الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

«حرب الفضاء».. صراع الكبار حول أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية

«حرب الفضاء».. صراع الكبار حول أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية

إطلاق الصين مركبة تحمل قمراً صناعياً ضمن مشروع برنامج بايدو لتحديد المواقع العالمية - (epa)

  • التعاون الروسي-الصيني يثير قلق الغرب
  • الأقمار الصناعية عنصر حاسم في القوة العسكرية


نظام تحديد المواقع العالمي، باستخدام الأقمار الصناعية، أصبح أحدث مجال للصراع بين القوى العظمي، خاصة بعد الاتفاق على التعاون بين روسيا التي لديها نظام مشابه يطلق عليه «غلوناس» (GLONASS)، والصين التي لديها أيضاً نظام مشابه هو نظام «بايدو» (BeiDou)، في تنافس قوي مع النظام الأمريكي المعروف بـ(GPS)، أو الأوروبي المعروف بـ«غاليليو» (Galileo)، حيث تسعى موسكو وبكين إلى تقوية علاقاتها العسكرية والاستراتيجية.

نظام غلوناس الروسي

ويبلغ عدد أقمار منظومة غلوناس الروسية اليوم 28 قمراً، 23 منها تعمل على تأمين الخدمات الملاحية لسكان الأرض، وقمران ما يزالان في مرحلة اختبارات الطيران، وقمران يخضعان حالياً لعمليات صيانة في الفضاء، وآخر موجود في مدارات الأرض كقمر احتياطي.

ويقول الروس إن نظامهم يتميز بأنه أكثر دقة من مثيله الأمريكي، حيث تصل الدقة في تحديد المواقع إلى متر واحد، في حين درجة الدقة للمنظومة الأمريكية 4 أمتار.

وكانت شبكة «روسيا اليوم» قد نقلت عن مصدر روسي قوله إن الصين وافقت على نشر أنظمة غلوناس على أراضيها، ما سيزيد من دقة الإشارات في النظام إلى متر واحد، وتضم منظومة غلوناس حالياً 19 محطة أرضية داخل روسيا، وثلاث محطات في المنطقة القطبية الجنوبية، ومحطة واحدة في البرازيل، مع وجود خطط لإنشاء محطات أرضية أخرى في الصين وكازاخستان وبيلاروسيا.

نظام بايدو الصيني

وكانت الصين، قد أكملت في العام الماضي، نظام «بايدو» لتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية، بواسطة شبكة من 35 قمراً صناعياً، ما يجعلها مستقلة تماماً عن الأنظمة المماثلة وخاصة النظام الأمريكي أو الأوروبي.

ومثل نظامَي تحديد المواقع الأمريكي والروسي، فإن النظام الصيني الذي تكلف نحو عشر مليارات دولار، تديره وزارة الدفاع الصينية.

وذكرت وكالة شينخوا الصينية في تقرير لها، أن النظام له 3 وظائف؛ وظيفة عسكرية، وهي إحدى القدرات المهمة بالنسبة للقوات والجيوش الحديثة، والمتمثلة في الملاحة العالمية عبر الأقمار الصناعية في جميع الأحوال الجوية والفضائية، ووظائف وخدمات مدنية، بما فيها خدمة تحديد المواقع الشخصية وخدمة التطبيق الجوي ووظائف في تعليمات النقل.

التعاون الروسي - الصيني

وذكر تقرير نشرته إذاعة «صوت أمريكا» أن الصين كانت قد وافقت في وقت سابق من العام الجاري، على أن تستضيف على أراضيها، محطات مراقبة أرضية ضمن برنامج غلوناس الروسي، لتحديد المواقع، وهو من شأنه أن يساعد على دقة البرنامج وزيادة رقعة عمله، إلا أنه قد يمثل تهديداً أمنياً، بحسب إذاعة صوت أمريكا.

وفي المقابل، وافقت روسيا أيضاً على أن تستضيف على أراضيها، محطات مراقبة أرضية، لنظام تحديد المواقع الصيني «بايدو».

وعن ذلك الاتفاق قال كبير المحللين ورئيس برنامج روسيا والمحيط الهادئ في مركز كارينغي في موسكو، ألكسندر غابيوف: «ذلك الاتفاق المتبادل بين الصين وروسيا، يشير إلى مستوى متزايد من الثقة والتعاون فيما بينهما».

وأضاف «الانقسام والأزمات بين روسيا والغرب، بالإضافة إلى المنافسة المحتدمة بين الصين والولايات المتحدة، كقوتين عُظميين، يدفع باتجاه التقارب بين موسكو وبكين؛ فهناك أوجه للتكامل الاقتصادي فيما بينهما، روسيا لديها وفرة من الموارد الطبيعية، بينما تمتاز الصين بوفرة من رأس المال والتكنولوجيا لتطوير تلك الموارد».

وأوضح التقرير أن التعاون الروسي - الصيني، في مجال أنظمة الملاحة باستخدام الأقمار الصناعية، سيستغرق بعض الوقت، حيث قال غابيوف: حتى الآن، إننا لم نرَ أي نتائج مهمة بخصوص ذلك التعاون، لأن روسيا تعتمد على نظامها الملاحي الخاص غلوناس، كما أنها تستخدم أيضاً النظام الأمريكي (GPS).

الاستخدامات العسكرية

وتعد الأقمار الصناعية عنصراً حاسماً في القوة العسكرية، وخاصة في العصر الحديث، حيث يتم اللجوء إلى تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية.

وتشير روسيا إلى أن 9% من الأسلحة الأمريكية الدقيقة، تستخدم نظام GPS، وأن 75% من ضرباتها الموجهة ضد يوغسلافيا خلال حرب البوسنة، و90% من ضرباتها ضد العراق استخدم فيها هذا النظام، ومع ذلك لم تُصب صواريخ توماهوك أهدافها بالدقة المطلوبة.