أحمد داغر

تراجيوكوميديا

يحدث أن تدخل إلى قاعة يقدم فيها عرض مسرحي، فتتوهم أنك دخلت عن طريق الخطأ إلى مقهى، أو صالة ألعاب رياضية، أو محاضرة مملة أجبِر الحاضرون على دخولها بسبب فرضيات الوظيفة. هذا الخلط نتيجة طبيعية لما يحدث في بعض قاعات العروض قبيل بدء المسرحية، أحاديث جانبية مرتفعة، رنّات هواتف متحركة لا تكل ولا تمل، حركة الجمهور دخولاً وخروجاً، بحثاً عن الكراسي أو إتماماً لحوارات على الممرات، يحدث كل هذا وإدارة المهرجان أعلنت عن أن العرض سينطلق خلال ثوانٍ، متوسلة الهدوء وإغلاق الهواتف، ولا حياة لمن تنادي، والأغرب من ذلك، أن تلك الضوضاء مصدرها المسرحيون أنفسهم! أذكر أنني حضرتُ عرضاً مسرحياً لفرقة مسرحية إنجليزية في دبي، وكنتُ العربي الوحيد على ما أظن، اقتسمتني نظرات الجمهور وهي توجه نحوي سهام الامتعاض لدخولي متأخراً، علماً بأن العرض لم يبدأ. لم يكن هنالك إعلان داخلي عن ضرورة التزام الهدوء والجلوس في الأماكن المخصصة، ولم أسمع طوال مدة العرض رنين أي هاتف، سوى رنين هاتفي الذي نسيتُ أن أضعه على وضعية الصامت! a.almajid@alroeya.com

أخبار ذات صلة