جورج ابراهيم

عندما يقال إن المجرم يستخدم أي وسيلة لتحقيق مآربه بغض النظر عن الضرر أو الألم الذي قد يسببه للآخرين، فهذه حقيقة نلمسها ونسمعها فلم يكن المجرم في أي يوم من الأيام إلا خارجاً عن نطاق المعقول والقانون والإطار العام للمجتمع الذي تعارف على الأمن وتحكيم مؤسسات النظام فيه، لكن المجرم يخرج عن كل هذه القيم لتحقيق أهدافه الإجرامية الأنانية لذا هو يقتل وينتهك حقوق الآخرين. عندما نقول وبالوتيرة نفسها إن استخدام الدين والتستر خلفه وخلف شعاراته مثل الجهاد وإعلاء كلمة الله ونحوهما من المصطلحات التي ترددها الجماعات الإسلامية المتشددة التي تضرب في مجتمعاتها بقسوة وعنف، فتسفك الدم الحرام وتشرد وتختطف والمبرر هو الجهاد لإعلاء كلمة الله، فمرة أخرى نلاحظ أنه هنا يتم استخدام وسيلة مقدسة وعظيمة لدينا وهو ديننا، فالسارق قد يسرق المال أو الأثاث أو أياً من الماديات لكن هؤلاء يسرقون أعظم شيء نملكه وهو ديننا الذي نعرفه أكثر منهم، والذي تعلمناه منذ نعومة أظفارنا وندرك قيمه العظيمة المتسامحة، وهؤلاء المتطرفون يخرجونه عن إطاره ويشوهونه فقط من أجل تحقيق أهداف لا تمت للدين بأي صلة. لن أذهب بعيداً للدلالة على هذا الانحدار العظيم والهبوط الكبير في صورة ديننا بسبب هذه الفئات الموتورة التي تسبب الفوضى في المجتمعات، وتهجم على مكتسبات الناس وتسفك الدم الآمن المسالم، سأذكر خبراً تم تداوله عبر وكالات الأنباء ولكم أن تحكموا إذا كان للإسلام دخل في الموضوع أم هي عصابة متشردة لا تملك أي ضمير أو أي قيمة إنسانية، يقول الخبر: هاجم متشددون بالسلاح مدرسة ثانوية للبنات وخطفوا عدداً كبيراً من الطالبات شمال شرق نيجيريا وأضرموا النار في البلدة المحيطة. وقال إيمانويل سام مسؤول التعليم في بلدة شيبوك في ولاية بورنو حيث وقع الهجوم: قام رجال مسلحون بخطف عدد كبير من الفتيات الشابات بعد أن اقتحموا مدرستهن بقافلة من العربات. وإن المسلحين من حركة «بوكو حرام» المتشددة التي يعني اسمها «التعليم الغربي حرام». وهاجمت الحركة مراراً عدداً من المدارس في شمال شرق نيجيريا خلال التمرد الذي أودى بحياة الآلاف منذ العام 2009. لقد تم خطف عدد من الفتيات من قبل من يطلقون على أنفسهم مجاهدين، فما الذي تتوقعون أن يحدث لهن على أيدي هؤلاء المجرمين؟ ما يؤلم بحق أن يقال ويفعل كل هذا الإجرام بحجة خدمة الإسلام!f.mazroui@alroeya.com

أخبار ذات صلة