الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

هل تصل صواريخ روسيا النووية إلى المدن الألمانية؟

هل تصل صواريخ روسيا النووية إلى المدن الألمانية؟

بعد أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حشده لِما يُسمى بقوات الردع النووية ووضعها في حالة تأهب، أثيرت العديد من التساؤلات لدى الألمان، منها هل يمكن أن تُضرب وتصل الصواريخ الروسية لبعض المدن الألمانية البعيدة، بخاصة في منطقة الغرب، مثل كولونيا ودورتموند أو إيسن بولاية النوردراين فستفاليا؟ وتطرق تقرير لموقع «رور 24» الألماني إلى أن الإجابة، للأسف على مثل هذه التساؤلات، قصيرة وحزينة، وتتمثل في أنه بالفعل، نعم، يمكن حدوث ذلك، في أسوأ الحالات التي يمكن أن يصل إليها الصراع الدائر حالياً في أوكرانيا. وأشار التقرير إلى أنه بعد قيام الرئيس الروسي الآن بتفعيل المستوى الثاني من أربعة مستويات تصعيد لقوات الردع. وعلى الرغم من بعض وجهات النظر لبعض الخبراء العسكريين الغربيين بأنه لا تزال الحرب النووية بعيدة جداً، وأن روسيا تريد بذلك إظهار القوة وتهديد الغرب من خلال هذا العمل، إلا أن الأمر لا يمكن اعتباره مزحة.

وأكد الموقع أن التقارير تشير إلى أن قوات الصواريخ الاستراتيجية وأسطولَيْ الشمال والمحيط الهادئ وقوة الطيران لمسافات طويلة كلها جاهزة الآن في روسيا، وأنه يمكن من الناحية النظرية أن تصل الصواريخ الروسية إلى كولونيا ودورتموند. وتمتلك روسيا صواريخ قصيرة المدى متمركزة في كالينينغراد «كونيجسبيرج سابقًا» على بحر البلطيق، وهي تُعرف بـ«صواريخ إسكندر»، التي تستطيع الوصول بسهولة حتى إلى العواصم الأوروبية، مثل: برلين أو إلى وارسو أو كوبنهاغن في غضون دقائق قليلة، وهي أمور قابلة للتطبيق وليست خيالية. وبحسب صحيفة «دي فيلت» الألمانية، فإن هذه الصواريخ يمكنها حمل رؤوس حربية نووية، وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأنظمة من أسلحة إسكندر تسمى صواريخ قصيرة المدى، ولا يمكن أن تصل هذه الأسلحة إلى كولونيا وإيسن ودورتموند وبقية مدن ولاية شمال الراين فستفاليا. وتطرقت الصحيفة إلى أن هناك مشكلة تٌعرف باسم الصواريخ متوسطة المدى، التي تم حظرها، ولكن وفقاً للمعلومات الواردة من أجهزة المخابرات الغربية، قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً بتطوير صواريخ متوسطة المدى مرة أخرى، وبالتالي انتهك المعاهدة.وفي غضون ذلك، اعترفت روسيا بوجود مثل هذه الصواريخ. ومن غير الواضح، أين يتمركزون؟ وكم منهم يمتلك الجيش الروسي؟

وأكد التقرير أن هذه الصواريخ المزعومة، التي تحمل اسم «إس إس سي 8» يمكنها أن تصل إلى أي هدف في ألمانيا، بما في ذلك كولونيا وإيسن ودورتموند وبقية ولاية شمال الراين وستفاليا، وأيضا إلى وجهات أخرى في بقية دول أوروبا الغربية. وأضاف التقرير أن هناك خطراً آخر يتمثل في القاذفات بعيدة المدى والوحدات البحرية، مثل الغواصات القادرة على نقل ونشر الرؤوس الحربية النووية.وأكد الخبير من جامعة بوندسفير في ميونيخ، كارلو ماسالا، لشبكة «إيه أرد دي» الألمانية أنه لا يزال هناك طريق طويل من التهديد الملموس، حيث يجب على المرء أن يخشى إطلاق أسلحة نووية على أهداف في الغرب أو في الولايات المتحدة. ويرى محللون أن استخدام مثل هذه الأنواع من الأسلحة غير مرجح حالياً، ويجب فهمه على أنه تحذير وتهديد فقط أكثر من كونه أزمة، والحقيقة أن الرئيس الروسي لم يذكر حتى كلمة رؤوس نووية.



وقال الخبير العسكري الأمريكي، جيمس أكتون، لمجلة «دير شبيجل» الألمانية أن احتمال استخدام الأسلحة النووية ليس مرتفعاً للغاية. لكنه أعلى مما كان عليه الأسبوع الماضي.وذكرت تقارير لوزارة الدفاع البريطانية أن بوتين أراد تذكير العالم بأن لديه أنظمة أسلحة من هذا القبيل. ومع ذلك لا توجد مؤشرات على وجود موقف نووي جديد. وقالت وزيرة الدفاع الألمانية الفيدرالية، كريستين لامبرشت، إن «الوضع يجب أن يؤخذ على محمل الجد. ومع ذلك فإن حرب روسيا في أوكرانيا لا تتقدم بالسرعة المتوقعة. وعلينا أن نضع كل شيء في سياقه». وأضافت أنه من الناحية النظرية، فإن دورتموند وكولونيا ومدن أخرى في شمال الراين فستفاليا في خطر، لكن الناتو لديه أيضاً ترسانة كبيرة من الأسلحة.