السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

خبراء سياسيون: انتقال الحكم لمحمد بن زايد نموذج للحكم السلس والرشيد

خبراء سياسيون: انتقال الحكم لمحمد بن زايد نموذج للحكم السلس والرشيد

(رويترز)

أعطى انتقال الحكم بسلاسة من الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رسائل كثيرة للعالم عن طبيعة الحكم في الإمارات، والتي تتسم بالحكمة والنضج السياسي، بحسب العديد من المحللين السياسيين العرب، الذين تحدثوا لـ«الرؤية».

نموذج لانتقال الحكم السلس والرشيد

ويعد انتقال السلطة في الإمارات نموذجاً لانتقال الحكم السلس والرشيد، بحسب ما قاله المفكر والسياسي الكبير الدكتور مصطفى الفقي، موضحاً أن هذا يأتي كنتيجة لما تم الإعداد لتنظيمه من قبل، فالحكم موزع بين الإمارات السبع المختلفة، مع إعطاء إمارة أبوظبي القيادة، بحكم قيمتها السياسية والتاريخية والاقتصادية، وكونها وعاء الثروة الكبرى للإمارات، لذلك فإن حكيم العرب الشيخ زايد رحمه الله، عندما قام بحركته التوحيدية، عام 1970، وأعلن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، فعل ذلك بترتيب مع الإمارات المختلفة، وبتوافق طوعي منها، لذلك لم تعد هناك مشكلات، فرئيس الدولة يكون من إمارة أبوظبي، وولي العهد دائماً هو الرئيس القادم للاتحاد، بينما حاكم دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هو رئيس الوزراء المعني بإدارة شؤون البلاد، في ظل قيادة رئيس الدولة القادم من بيت آل نهيان، في أبوظبي.

وفي تصريحات خاصة، أضاف الفقي: «نتيجة هذه الشفافية والوضوح، كان الانتقال سلساً، فالكل يدرك أن الشيخ خليفة رحمه الله، كان مريضاً في السنوات الأخيرة، وتولى أخوه ولي العهد في أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد شؤون الدولة الخارجية وقضاياها المهمة، ولقد حانت لحظة التغيير برحيل الشيخ خليفة، وتولي شقيقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وبذلك انتقلت السلطة بسلاسة، ودون أي تأويلات».

التسامح والأخوة في مواجهة التعصب

يقول المحلل السياسي، رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور عبدالمنعم سعيد، إن الشيخ خليفة رحمه الله كان دائماً الجسر المتين بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حيث كان جسراً في عملية بناء الدولة الإماراتية، وإرساء التقاليد التي وضعها الشيخ زايد، وسار في إكمال المسيرة المتعلقة بأن الإمارات هي دولة الحداثة العربية، الفريدة من نوعها.

وفي تصريحات خاصة، أضاف قائلاً: «تحولت الإمارات لسفينة كبيرة للبشرية من جميع الأجناس بتقاليد استمرت تتقدم باستمرار، حيث بدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في عملية كبيرة لإرساء قيم التسامح، والأخوة الإنسانية، لتواجه بصراحة وحكمة سياسية في الوقت نفسه ما هو منتشر في العالم العربي والإسلامي من تعصب، وتيارات إرهابية، وتطرف، فباستطاعته إقامة دولة وسط كل ذلك، تعد أشبه بالواحة، وكل هذا من خلال أفق استراتيجي واسع له علاقة بالأمن، والتقدم الاقتصادي».

الحكمة السياسية

وتابع قائلاً: «كثير من دول العالم تقوم الدولة الوطنية فيها على تاريخها القديم، إنما الدولة الوطنية في الإمارات قائمة على تاريخها القادم، عبر تركيزها على موضوعات وقضايا كالتكنولوجيا، والذهاب إلى الفضاء، والطاقة المتجددة، وكل هذه أمور ازدهرت للغاية خلال السنوات القليلة الماضية، وأصبحت الإمارات قائدة فيها، ومعترفاً بها، وبموقعها القيادي على الساحة الدولية في هذه المجالات، التي تعطي العرب والعروبة، صفة ذات طبيعة مدنية مستقبلية، حيث وجود نوع جديد من الدول العربية، التي لا تقوم على العداء للآخرين، وعداء الغرب وغيره، وإنما قائمة على الحكمة السياسية، والموضوعية في الخطاب، وإرساء أمور كانت الإمارات فيها قائدة، كإنشاء وزارة للتسامح، ووزارة للسعادة».

ولفت إلى أن الإمارات كانت سباقة في تحقيق القيم والمعاني الجيدة في أفكار الحضارة الإنسانية، واستطاعت أن تجمع على أرضها هنوداً وباكستانيين، وعرباً، سنة وشيعة، والجميع يحصلون على حريتهم الدينية كاملة، إضافة إلى أن الباب مفتوح للناجحين أن يكونوا مواطنين، ويسهموا في هذا البناء.

شخصية متميزة

وأشار إلى أن تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، رئاسة الدولة، يأتي في إطار طريقة الحكم المتبعة، وهناك ثقة من نجاحه كونه يملك رؤية استراتيجية، مضيفاً أنه لا ينسى أن ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب، قال عقب خروجه من السلطة في مذكراته، إنه عندما التقى بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، فإنه التقى بشخصية متميزة ذات أفق استراتيجي واسع، وهذا تقريباً جاء في معظم مذكرات القادة الغربيين الذين التقوا به.

كما لفت سعيد إلى أنه نقل هذا لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، خلال المرة الوحيدة التي التقاه فيها، مؤكداً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لديه أفق كبير يتوجه كله للمستقبل، وهذا أمر جيد، مضيفاً أن انتقال السلطة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، تم بسلاسة شديدة، كون الآلية قائمة وموجودة، ونقل السلطة له تم بقصيدة شعر، وهذا جزء تراثي في هذه العملية، وفق الترتيبات التي يتم فيها انتقال السلطة في الإمارات، وما هو مبين في التقاليد الدستورية والقانونية الإماراتية، وكما رأينا تم بسلاسة شديدة.

الانتقال السلس للحكم

وأردف سعيد أن الانتقال السلس للحكم، يشير إلى وجود نظام، وأن الأمور مرتبة، وفق تقاليد الدول المستقرة الراسخة، وهذا يبين لماذا كان موقف الإمارات قوياً للغاية من الفوضى السياسية التي كانت موجودة في المنطقة مطلع العقد الماضي (ما سمي بالربيع العربي)، لأنه لا يوجد في العالم العربي ما يسيء لأي دولة، قدر الفوضى السياسية، وعدم الالتزام في أثناء عمليات انتقال السلطة، فتكون الحالة متوترة وتواجه أزمات شديدة مثلما نرى في ليبيا، وأحياناً الحرب الأهلية كما في اليمن أو سوريا.

وتابع أن الإمارات بها درجة عالية من الالتزام، وقد جرى مسبقاً نقل السلطة بسلاسة من الشيخ زايد إلى الشيخ خليفة، ومن الشيخ خليفة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، في تتالٍ جرى في كل مراحله احترام السلطة السياسية، وكيفية اختيارها، والتعامل الفيدرالي والاتحادي، وهذا جديد على العالم العربي، أن تكون هناك فيدرالية، وتظل أكثر من 50 عاماً، يتم فيها انتقال السلطة بسلاسة، فالإمارات لديها مشروع مستقبلي وشبابي، ويشمل كل الإمارات، فالهوية فيها قائمة على أن يكون الغد أفضل من اليوم ومن الأمس، ونجاح هذه الفيدرالية يؤكد استقرار الدولة والتزامها.

الحكمة والنضج السياسي

ويعد انتقال الحكم في الإمارات، دليلاً على الحكمة والنضج السياسي، حسبما يرى المحلل السياسي السعودي عبدالله العساف، والذي أكد أن انتقال الحكم في دولة الإمارات العربية المتحدة كان بصورة سلسة ودستورية ومتوافق عليها لدى بيت الحكم في الإمارات، وهو ما يعطي رسائل كثيرة على الاستقرار، وأن الأمر محسوم، وأن بيوت الحكم لديها سياسة ثابتة في من يحكم وأن هناك رؤية مستقبلية، إضافة إلى أن مدرسة الشيخ زايد رحمه الله قد أسست الكثير لتعاليم السياسة والحكمة والمعرفة.

سياسة واضحة.. وتصفير المشكلات

وفي تصريحات خاصة، أوضح أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، الذي تولى تقريباً أمور الإمارات خلال الفترة الماضية، منذ عام 2014، لديه الكثير من الرؤى والثوابت التي سار عليها، ومعالم سياسته أصبحت واضحة من خلال السياسة الخارجية المنفتحة على العالم، وسياسة التسامح والتقارب، وتصفير المشكلات، إضافة إلى البعد الاقتصادي وهو مهم للغاية، وقد عمل على نشر التسامح في الداخل الإماراتي، ومنها إلى الخارج، فقد نجحت الإمارات بفضل الاستثمار في رأس المال البشري، وهذا أحد مرتكزات رؤية الخمسين عاماً الإماراتية المهمة، في ظل مبادئ عشرٍة ساروا عليها، منها تقوية الاتحاد داخلياً وخارجياً، والحرص على تنمية الاقتصاد، وجذب الاقتصادات العالمية، والاستثمار في دولة الإمارات، وتنمية الإنسان، والاهتمام بالتعليم، وغيرها من المعارف، وعلوم الفضاء.

رؤية واسعة عسكرياً وسياسياً

وأضاف أن شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد تمرست في العديد من الأعمال الحكومية داخل الإمارات، منها أعمال عسكرية، ومنها أعمال إدارية وسياسية، وبالتالي أصبحت لديه رؤية واسعة عسكرياً وسياسياً، وسيكمل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد المسيرة، برؤية جديدة.

وتابع قائلاً: «هناك توافق بين أصحاب القرار في الدولة الإماراتية، واتفاق على ترتيبات السلطة، ومن يتولى الحكم، ولذلك هناك استقرار داخل البيوت الحاكمة، خصوصاً الأسر الملكية، حيث توافر هذا البعد لديها، وهذا النضج السياسي، وتدرك هذا الأمر جيداً، ولا يترك الأمر للصدفة، والعالم رأى حسم الأمر سريعاً، بالأمس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ألقى قصيدة عزّى فيها أهل الإمارات، وفي بيت من الشعر هنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد برئاسته للإمارات، حتى قبل أن يجتمع المجلس الأعلى للاتحاد، وهذا يدل على رؤية ثاقبة لدولة الإمارات والشيوخ والقادة بأن هناك القائد المهيأ، ويرسل رسائل للعالم، أنها دولة مستقرة، لديها الخبرة والنضج السياسي».