، حتى التحق بكلية دار العلوم، التي اجتازها بتفوق مكنه من الالتحاق بالماجستير، ثم الدكتوراه من كلية الآداب، قسم اللغة العربية، عام 2018.



التغلب على التنمر

وعلى خطى كيلاني سارت صفاء الجارحي (36 عاماً)، التي بدأت تعليمها في سن 11 عاماً، بعدما رفض والدها في البداية إلحاقها بمدرسة قريته؛ المطاهرة، بمحافظة المنيا بصعيد مصر.

وتقول صفاء لـ«الرؤية»: عندما كنت في الـ11 من عمري افتتحت الهيئة الإنجيلية بالمشاركة مع هيئة تعليم الكبار ومحو الأمية، فصلاً لمحو الأمية في القرية استمر لمدة 3 أشهر، حصلت خلالها على شهادة محو الأمية، وتقدمت للمرحلة الإعدادية، ثم الثانوية، التي التحقت بعدها بكلية التربية قسم اللغة الفرنسية، وحصلت على الماجستير في قسم تكنولوجيا التعليم، وتقدمت للحصول على الدكتوراه هذا العام، قاهرة بذلك تنمر المحيطين بي، الذين كانوا يوجهون لي نظرات ساخرة في البداية".



ولا تختلف قصة عبدالفتاح يعقوب عبدالصمد ابن مركز إدفو بمحافظة الفيوم، كثيراً عن سابقيه، فقد ظل أمياً حتى الثلاثينيات من عمره، في وظيفة عامل خدمات بمركز تعليم الكبار ومحو الأمية بالفيوم، قبل أن يحصل هو على شهادة محو الأمية، ويلتحق بالمرحلة الإعدادية رفقة ابنته التي كانت تدرس في الصف الثالث الإعدادي، إلى أن حصل على البكالوريوس الجامعي وعمره 55 عاماً، ثم على دبلومة من كلية التربية، ويتأهل حالياً للحصول على الماجستير، وهو في سن الستين.



تحدي المرض

وفي وجه مرض ضمور العضلات الشوكي الذي أصابها منذ ولادتها، وعطل دراستها، وقفت زينة محمد يوسف، شامخة كالجبال، وحصلت على شهادة محو الأمية وهي في عمر 18 عاماً، لتتمكن بعدها من الحصول على دورات في اللغة الإنجليزية التي تجيدها قراءة وكتابة، رغم عدم قدرتها الكاملة على التحكم في أصابعها.

وتقول زينة لـ«الرؤية» إن لديها طموحاً أن تتعلم وتعمل، وتلتحق بالجامعة الألمانية مثل شقيقتها.

واقع الأمية

تشير بيانات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» إلى أنه لا يزال هناك 750 مليون نسمة على الأقل من الشباب والكبار على الصعيد العالمي، يعجزون عن القراءة والكتابة، كما أن 250 مليون طفل يفشلون في اكتساب مهارات القراءة والكتابة الأساسية، وذلك من إجمالي عدد سكان العالم البالغ نحو 7.7 مليار نسمة، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.

وتبلغ نسبة الأمية في الدول العربية وفق المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، 21%، حيث بلغ العدد الإجمالي للأميين العرب حتى عام 2018 أكثر من 75 مليوناً من الإناث والذكور.

مبادرة الإمارات

ويشير رئيس هيئة محو الأمية وتعليم الكبار، في مصر، الدكتور عاشور العامري، إلى إطلاق دولة الإمارات العربية المتحدة، مبادرة «تحدي الأمية في العالم العربي»، لمحو أمية 30 مليون شاب وطفل عربي، حيث عقدت عدة اجتماعات بشأنها في مصر منذ عامين، بحضور المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، جمال بن حويرب، لكن الأمور توقفت نسبياً بسبب ظهور فيروس كورونا.

وأضاف العامري لـ«الرؤية» أن المبادرة كانت تستهدف الأطفال والشباب، باعتبارهم القوة المحركة للمجتمع العربي فيما بعد.