الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

«خلية أزمة» غامضة في فندق فخم محور تحقيق هجوم الكونغرس

«خلية أزمة» غامضة في فندق فخم محور تحقيق هجوم الكونغرس

الفندق الأنيق كان مسرحاً للقاءات أثرياء وسياسيين وشخصيات مهمة تتردد على البيت الأبيض. (أ ف ب)

أصبحت «خلية أزمة» يقودها مستشارون للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من فندق فخم في واشنطن الآن في قلب التحقيق البرلماني في الهجوم المميت على مبنى الكونغرس (الكابيتول) في السادس من يناير.

التقى المحاميان رودي جولياني وجون إيستمان، وكذلك ستيف بانون الحليف المقرب للرئيس السابق في فندق «ويلارد إنتركونتيننتال» القريب جداً من البيت الأبيض قبل وبعد الهجوم على مقر الكونغرس من قبل آلاف من أنصار ترامب الذي أراد منع البرلمانيين من المصادقة على فوز الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية.

ويشتبه بأنهم أمّنوا مع مسؤولين جمهوريين آخرين الارتباط بين البيت الأبيض ومجموعات شاركت في التظاهرة الكبيرة التي رفعت شعار «أوقفوا السرقة» (الانتخابات) التي نُظِّمت في السادس من يناير، حسب لجنة التحقيق الخاصة في مجلس النواب التي تريد محاكمة بانون لرفضه الإدلاء بشهادته.

وتعد تفسيرات المستشار السابق البالغ من العمر 67 عاماً، وكان أحد مهندسي فوز ترامب في 2016، ضرورية لفهم ما كان يفعله الرئيس السابق يوم الهجوم.

ويشتبه البرلمانيون بأن بانون لعب دوراً «في عملية الاتصال لحملة أوقفوا السرقة التي حفزت الهجوم على الكابيتول، وأنه «شارك في حوادث ذلك اليوم، انطلاقاً من خلية الأزمة في فندق ويلارد.

منذ 1847، استقبل الفندق الأنيق نزلاء أثرياء وسياسيين وشخصيات مهمة تزور العاصمة الأمريكية أو البيت الأبيض.

ويبدو أن كلمة «لوبي» التي تعني في السياسة الحديثة «مرّوج» أو ناشط في مجموعة ضغط، ظهرت في واشنطن للإشارة إلى الذين يترددون على بهو الفندق (اللوبي باللغة الإنجليزية) في فندق ويلارد، على أمل التقرب من الرئيس يوليسيس غرانت الذي كان يتردد على المكان.

في الفترة التي سبقت السادس من يناير قام عشرات المقربين من ترامب المتورطين في محاولة لقلب فوز بايدن في الانتخابات بزيارة المنشأة، حسب الصحفي سيث أبرامسون.

وذكر أبرامسون على موقعه الإلكتروني «بروف» (برهان) أن من هؤلاء المستشار السياسي لحزب المحافظين روجر ستون، والمتحدث السابق جيسون ميللر، ومستشار الحملة بوريس إبشتين، والقائد السابق لشرطة نيويورك برنارد كيريك.

وتريد لجنة التحقيق تحديد مسؤولياتهم ومسؤوليات الرئيس السابق نفسه في الهجوم.

وورد فندق ويلارد أيضاً في كتاب «خطر» لمراسلي صحيفة «واشنطن بوست» بوب وودوارد وروبرت كوستا، الذي يؤرخ الأسابيع الأخيرة من فترة رئاسة ترامب.

وقال الصحفيان في كتابهما إن المحامي جون إيستمان أعد حجة قانونية غير مسبوقة تسمح لنائب الرئيس مايك بنس بعرقلة مصادقة الكونغرس على نتائج الانتخابات الرئاسية بذريعة التزوير، وهو اتهام أطلقه معسكر ترامب لكن لم يقدم أي إثبات عليه.

وفي الخامس من يناير، أعلن ترامب لمؤيديه أن بنس وافق على عرقلة التصويت. لكنّ مؤلفَي كتاب «خطر» ذكرا أن نائب الرئيس رفض هذا الخيار خلال اجتماع عقد في الليلة نفسها.

وبعد المقابلة اتصل ترامب بـ«خلية الأزمة» في فندق ويلارد مرة واحدة على الأقل «لتنسيق هذه المحاولة التي تهدف إلى التحدث باسم» نائبه، كما ذكر روبرت كوستا لقناة «إم إس إن بي سي» الاثنين.

إلى من تحدث؟ ماذا قالوا لبعضهم البعض؟ تود لجنة التحقيق البرلمانية الحصول على السجلات الهاتفية للمشاورات المرتبطة بأحداث 6 يناير، واستجواب أشخاص آخرين كانوا موجودين في الفندق.

وحسب الكتاب نفسه، شجع ستيف بانون في ديسمبر ترامب على استخدام عمليات التزوير المزعومة في الانتخابات لمنع التصويت في 6 يناير.

وفي تسجيل على مدونته الصوتية في الخامس من يناير، تنبأ «بانتصار» هذه الاستراتيجية في اليوم التالي. وقال إن «الأمور تتقارب وحان وقت الهجوم».

لكن العمليات في فندق ويلارد لم تكن سراً. ففي مايو، أشار إيستمان لإذاعة في دنفر إلى «خلية الأزمة هذه في فندق ويلارد التي نسقت كل الاتصالات».

وصرح بوب وودوارد، الاثنين، لقناة «إم إس إن بي سي» أن الاتصالات بين البيت الأبيض وخلية فندق ويلارد كانت حاسمة في هجوم اليوم التالي.

وقال إن ستيف بانون وترامب «أدركا أن الوقت قد حان لتفجير الأمور، وهذا بالضبط ما فعلاه».