تتجه الانتخابات الرئاسية الفرنسية إلى تكرار سيناريو سابقتها في عام 2017، حيث تشير الأرقام إلى مواجهة جديدة منتظرة بين الرئيس المنتهية ولايته والمرشح لولاية رئاسية ثانية عن حزب «الجمهورية إلى الأمام»، إيمانويل ماكرون، واليمينية المتطرفة زعيمة حزب «التجمع الوطني»، مارين لوبن، في الدور الثاني، وهو ما وصفته الصحافة الفرنسية بـ«مباراة الإياب» بينهما، لكن بامتيازات أكبر للوبن، مقارنة بانتخابات عام 2017، التي فاز بها ماكرون. وينظم الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 10 أبريل المقبل، والدور الثاني في 24 من الشهر نفسه، بينما تجرى الانتخابات التشريعية في 12 و19 يونيو 2022، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، غابرييل أتال، في وقت سابق.
ويتنافس في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية المرتقبة 12 مرشحاً، وهم: ناتالي آرتو عن حزب «النضال العمالي»، وفابيان روسيل عن الحزب «الشيوعي الفرنسي، وإيمانويل ماكرون عن حزب «الجمهورية إلى الأمام»، إلى جانب جان لاسال عن حزب «لنقاوم»، ومارين لوبن عن حزب «التجمع الوطني»، وإيريك زمور عن حزب «الاسترداد»، إضافة إلى جون لوك ميلنشون عن حزب «فرنسا الأبية»، وآن هيدالغو عن «الحزب الاشتراكي»، ويانيك جادو عن حزب «البيئة والخضر»، وفاليري بيكريس عن حزب «الجمهوريين»، وفيليب بوتو عن حزب «الجديد لمناهضة الرأسمالية»، وأخيراً نيكولا ديبون إينيان عن حزب «انهضي فرنسا».
إقرأ أيضاً..الانتخابات الفرنسية | «زمور» يحذر من تدهور فرنسا حال إعادة انتخاب ماكرون
استمرار تقدم لوبن
وأبرز الموقع الإلكتروني الإخباري للصحيفة الاقتصادية والمالية الفرنسية «ليزيكو» أنه على بعد 5 أيام من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، تواصل مرشحة حزب «التجمع الوطني»، مارين لوبن، تقدمها في استطلاعات الرأي، معززة مركزها الثاني في الجولة الأولى بـ22% من نوايا التصويت، بعدما تقدمت بنقطتين، الاثنين، خلف ماكرون في المركز الأول بـ28% من نوايا التصويت، بحسب مقياس «OpinionWay-Kéa Partners» اليومي لصالح «ليزيكو».
وأوضع موقع صحيفة «ليزيكو» أنه إذا كانت استطلاعات الرأي تشير إلى أن سيناريو الانتخابات الرئاسية لعام 2017 سيتكرر فيما يخص تواجه ماكرون ولوبن في الدور الثاني، فيبدو أن لوبن قادرة هذه المرة على إثارة قلق ماكرون، إذ تقترب أيضاً من هذا الأخير في ما يخص نية التصويت في الجولة الثانية بـ47% من الأصوات، بعدما تقدمت بـ6 نقاط منذ منتصف مارس الماضي، مقابل 53% للرئيس المنتهية ولايته، وهو ما يجعل ميزان القوى يختلف، بحسب «ليزيكو»، اختلافاً كبيراً مقارنة بعام 2017، حيث فاز إيمانويل ماكرون بنسبة 66% من الأصوات، مقابل 34% لزعيمة حزب «التجمع الوطني».
ومن جانبه، أوضح الموقع الإلكتروني الإخباري لصحيفة «لوفيجارو» الفرنسية أن إيمانويل ماكرون استفاد من زيادة بمقدار 5 نقاط في أوائل مارس في ما يخص استطلاعات الرأي، بعد بدء الصراع في أوكرانيا، لكن يبدو أن تأثير ذلك قد انتهى، إذ خسر في غضون أسبوعين 2.5 نقطة في ما يخص حظوظه في الدور الأول، على عكس منافسته لوبن، التي تحتل بسهولة المركز الثاني.
امتيازات جديدة للوبن
وفي المقابل، بين تقرير «لوفيجارو» أنه في الجولة الثانية، حال مواجهة ماكرون ولوبن، فيمكن لزعيمة حزب «التجمع الوطني»، على عكس عام 2017، الاستفادة من انتقالات التصويت؛ فوفقاً لاستطلاع لصحيفة «لو باريزيان»، قال 79% من ناخبي اليميني المتطرف-مرشح حزب «الاسترداد»، إيريك زمور، إنهم مستعدون للتصويت للوبن في الدور الثاني في 24 أبريل، وهو الشيء نفسه بالنسبة لـ20% من ناخبي جون لوك ميلنشون، مرشح حزب «فرنسا الأبية».
وأورد الموقع الإلكتروني الإخباري للصحيفة الاقتصادية والمالية الفرنسية «ليزيكو» أن مارين لوبن يمكنها الاطمئنان في ما يخص نظرتها للمنافسين الذين يلاحقونها، لأن مطاردها الرئيسي، جون لوك ميلينشون، شهد توقف زخمه، وخسر نقطة واحدة الاثنين، ليستقر عند 14% في ما يخص حظوظه في الدور الأول، أي بفارق 8 نقاط عن لوبن، كما أن مرشح اليمين المتطرف الآخر، إريك زمور، فشل في رفع المستوى، وخسر أيضاً نقطة واحدة أخرى، ليهوي إلى 9% بالنسبة لحظوظه في الدور الأول، وهو ما يضعه في نفس مستوى مرشحة حزب «الجمهوريين»، فاليري بيكريس.
إقرأ أيضاً..دون اختبارات.. فرنسا تسمح لمصابي كورونا بالتصويت في الانتخابات الرئاسية
واستعاد عالم البيئة مرشح حزب «البيئة والخضر»، يانيك جادو، نقطة واحدة، ليصعد إلى 6% من نوايا التصويت، بينما خسرت الاشتراكية آن هيدالجو، مرشحة الحزب «الاشتراكي»، نقطة واحدة، وانخفضت إلى 2%، وبالتالي تراجعت مقارنة مع الشيوعي فابيان روسيل، مرشح الحزب «الشيوعي الفرنسي»، ونيكولا ديبون إينيان، عن حزب «انهضي فرنسا»، وجان لاسال، عن حزب «لنقاوم»، بـ3% لكل منهم.