الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

ميونخ للأمن | أكبر جالية في أوروبا تراهن على تجنب «السيناريو الأسوأ»

ميونخ للأمن | أكبر جالية في أوروبا تراهن على تجنب «السيناريو الأسوأ»

تعيش أكبر جالية أوكرانية في أوروبا داخل مدينة ميونيخ بولاية بايرن الألمانية، التي تشهد المؤتمر الأمني الخميس، ويبلغ عددهم نحو 24 ألفاً، ويخشى الكثير منهم من الحرب وآثارها في بلادهم، ويأملون في أن يساهم المؤتمر في إيجاد تسوية سلمية لهذه القضية.

والتقى موقع «بايرن 4» الألماني، عدداً منهم قبل بدء المؤتمر بساعات قليلة، ومنهم يوليا شيجلوفا وصديقتها سفيتلانا كابيتانشوكن اللاتين تشعران بالقلق الكبير بشأن أقاربهن هناك. فالشابتان تدرسان في ميونيخ، ولا تبعد والدة يوليا سوى ساعتين بالسيارة عن منطقة الأزمة. وتقول إنها خائفة جداً على والدتها: «إنها هناك وحيدة وكذلك جدتي، المعلومات التي تصل لنا من هناك صعبة، والأخبار متناقضة». ويسيطر الشعور بأن شيئاً ما يمكن أن يحدث في أي لحظة على الحياة اليومية للطالبتين. حيث تقول سفيتلانا بالتقرير «لقد رأينا للتو في الأخبار، خطة إجلاء للسكان في العاصمة كييف. إنه لأمر محزن للغاية».

وتؤكد مع ذلك يوليا «لا يزال هناك أمل في نجاح المفاوضات الدبلوماسية». وتقول: «أعلق أهمية كبيرة على المؤتمر الأمني الذي ينعقد هنا في ميونيخ. يمكن حل النزاع هناك».

نموذج سياسي مضاد

وفي المؤتمر الصحفي الذي أعقب الاجتماع بين بوتين وشولتز، أصبح من الواضح أن انضمام أوكرانيا إلى الناتو هو السيناريو الأسوأ بالنسبة لروسيا. يوضح المدير العلمي في مركز دراسات أوروبا الشرقية والدولية، غويندولين ساسي، الأمر على النحو التالي: «ترتبط السياسة الداخلية لروسيا ارتباطاً وثيقاً بالسياسة الخارجية وأنت بالتأكيد لا تريد النموذج السياسي المضاد لأوكرانيا، أي التحول الديمقراطي والتوجه الغربي، لتكون قريباً جداً، اسمح لنفسك بالاقتراب». بينما يتحدث «رومان موروز» الذي يعيش مع عائلته في ميونيخ منذ ما يقرب من 30 عاماً، عن تخوف أفراد عائلته في كييف من نشوب الحرب، مشيراً إلى ضرورة أن تنجع الوسائل الدبلوماسية لأن التوترات وصلت أيضاً لمحيطهم في ميونيخ، حيث أصبحت هناك توترات مع أصدقائهم الروس، التي تلعب طفلته مع أطفالهم من الجيران الروس. وقال بالتقرير: «نحاول تجنب الدخول في مناقشات سياسية»، مشيراً إلى أنه يتلقى حالياً عدداً كبيراً من الرسائل والمكالمات من دائرة أصدقائهم الألمان.



ويشعر هو وعائلته بالامتنان لذلك، ويتوقع أن ينعكس اهتمام الألمان عند رجال السياسة أيضاً الذين يجتمعون في ميونيخ في أن تنجح الدبلوماسية في تسوية الأمر.

وأضاف أن عائلته ترفع العلم لجذب انتباه المجتمع الألماني للوضع السياسي في أوكرانيا. وأنه سيتظاهر أمام المؤتمر وأمام مستشارية ولاية بافاريا؛ لجعل أنفسهم مرئيين حتى يرى العالم أن أوكرانيا تريد السلام والديمقراطية.

وتساءل عدد آخر ممن شملهم التقرير عن حالة الهدوء الحالي، وهل هو بمثابة خداع للمجتمع الدولي، لأنه قد يكون الهجوم ممكناً في أي وقت.

وقالت يوليا إن الدبلوماسية تعمل الآن على قدم وساق وستتبلور ذروتها في مؤتمر ميونيخ، وخاصة بعد أن بدأت روسيا ودول الناتو تتحدث مع بعضها البعض مرة أخرى.

وأشار التقرير إلى أنه لا أحد يستطيع أن يقول ما إذا كان هذا سيحول دون الحرب. وتطرق الموقع لما أسماه الشخص الذي لا يؤمن بحدوث الحرب وهو المصور الروسي، فلاديمير مولر، الذي يعيش في ألمانيا منذ 22 عاماً، وتعيش عائلة زوجته في روسيا، بالقرب من الحدود الأوكرانية. ويقول بالتقرير إنه يستطيع فهم استراتيجية بوتين، «روسيا لا تشعر بأن القوى العالمية الأخرى تأخذها على محمل الجد، والإحباط كبير».

وأشار «في رأيي، لن تكون هناك حرب. هذه لعبة جيوسياسية استراتيجية من قبل الحكومة الروسية لاستئناف الحوار مرة أخرى».