الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

لماذا بدأت الحرب العالمية الثانية.. وما نتائجها؟

لماذا بدأت الحرب العالمية الثانية.. وما نتائجها؟

الحرب العالمية الثانية- رفع العلم السوفييتي فوق مبنى الرايخستاج الألماني

قال المستشار الألماني أولاف شولتس، إن الأزمة الأوكرانية الروسية، تذكرنا بما فعلته النازية في الحرب العالمية الثانية، حيث انقسم العالم إلى نصفين، كل منهما يرى أنه ممثل قوى الخير، بينما يمثل النصف الآخر لكل منهما قوى الشر.

لكن -بحسب متخصصين- لا تبدو الأزمة الأوكرانية كالحرب العالمية الثانية أبداً، الحرب التي انتهت عام 1945 كانت لها أسباب متخلفة ونتائج أيضاً مختلفة.

أسباب اندلاع الحرب العالمية الثانية 1939- 1945

القصة بدأت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918، عندما فرض الحلفاء على الدول المنهزمة في الحرب خصوصاً ألمانيا معاهدات مجحفة.

حيث خسرت ألمانيا بموجب هذه المعاهدات 12.5% من مساحتها و12% من سكانها، ونحو 15% من إنتاجها الزراعي و10% من صناعتها و74% من إنتاجها من خام الحديد.

كما نصت على ألّا يزيد الجيش الألماني على مئة ألف جندي، ودفع تعويضات كبيرة للحلفاء.

الأزمة الاقتصادية التي اندلعت في العالم عام 1929، أدت إلى وصول أنظمة دكتاتورية إلى السلطة في بعض البلدان، وانهماك الكثير من الدول في معالجة أزماتها الاقتصادية جعلها تقلل من أهمية ما يجري على الصعيد الدولي.

ويمكن اعتبار فشل مؤتمر جنيف لنزع السلاح والحد من خطورة التسابق نحو التسلح وانسحاب ألمانيا من عصبة الأمم سنة 1933 تعبيراً عن تمسكها بشرعية مطلبها في إعادة بناء قوتها العسكرية.

اقرأ أيضاً.. كبار مستهلكي الطاقة يتعهدون بتخفيض الواردات من روسيا

إلغاء معاهدة فرساي

بعد وصول هتلر إلى الحكم، شرع في التخلص من قيود معاهدة فرساي من خلال فرض التجنيد الإجباري، وتطوير الصناعة الحربية، وتسليح منطقة الراين، واسترجاع حوض سار.

اتباع الأنظمة الفاشية سياسة خارجية عدوانية توسعية أهمها احتلال وغزو مقاطعة منشوريا الواقعة بالشمال الشرقي للصين من قبل اليابان سنة 1931 دون أن يصدر عن المنظمة الدولية أي رد فعل.

احتلال إثيوبيا من قبل إيطاليا سنتي 1935 و1936 وفشل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بعد أن انسحبت كل من ألمانيا واليابان من عصبة الأمم.

التوسع الألماني على حساب النمسا وبولونيا، واحتلالها منطقة السوديت ومعظم أراضي تشيكوسلوفاكيا في إطار ما عرف باسم المجال الحيوي.

اقرأ أيضاً.. «تحدت الأعراف».. وفاة مادلين أولبرايت أول أمريكية تتولى منصب وزير الخارجية

كيف بدأت الحرب العالمية الثانية؟

بدأت الحرب العالمية في الأول من سبتمبر 1939، حيث بدأ الغزو الألماني لبولندا، تلاه إعلان كل من بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا في الثالث من سبتمبر.

في 8 سبتمبر وصلت القوات الألمانية إلى ضواحي وارسو وحاولت القوات البولندية وقف التقدم الألماني لعدة أيام واستطاع الفيرماخت في النهاية تطويق القوات البولندية.

في 17 سبتمبر 1939 هاجم الاتحاد السوفيتي بولندا، وفي 27 سبتمبر 1939 استسلمت بولندا للألمان مع وجود جيوب للمقاومة، وفي 6 أكتوبر تم إعلان الاستسلام النهائي لبولندا بعد معركة كوك.

بعدها تم تشكيل حكومة منفى في لندن تابعت لاحقاً إدارة العمليات القتالية لجيش الوطن -حركة المقاومة البولندية- التي استمرت حتى نهاية الحرب.

حيث كانت الحكومة البولندية أثناء الحرب رحلت قرابة 100,000 جندي إلى رومانيا ودول البلقان، في حين تقاسمت كل من ألمانيا والاتحاد السوفيتي الأراضي البولندية.

والغزو الإيطالي للحبشة، حيث احتلت القوات الفشاية الإيطالية، الأراضي الحبشية أو إثيوبيا كما نعرفها في الوقت الحاضر.

أما في المحيط الهادئ فيعتبر تاريخ بداية الحرب هو بداية الحرب اليابانية الصينية الثانية في السابع من يوليو 1937، حتى أن البعض يعتبر تاريخ البداية هو الغزو الياباني لمنشوريا في التاسع عشر من سبتمبر 1931.

واتبع آخرون ما قاله المؤرخ البريطاني ألان جون بيرسيفال تايلور، وهو أن كلاً من الحرب اليابانية الصينية الثانية والحرب في أوروبا تزامنتا واندمجتا عام 1941.

اقرأ أيضاً.. العقوبات الاقتصادية الجديدة تطال مخزون روسيا من الذهب

ما هي الدول المتحاربة في الحرب العالمية الثانية؟

انقسمت الدول المتحاربة في الحرب العالمية الثانية إلى قوتين عظمتين، الأولى قوات الحلفاء وتضم: (الولايات المتحدة وبريطانيا، وفرنسا، والاتحاد السوفييتي، وأستراليا وكندا والصين).

أما الفريق الثاني كان دول المحور: (ألمانيا، اليابان، إيطاليا، رومانيا، بلغاريا، المجر).

نتائج الحرب العالمية الثانية

استمرت الحرب لما يقارب 15 عاماً، استنزفت خلالها الكثير من البشر والدول والأموال والأسلحة وما ألحقه من أضرار فادحة في كل ما هو موجود على سطح الأرض.

ومن ناحية أخرى ورغم عدم تكافؤ الفرص لكلٍ من الطرفين في بداية الأمر إلا أن ألمانيا ظلت في طليعة المواجهة تقبض زمام الأمور بقبضة من حديد، فما سلمت منها دولة إلا لها من حزمها نصيب.

لكن هذا لم يدم إلا لنهاية 1942 حيث بدأ التحول في سير الحرب لصالح الحلفاء الذين أرسلوا قواتهم إلى شمال أفريقيا وما نجم عنه من معركة سميت «بمعركة العلمين» بين بريطانيا ودول المحور.

وكانت النتيجة هزيمة المحور واستسلام إيطاليا، وما رافقه من شن للغارات الجوية المكثفة على ألمانيا، الأمر الذي سبّب ذلك أضراراً كبيرة بها وتدمير أغلب مراكزها الحيوية.

بالإضافة إلى ما تعرضت له بالمقابل اليابان من قذفها بالقنبلة الذرية على هيوشيما وناغازاكي، فهزمت اليابان وألمانيا في نهاية عام 1945 فهزمت كل من ألمانيا واليابان وانتصرت الحلفاء.

خرجت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي كأكبر قوتين في العالم، فأصبح العالم ثنائي الأقطاب، الذي ما برح حتى عاد ليصبح أحادي القطب بعد تفكك وانهيار الاتحاد السوفييتي في أوائل الثمانينيات من القرن المنصرم.

اقرأ أيضاً.. الجيش الليبي ينفي إرسال قوات إلى أوكرانيا للقتال مع الروس

كما ظهرت الكتلتان الغربية الرأسمالية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، وتضمنت دول أوروبا الغربية وما قامت به من تشكيل لحلف شمال الأطلسي في عام 1949م.

أما الكتلة الأخرى فهي الكتلة الاشتراكية بزعامة الاتحاد السوفيتي، والتي انضم لها بعد ذلك دول شرق أوروبا، وتشكيل حلف وارسو في عام 1955م.. إنشاء هيئة الأمم في عام 1945م.

وما نتج عنها من اكتشاف أسلحة جديدة متطورة كالنووية والذرية، والتي أخذت كل دولة من الدول الغربية على التنافس في امتلاكها والحصول عليها.

وما سبب ذلك من قضاء على الحكمين الفاشي والنازي في كل من إيطاليا وألمانيا.. بالإضافة إلى ظهور نشاط للحركات التحررية في العالم الثالث التي طالبت بالاستقلال والتحرر.