الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

بابا الفاتيكان يزور لبنان في يونيو

بابا الفاتيكان يزور لبنان في يونيو

البابا فرنسيس. (أ ب)

يتوجّه البابا فرنسيس في شهر يونيو المقبل إلى لبنان الغارق في أزماته، وفق ما أعلنت الرئاسة اللبنانية، الثلاثاء، في خطوة من شأنها أن تحمل «رجاء» للبنانيين المتعبين الذين ينتظرون الزيارة منذ سنوات.

وأوردت الرئاسة في بيان أن السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزف سبيتري سلّم رئيس الجمهورية ميشال عون «رسالة خطية أعلمه فيها أن قداسة البابا فرنسيس قرّر زيارة لبنان في شهر يونيو المقبل، على أن يصار إلى تحديد تاريخ الزيارة وبرنامجها وموعد الإعلان عنها رسمياً، بالتنسيق بين لبنان والكرسي الرسولي».

وفي الفاتيكان، لم يؤكّد الكرسي الرسولي هذه الزيارة، لكنّ مثل هذه الزيارات يتمّ تأكيدها في العادة قبل وقت قصير من موعدها.

وستكون هذه الزيارة الثالثة لحبر أعظم إلى لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990). ويُتوقع أن تحظى بحفاوة رسمية وشعبية بالغة من اللبنانيين على اختلاف مكوناتهم. وتأتي في خضم انهيار اقتصادي غير مسبوق صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850، وبات معه أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر.

وقال عون، وفق البيان، إن «اللبنانيين ينتظرون هذه الزيارة منذ مدة، للتعبير عن امتنانهم لمواقف قداسته تجاه لبنان وشعبه، وللمبادرات التي قام بها، والصلوات التي رفعها من أجل إحلال السلام والاستقرار فيه، والتضامن مع شعبه في الظروف الصعبة التي يمرّ بها».

على مواقع التواصل الاجتماعي، سرعان ما تناقل اللبنانيون الخبر بحفاوة. وكتبت مغردة «رسمياً، البابا فرنسيس سيزور لبنان.. أهلاً ببابا السلام في أرض القداسة».

وسبق للبابا فرنسيس (85 عاماً) أن أعرب مراراً عن رغبته في زيارة لبنان، ووجّه خلال الأشهر الأخيرة رسائل دعم عدّة إلى لبنان وشعبه.

وأعرب خلال زيارته جزيرة قبرص في ديسمبر، عن «قلق شديد» إزاء الأزمة. وقال في كلمة ألقاها أمام مسؤولي الكنيسة المارونية التي قدم بطريركها بشارة الراعي من لبنان خصيصاً للمشاركة في استقباله: «عندما أفكر في لبنان، أشعر بقلق شديد للأزمة التي يواجهها، وأشعر بمعاناة شعب متعب وممتحن بالعنف والألم». وأضاف «أحمل في صلاتي الرغبة في السلام التي تنبع من قلب ذلك البلد».

وطالب الحبر الأعظم في أغسطس المجتمع الدولي بتقديم «مبادرات ملموسة» من أجل لبنان، بعد عام من الانفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت وأسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 6500 بجروح، محدثاً دماراً واسعاً.

وفي يوليو، استقبل البابا فرنسيس في الفاتيكان 9 من رؤساء الكنائس في لبنان. ووجّه رسالة أمل إلى الشعب اللبناني، داعياً اللبنانيين إلى «عدم القنوط».

وغالباً ما يشكل لبنان محطة رئيسية على جدول زيارات باباوات روما للشرق الأوسط.

وسبق للبابا بنديكتوس الـ16 أن زار لبنان في سبتمبر 2012، بعد أكثر من عام على اندلاع النزاع في سوريا المجاورة وبِدء تدفّق اللاجئين.

كما زار البابا الراحل يوحنا بولس الثاني بيروت في زيارة تاريخية حظيت بحفاوة منقطعة النظير عام 1997، أطلق خلالها الإرشاد الرسولي الخاص بلبنان، واعتبر خلالها أن «لبنان أكثر من وطن .. إنه رسالة».

اقرأ أيضاً.. البابا فرنسيس: أزمة المهاجرين «انهيار حضاري»

وتتعايش 18 طائفة رسمياً في لبنان الذي يقوم نظامه السياسي على تقاسم الحصص بين الطوائف. ولا يعدّد الدستور الطوائف بالتفصيل، إلا أن المادة التاسعة منه تنصّ على أن «حرية الاعتقاد مطلقة» و«الدولة تحترم جميع الأديان والمذاهب وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها على ألا يكون في ذلك إخلال في النظام العام».

ومن المتوقع أن تأتي زيارة البابا المنتظرة بعد أسابيع من إجراء لبنان الانتخابات البرلمانية المقررة منتصف مايو المقبل والتي لا يتوقع خبراء أن تحدث تغييراً في المشهد السياسي العام، رغم مشاركة مجموعات سياسية معارضة انبثقت غالبيتها عما بات يُعرف بـ«ثورة تشرين» 2019.

وكتب أحد المغردين على حسابه «كما البابا القديس يوحنا بولس الثاني كان رجاء جديداً للبنان، هكذا البابا فرنسيس سيكون حتماً رجاء جديداً للبنان». وأضاف «اخلعوا عنكم العتيق في الانتخابات والبسوا الجديد».