أمل نبيل ولمياء كنعان

جَلاداعوج من شدة الضرب به على عظام السجين الهزيلة، ولحمه المجفف، وشحمه اللزج. يرميه الجلادُ على الأرض، ويأمر السجين برثائه. نَعاهُ السجينُ باكياً. يتناوله الجلاد، ويقومه قليلاً بيده، ثم ينهال به على الناعي ضرباً:- قُرْ!.. قُرْ!فقَرقَرَ السجين طلب الجلاد في حَلقِهِ، قُبيل أن يفقد وعيه.* * *مختبرتمرد عن عنفوان الشباب حتى غدا كهلاً. وما زالوا يتهمونه بأنه لم يُختبر جيداً في حياته بعد. دخل مختبر التبرعات أيام الحرب، بحضور خبراء متخصصين في عالم الرياء، وطاقم صحافي من وكالة الأخبار ليدون الخبر. عومل باحتقار، ولم يقيموا له وزناً أو قيمة تذكر. رحل بعدها عن دار الاختبار، بعد نفاد صلاحيته، فاشتاقوا لزمانه وترحموا عليه.* * *زينةلمِسكارا رُموش مُتناسقة وعينين واسعتين، أما تاتو فلها حاجبان كهِلال العيد، وإطلالة بَراقة.تنازعا في زينتهما أمام المرآة. حالت باروكة بينهما، وخرجن معاً قاصدات مَن يلمع رأسه في الليل والنهار.* * *صَيّادرثى صائد الغزال أشجار الغابة المقطعة، وبرك المياه الآسنة، وعانق التماسيح التي أحاطت به من كل جانب بحميمية باكية.* * *حِوارأجرت حواراً لم يتفوه به فمه، وأومأت ببريقها كما لو أومَأ برأسه، ثم زاغت وهمست في أذنيه: صاحِب صاحبتهما!* * *طُقوس الوَجَعطعنة عشوائية مُدوية، سَدّدتها قبضة حانقة. طبعت أثرها على معدته في الحال. تأوه بأنينه. استقامت دفتاه من انحناءتها، وانصرف موجوعاً برفقة وَجَعي لركوب الطائرة ومغادرة الوطن.* * *فَزَعفوق جسر المشاة المحاذي للنهر. صراخ وعويل، وخطىً مبعثرة. أشخاص يتراكضون هلعين جهة اليسار.. وجهة اليمين. الرجال يتدافعون، النساء تعثرن، تساقط الأطفال. منهم من ألقى بنفسه في النهر، ومنهم من اختنق بالزحام أو سحقته الأقدام.خيم الهدوء على المشهد قليلاً.. الكل بين صريع، وجريح، وغريق. من بينهم مهووس أشاع بوجود قنبلة.مهند حوشي

أخبار ذات صلة