الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

إقبال منخفض في الانتخابات البرلمانية اللبنانية قبيل إغلاق صناديق الاقتراع

أدلي اللبنانيون منذ صباح الأحد بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية، التي يأمل الكثيرون في أن تكون بوابة خروج البلاد من الأزمة السياسية والاقتصادية الطاحنة، إلا أن نسبة الإقبال على التصويت كانت ضعيفة، قبيل ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع، حيث أشارت إحصاءات وزارة الداخلية اللبنانية إلى أن نسب التصويت كانت أٌقل من 30% وذلك بحلول الساعة الثالثة عصرا بالتوقيت المحلي.

ولم تسجل مراكز الاقتراع إقبالاً كثيفاً حتى الساعة الثالثة عصراً بالتوقيت المحلي، وأعلنت وزارة الداخلية أن نسبة الاقتراع بلغت 25,26 % قبل أربع ساعات من إغلاق الصناديق، ويحق لأكثر من 3,9 ملايين ناخب الاقتراع في الانتخابات.

وتشكّل هذه الانتخابات، أول اختبار حقيقي لمجموعات معارضة ووجوه شابة، أفرزتها احتجاجات شعبية غير مسبوقة في أكتوبر 2019 طالبت برحيل الطبقة السياسية.

احتكاكات أثناء الانتخابات

ووثقت الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات (لادي) التعرّض لمندوبيها في مناطق عدة بالتهديد أو الضرب، وكان الجزء الأكبر منها في مناطق تحت نفوذ حزب الله، ونشرت الجمعية صوراً ومقاطع فيديو، تظهر مندوبين لحزب الله وحركة، أمل يرافقون الناخبين خلف العازل في بعض الأقلام الانتخابية بشكل مخالف للقوانين.

وأوقفت القوى الأمنية مندوب لائحة معارضة في حارة حريك جنوب بيروت، لقيامه بشتم رئيس الجمهورية ميشال عون، أثناء خروجه من مركز الاقتراع، كما نشرت «لادي» شريط فيديو قالت إنه يظهر «اعتداء مناصرين لحزب الله وحركة أمل» مرددين شعارات «صهيوني» على أحد أبرز المرشحين المعارضين، واصف الحركة، قرب بيروت.

ووقعت إشكالات بين مناصرين حزبيين في مناطق عدة، أبرزها في مدينة زحلة في البقاع (شرق) بين مناصري حزب الله ومناصري حزب القوات اللبنانية، الذي أفاد عن طرد مندوبي لائحته من تسع قرى في بعلبك الهرمل، التي تعد معقلاً لحزب الله.

وأفادت تقارير إعلامية محلية عن انقطاع الكهرباء في عدد من المراكز، رغم تأكيد وزارة الداخلية أن التيار الكهربائي سيكون متوافرا بشكل متواصل طيلة اليوم الانتخابي، رغم أزمة انقطاع الكهرباء المستمرة في البلاد.

أصوات من أجل التغيير

وقالت نايلة (28 عاماً) بعد اقتراعها في مركز في منطقة الجميزة في بيروت لوكالة فرانس برس «أنا مع التغيير لأننا جرّبنا الطبقة السياسية من قبل.. وحان الآن الوقت لاختبار وجوه جديدة».

وقالت سينتيا طوكاجيان (37 عاماً) التي تعمل في مجال الاستشارات، بعد اقتراعها في محلة الكرنتينا في بيروت، لفرانس برس «أتمنى أن يشعر الذين كانوا جزءاً من هذه المنظومة المكسورة، أن من واجبهم اليوم أن يكونوا جزءاً من عملية إصلاحها عبر الانتخاب» ضدها.

تحديات كبيرة

ويعاني لبنان من انهيار اقتصادي، صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850، وبات أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر، وخسرت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار، ولامس معدل البطالة نحو 30%، كما تعاني البلاد من شح في السيولة، وقيود على السحوبات المالية من المصارف، وانقطاع في التيار الكهربائي معظم ساعات اليوم.

كما تأتي الانتخابات بعد نحو عامين على انفجار 4 أغسطس 2020 الذي دمر جزءاً كبيراً من بيروت وأودى بأكثر من 200 شخص، وتسبّب بإصابة أكثر من 6500 آخرين، ونتج الانفجار، وفق تقارير أمنية وإعلامية، عن الإهمال وتخزين كميات ضخمة من مواد خطرة تدور تحقيقات حول مصدرها، من دون أي إجراءات وقاية.

معارضو حزب الله

ويضمّ البرلمان 128 نائباً، والغالبية في المجلس المنتهية ولايته، هي لحزب الله وحلفائه وأبرزهم التيار الوطني الحر، الذي يتزعمه الرئيس عون، وحركة أمل برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري الذي يشغل منصبه منذ 1992.

ويخوض عدد كبير من المرشحين الانتخابات تحت شعارات منددة بحزب الله، الذي يأخذون عليه انقياده وراء إيران، وتحكّمه بالبلاد نتيجة امتلاكه ترسانة عسكرية ضخمة، ويطالبون بحصر السلاح بيد الجيش اللبناني.

وساهمت الأزمات خصوصاً انفجار المرفأ في إحباط شريحة واسعة من اللبنانيين لاسيما الشباب الذين هاجر آلاف منهم خلال السنتين الماضيتين.

وتجري الانتخابات وفق قانون أقر عام 2017، يستند إلى النظام النسبي واللوائح المقفلة، ويقول محللون إنّه مفصّل على قياس الأحزاب النافذة، ويتوقّعون ألا تغيّر الانتخابات المشهد العام، خصوصاً بعد فشل الأحزاب المعارضة والمجموعات الناشئة في الانضمام تحت لوائح موحّدة.

لكن رغم غياب الموارد المالية وضعف الخبرة السياسية، تراهن أحزاب ومجموعات معارضة على تحقيق خروق في عدد من الدوائر.

أصوات الطائفة السنية

وتجري الانتخابات في غياب أبرز مكون سياسي سني، بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي أعلن مقاطعة الاستحقاق، بعدما احتل الواجهة السياسية سنوات طويلة إثر اغتيال والده رفيق الحريري في 2005.

وتفاوتت درجة الإقبال في المناطق التي تعد معاقل رئيسية للحريري، في وقت كثّفت دار الفتوى ورؤساء الحكومات السابقون دعواتهم الأحد الناخبين السنّة للاقتراع بكثافة.

وفي منطقة طريق الجديدة، معقل تيار المستقبل في بيروت، وضع شبان برك سباحة اصطناعية في وسط الطرقات تعبيراً عن مقاطعتهم للانتخابات.

ووفق أرقام وزارة الداخلية، سجلت معاقل لتيار المستقبل إقبالاً متدنياً مثل مدينة طرابلس شمالاً حيث بلغت نسبة الاقتراع 12,5 % عند الساعة الثالثة عصراً.

في المقابل، سجلت معاقل حزب الله إقبالاً أفضل تخطى 30% في بعلبك - الهرمل شرقاً وفي منطقة النبطية جنوباً.

ويتوقع محللون أن يحتفظ حزب الله وحركة أمل بالمقاعد المخصصة للطائفة الشيعية (27 مقعداً)، لكن لا يستبعدون أن يخسر حليفه المسيحي الأبرز، التيار الوطني الحر، عدداً من مقاعده بعدما حاز وحلفاؤه 21 مقعداً عام 2018.