حملت وزارة الصحة المدارس وأولياء الأمور مسؤولية ارتفاع نسبة التسوس عند الأطفال، التي وصلت إلى 85 في المئة من طلبة المدارس في الدولة، وذلك بحسب مسوحات أجرتها الوزارة أخيراً على الطلبة من الفئة العمرية بين أربع و12 عاماً.وبحسب مديرة خدمات طب الأسنان في وزارة الصحة، رئيسة شعبة طب الأسنان في جمعية الإمارات الطبية، الدكتورة عائشة سلطان السويدي، فإن مرض تسوس الأسنان يعتبر واحداً من أمراض الطفولة المزمنة، لدى الأطفال في الإمارات.وعزت السبب في انتشار المرض إلى نقص الفلورايد، والعادات الغذائية الضارة، والتي يجب أن يحرص أولياء الأمور والمدارس على توعية أبنائهم بضرورة تغييرها.وأشارت إلى أن أولياء الأمور وإدارات المدارس معنيون بشكل رئيس في توعية الأطفال بضرورة الاهتمام بصحة أسنانهم، وتقليل تناول السكريات والحلويات والاعتناء بأسنانهم عبر استخدام فرشاة الأسنان يومياً، لتقليل معدلات التسوس لدى الأطفال.وأكدت على هامش مؤتمر الاتحاد الآسيوي لطب الأسنان الذي دشن مساء أمس الأول أن صحة الأسنان تؤثر بشكل سلبي في التغذية والتحصيل الدراسي، لافتة إلى أن الإمارات تعتبر من أعلى الدول التي يعاني فيها الأطفال تسوس الأسنان، بسبب عدم احتواء المياه على الفلورايد الذي يعد سبباً رئيساً لانتشار المرض بين الأطفال.وينظم مؤتمر الاتحاد الآسيوي تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية، والذي استضافته جمعية الإمارات الطبية بالتعاون مع وزارة الصحة في الفترة من 17 إلى 19 يونيو في مركز المؤتمرات العالمي في إمارة دبي.وفي رد على سؤال لـ «الرؤية» حول دور الوزارة في تعويض نقص الفلورايد عند الأطفال، ذكرت السويدي أن الوزارة كانت تصرف حبوب الفلورايد للأطفال، إلا أنها أوقفت ذلك منذ خمس سنوات بسبب بعض التقارير الصحية التي تتحدث عن تأثير حبوب الفلورايد السلبي على الصحة.ودعت إلى التوسع في برامج التوعية الموجهة لفئات المجتمع وتحديداً للأطفال عبر وسائل الإعلام المختلفة، مشددة على ضرورة تغيير أنماط السلوك والعادات الغذائية التي أدت إلى زيادة نسبة تسوس الأسنان، على الرغم من تطور وتقدم خدمات الرعاية الصحية عامة وفي مجال صحة الفم والأسنان خاصة، منادية بتخصيص ميزانية للوقاية من تسوس الأسنان، بدلاً من صرف مبالغ ضخمة على العلاج.وكشفت السويدي عن أن الإمارات تحتاج إلى عدد من التخصصات لتطوير طب الأسنان، منها جراحة اللثة وزراعة الأسنان وطب الأطفال والتقويم، لافتة إلى أن علاج الفم والأسنان يمثل عبئاً كبيراً على كثير من الدول، نظراً لارتفاع أسعار المواد الطبية اللازمة والأجهزة الطبية المستخدمة.وشهد المؤتمر وزير الصحة عبدالرحمن بن محمد العويس، ورئيس الاتحاد الآسيوي لطب الأسنان السابق الدكتور راتنا نيسن، والأمين العام للاتحاد الآسيوي لطب الأسنان الدكتور أوليفر هينيديجه.ونوه العويس بأهمية انعقاد هذا المؤتمر من خلال ما يقدمه من خبرات رفيعة المستوى، وما يطرحه من تجارب تحمل مستجدات عظيمة، ونطمح إلى أن تعم بها الفائدة والنفع على مجتمعاتنا وشعوبنا بما تستحدثه وتطوره من وسائل وسبل للعلاج والتشخيص والوقاية وغيرها. وأشار العويس إلى ثقته بكوكبة العلماء والخبراء التي يضمها المؤتمر من مختلف دول العالم، وما سوف يقدم من الطروحات والأبحاث التي يناقشها المؤتمر لتشكل إطاراً مهماً في تبادل الخبرات وإتاحة أفضل الممارسات الطبية في مجال طب الأسنان وتحقيق الأهداف التي بني عليها المؤتمر.وشمل المؤتمر عدة ندوات علمية يلقيها نخبة من الخبراء العالم حول هندسة وزراعة أنسجة الفم باستخدام الخلايا الجذعية، ويشارك فيه 27 دولة آسيوية من دول الاتحاد الآسيوي لطب الأسنان، ومن المتوقع حضور 4000 طبيب أسنان من مختلف أنحاء العالم لحضور مناشط المؤتمر.

أخبار ذات صلة