الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

«معاهد كونفوشيوس».. القوة الناعمة الصينية تتوسع في أمريكا اللاتينية

«معاهد كونفوشيوس».. القوة الناعمة الصينية تتوسع في أمريكا اللاتينية

معاهد كونفوشيوس تتواجد في 23 دولة في أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي.

تراقب الولايات المتحدة الحرب في أوكرانيا، وعينها شاخصة على الصين، حيث تحاول واشنطن جاهدة، منع بكين من استمرار صعود قوتها على المسرح العالمي، ومن هذا المنطلق، حذر تقرير أمريكي من تصاعد القوة الناعمة الصينية في منطقة دول أمريكا اللاتينية، من خلال معاهد كونفوشيوس، حسبما جاء في تقرير نشرته إذاعة صوت أمريكا.وأوضح التقرير أن الكثير من الطلاب في أمريكا اللاتينية يعتبرون معاهد كونفوشيوس مكاناً لتعلم الثقافة واللغة الصينية، بينما يعتبرها بعض المراقبين بمثابة أدوات للقوة الناعمة الصينية لزيادة النفوذ.وأوضح التقرير أن معاهد كونفوشيوس بدأت في التوسع في دول أمريكا اللاتينية منذ عام 2006، وتتواجد في 23 دولة في أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي، كما أن بعض الدول لديها أكثر من معهد على أراضيها، وتقع تلك المعاهد في حرك جامعي، وتقوم بتعليم اللغة الصينية، وكذلك تنظيم المعسكرات الصيفية في الصين، وتدعم المناسبات الثقافية وتقدم المنح الدراسية في الصين. ومنذ افتتاح معهد كونفوشيوس في الحرم الجامعي في عام 2010، في الإكوادور، زاد التسجيل لحضور فصول تعلم اللغة الصينية من 40 إلى 300 طالب. وقال طالب العلاقات الدولية الذي تعلم اللغة الصينية خلال عامين، في معهد كونفوشيوس بجامعة سان فرانسيسكو دي كيتو في الإكوادور، أنتوني تروغيلو: «أصبح لدي إمكانية السفر إلى الخارج، وتحديداً إلى الصين، من أجل الحصول على درجة الماجستير».

المخاوف الأمريكية

وقال مؤلف الورقة الأكاديمية «معاهد كونفوشيوس الصينية في أمريكا اللاتينية: أدوات القوة الناعمة»، جيك غيلستراب «توفر الحكومة الصينية للمعلمين المواد الدراسية، ثم تقدم خيار المنح الدراسية في الصين لمن يمكنوا من إتقان اللغة». وأضاف أن الصين تسعى إلى خلق «جيل من قادة المستقبل في أمريكا اللاتينية، يسمون بعلاقتهم الوثيقة وفهمهم الثقافي للصين، ما يجعلهم ينظرون إلى العالم بطريقة مشابهة لنظرة الصين للعالم، ما يؤدي إلى دعم العديد من أهداف السياسة الخارجية للصين. وكان تقرير هيومن رايتس ووتش لعام 2019، قد أشار إلى ما وصفه بـ«تهديدات الصين للحريات الأكاديمية خارج حدودها»، وذكر أن «معاهد كونفوشيوس هي امتداد للحكومة الصينية التي تفرض رقابة على موضوعات ووجهات نظر معينة، وتستخدم ممارسات التوظيف التي تأخذ الولاء السياسي في الاعتبار». وأضاف غيلستراب: «الاختلاف بين معاهد كونفوشيوس، وبين برامج تعليم اللغة والثقافة الأخرى، مثل المعهد البريطاني، هو أن تلك البرامج لا تعمل داخل الجامعات». ونقلت إذاعة صوت أمريكا عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قوله إن معاهد كونفوشيوس الصينية، تتمتع بعلاقات قوية مع إدارة عمل الجبهة المتحدة، التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، والتي تجمع معلومات استخبارية عن الأشخاص والمنظمات داخل الصين وخارجها. كما ذكر التقرير أنه في عام 2009، وبعد 4 سنوات من افتتاح معاهد كونفوشيوس، قال رئيس أيديولوجية الحزب الشيوعي الصيني في ذلك الوقت، لي تشانغ تشون: «المعاهد كانت جزءاً مهماً من إعداد الدعاية الصينية في الخارج».

إقرأ أيضاً..ماكرون رئيساً لفرنسا بـ58% من الأصوات.. ولوبان تعترف بالهزيمة

توسع كبير

وأشار التقرير إلى أن الصين أنشأت معاهد كونفوشيوس في عام 2004، ومنذ ذلك الحين، توسعت بتمويل الحكومة الصينية، لتشمل 162 دولة، ووصل عدد المعاهد إلى أكثر من 500 معهد، في جميع أنحاء دول العالم، عقد نحو 1000 فصل دراسي، في كل دولة. والتزمت الصين بفتح المزيد من معاهد كونفوشيوس، ضمن خطة عمل مشتركة، وافقت عليها في ديسمبر الماضي، الصين ودول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، مع تقديم 5 آلاف منحة دراسية حكومية، و3 آلاف مكان للتدريب في الصين خلال السنوات الثلاث المقبلة.

ارتباط التجارة مع معاهد كونفوشيوس

واعتبر التقرير أن توسع معاهد كونفوشيوس، جاء بشكل سريع في الدول التي أقامت الصين معها حجماً كبيراً من التبادل التجاري. ففي شيلي، التي تعتبر الصين وجهة تصديرها الرئيسية، يوجد معهدا كونفوشيوس، و5 قاعات ثقافية، أما في بيرو فيوجد 4 معاهد، وتوجد 10 معاهد في البرازيل و3 قاعات ثقافية، علماً بأن الصين هي وجهة التصدير الرئيسية للبرازيل وبيرو، فقد قامت البرازيل بتصدير 22.7% من إجمالي منتجاتها إلى الصين، بينما صدرت بيرو 27.9% من إجمالي منتجاتها للصين في عام 2020. أما الأرجنتين، التي انضمت أخيراً إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية، فتوجد بها 3 معاهد، كما شهدت الإكوادور، التي تعتبر الصين ثاني شريك تجاري لها، زيادة في اهتمام الطلاب بمعاهد كونفوشيوس.