الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

«رسائل تصادمية» غداة القمة: أمريكا قد تقاطع أولمبياد الصين دبلوماسياً

«رسائل تصادمية» غداة القمة: أمريكا قد تقاطع أولمبياد الصين دبلوماسياً

«رغم الإشارات الإيجابية.. يكمن المفتاح في تنفيذ روح التوافق». (أ ف ب)

غداة قمة افتراضية عقدها الرئيسان الأمريكي جو بايدن والصيني شي جين بينغ، وكانت محط اهتمام الأوساط الدبلوماسية العالمية، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن مصادر - لم تسمها - أن البيت الأبيض سيعلن قريباً «مقاطعة دبلوماسية» لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية-بكين، المقررة في فبراير المقبل، وذلك احتجاجاً على ما تصفه واشنطن بـ«انتهاكات حقوق الإنسان» في الصين.

ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها إن إدارة بايدن ستعلن قريباً أن الرئيس الأمريكي لن يحضر الفعالية، لا هو ولا أي مسؤول حكومي أمريكي آخر، في «مقاطعة دبلوماسية» تتيح للولايات المتحدة الاعتراض على «الانتهاكات» ضد أقلية الأويغور، لكنها ستمكن الرياضيين الأمريكيين من المشاركة في دورة الألعاب.

ووفقاً للصحيفة، من المتوقع أن «يوافق» بايدن بحلول نهاية نوفمبر على هذا الخيار الذي أوصى به مستشاروه رسمياً. ورداً على سؤال صحفي، قال متحدث باسم البيت الأبيض إن هذه المسألة لم تتم إثارتها خلال القمة.

وكان الرئيسان قد اتفقا خلال القمة على خفض التوتر. ودعا شي إلى «زيادة الاتصالات والتعاون والتعايش السلمي بين البلدين»، وقال «على الصين والولايات المتحدة احترام بعضهما البعض».

دعوات لمقاطعة كاملة

وسارع عدد من أعضاء الكونغرس إلى الترحيب بالقرار المحتمل، حتى قبل صدوره رسمياً. وقال السيناتور الجمهوري ميت رومني في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «طالبت منذ فترة طويلة بمقاطعة دبلوماسية لألعاب بكين وآمل أن ترسل الحكومة رسالة قوية إلى الحزب الشيوعي الصيني من دون أن تعاقب الرياضيين الأمريكيين».

من جانبه، قال السيناتور جيم ريش، كبير الأعضاء الجمهوريين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، في بيان، إن صدور مثل هذا القرار عن البيت الأبيض سيكون «الخيار الصحيح».

وكانت رئيسة مجلس النواب الأمريكي الديمقراطية نانسي بيلوسي دعت في مايو إلى «مقاطعة دبلوماسية» للألعاب الأولمبية، في موقف أثار بطبيعة الحال ردّ فعل غاضباً من السلطات الصينية.

ويذهب عدد من صقور الحزب الجمهوري إلى حد مطالبة بايدن بمقاطعة الأولمبياد بالكامل، على المستويين الدبلوماسي والرياضي.

دروس قوية

على الجانب الصيني، قالت صحيفة «جلوبال تايمز» إنه على الرغم من أن قمة شي-بايدن أرسلت إشارات إيجابية، إلا أن «المفتاح» يكمن في «تنفيذ روح التوافق السائدة في هذه القمة، والقيام بخطوات بناءة في مختلف المجالات».

وأضافت: «لقد تعلمنا بعض الدروس القوية. الولايات المتحدة بشكل عام هي الطرف المسؤول» عن تدهور العلاقات، موضحة «على سبيل المثال، غالباً ما بعثت الولايات المتحدة رسائل تصادمية بعد فترة وجيزة من إجراء محادثات هاتفية مهمة أو اجتماعات ثنائية بين رئيسي الدولتين».

ووصفت ذلك قائلة «التبدل العدائي والمتعجرف للمواقف الأمريكية تجاه الصين هو السبب الجذري لتدهور العلاقات».

تسييس حدث رياضي

وكانت صحيفة «تشاينا ديلي» الصينية قد وصفت الدعوة لمقاطعة الألعاب الأولمبية بأنها «تسييس لحدث رياضي دولي» وبأنها «ضد حقوق الإنسان». وقالت إن بكين «تبذل كل جهدها لإقامة دورة أولمبية سلسة وناجحة.. ومن العار أن يحاول أحدهم تشويه الحدث الرياضي الدولي من خلال الدعوة إلى المقاطعة، بدعوى انتهاكات حقوق الإنسان».

وأوضحت الصحيفة أن «رياضيين من جميع أنحاء العالم بذلوا جهوداً كبيرة في السنوات الأربع الماضية للتحضير لهذا الحدث... غير أن المقاطعة تحرمهم من فرصة التواصل وتبادل الخبرات... على الداعين إلى المقاطعة أن يدركوا أنهم يتعدون على حقوق هؤلاء الرياضيين».

وأشارت الصحيفة إلى أن «اللجنة الأولمبية الدولية هي من يمنح الدول حق استضافة دورات الألعاب الأولمبية.. لذلك فإن المنادين بالمقاطعة يعكسون بذلك عدم احترامهم للجنة الأولمبية الدولية».

وكانت الصحيفة قد نقلت أيضاً عن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ قوله إن المقاطعة «لا تحقق شيئاً»، مشيراً إلى أن وجود رياضيين من جميع أنحاء العالم يجعلهم يتحدون في المنافسة والتعايش وتبادل الآراء، وهو «الأمر المهم للجميع».