هواري عجال

الانفتاح والتخلي عن السياسات الحمائية ضرورة للتشارك في المستقبل

شهدت فعاليات اليوم الأول من مجالس المستقبل العالمية، التابعة للمنتدى الاقتصاد العالمي، التي انطلقت في دبي أمس الأحد، العديد من الجلسات والنقاشات حول استشراف المستقبل وكيفية استفادة الدول من توجيه الاستثمارات بصورة تخدم أهداف التنمية المستدامة استرشاداً بالتجربة الإماراتية في استثمارات المستقبل، مثل الذكاء الاصطناعي والفضاء.

وأكد رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، بورغي براندي، في كلمته خلال الجلسة الرئيسة بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن أخطر ما يواجه عالم الأعمال اليوم هو الهجمات الإلكترونية واختراق الشبكات لسرقة البيانات والمعلومات، موضحاً أن عواقب هذه الهجمات وخيمة في ظل عالم المعرفة والسيارات ذاتية القيادة، مطالباً بالمزيد من حماية الشبكات وتعزيز الأمن الإلكتروني.

وأضاف براندي أن العولمة لا يمكن وقفها، بل يجب العمل على تحسينها وجعلها أكثر استدامة لتوليد المزيد من الوظائف، لاسيما في ظل المتغيرات التي يعرفها عالم اليوم بفضل الثورة الصناعية الرابعة.

وأشار براندي إلى أن كل الفاعلين اليوم اجتمعوا في دبي للمشاركة في تصميم مبادرات جديدة ضمن شبكة الثورة الصناعة الرابعة.

من جهته، أكد وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل الرئيس المشارك لاجتماعات مجالس المستقبل العالمية، محمد القرقاوي، بلوغ العالم نقطة اللاعودة عن العولمة، مطالباً الدول بمزيد من الانفتاح والتخلي عن السياسات الحمائية، خصوصاً مع عولمة البيانات والتعليم والمعرفة وكذلك المواهب وعولمة الأفكار.

وأضاف القرقاوي أنه بفضل العولمة تغير اقتصاد العالم وزادت الفرص وظهرت شركات عملاقة مثل أبل وأمازون وغيرها، ولم تغلق دول العالم أبوابها أمام تلك الشركات، لذلك نجحت وأصبحت عالمية عبر اقتصاد تشاركي، مشيراً إلى أن أي دولة لن تكون قادرة على غلق الحدود والانفصال عن العالم الخارجي.

أخبار ذات صلة

سوق أبوظبي يستقر أعلى 9400 نقطة عند الافتتاح
سلطان الجابر: الأمن والاستقرار وجودة الحياة أحد أهم ممكناتنا الصناعية


* الإمارات تقود دول المنطقة في الاستثمارات الفضائية

أكد مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، الدكتور محمد ناصر الأحبابي، أن قطاع الفضاء الإماراتي يعتبر الأكثر تطوراً واستثماراً على مستوى دول المنطقة.

وأشار الأحبابي إلى أن الإمارات أسست أول وكالة فضاء عربية، ولديها أول مشروع عربي إسلامي لاستكشاف الكواكب الأخرى، إضافة إلى مشاريع أخرى في الأقمار الاصطناعية، كان آخرها إطلاق القمر الاصطناعي خليفة سات، ما يعطي الثقة بأن الدولة وشبابها قادرون على الإنتاج والتعامل مع التقنيات المعقدة والمعرفة اللازمة في هذا الموضوع.

وأوضح الأحبابي على هامش فعاليات مجالس المستقبل العالمية في دبي، أن الإمارات أدركت منذ زمن بعيد أهمية الفضاء للعبور نحو المستقبل.

وقال الأحبابي إننا نشجع الدول المجاورة على إطلاق مشاريع مشتركة ولدينا مبادرات لتشجيع الشركات المحلية ورجال الأعمال للاستثمار في الفضاء وتأسيس مشاريع فضائية.

وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع ولدينا بيئة تشريعية نعمل عليها وأصدرنا عدداً من التشريعات التي تخدم الاستثمار في الفضاء، وسيتم إصدار قانون الفضاء قريباً وقد تم اعتماده من مجلس الوزراء، مؤكداً أن هذا القانون يشجع الاستثمار في القطاع الفضائي ويعطي الحماية للمستثمر المحلي والأجنبي على حد سواء، لوجود بيئة تحمي الاستثمارات الفضائية.

وقدر الأحبابي حجم استثمارات الدولة بنحو 22 مليار درهم في قطاع الفضاء وفي عدة مشاريع على مستوى الدولة خلال الـ20 سنة الماضية،لافتاً إلى أن حجم الاستثمارات العالمية في هذا القطاع يبلغ نحو 1.2 تريليون درهم سنوياً وهو ينمو بشكل سنوي بمعدل 7ـ 8 في المئة، والإمارات هي من ضمن نسبة النمو العالمي.

* المستقبل للاستثمارات ذات القيمة المضافة

أوضح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد، عبدالله آل صالح، أن الوزارة تواصل تطوير خدماتها الذكية في إطار استراتيجية الحكومة بالانتقال إلى الخدمات الحكومية الذكية.

وأفاد آل صالح في تصريحات صحافية خلال فعاليات مجالس المستقبل العالمية أن الوزارة مستمرة في العمل على تعزيز التشريعات والسياسات لتشجيع استقطاب الاستثمارات النوعية التي ترتكز على الابتكار والتقنيات المتقدمة وتسهم بقيمة مضافة لاقتصاد الدولة.

وقال آل صالح إن الوزارة تحفز الابتكار لدى القطاع الخاص وتدعم تبنّيه أحدث ما توصلت إليه التقنيات الحديثة في مختلف العمليات والقطاعات.

وأوضح آل صالح أن المجالس رصدت أبرز توجهات المستقبل في مختلف مناحي الحياة، لاسيما تلك التي تؤثر بفعالية على النمو الاقتصادي وآليات تعامل الحكومات مع هذه التغيرات، كما هو الحال مع تأثير الاقتصاد الرقمي والتحول في الثورة الصناعية الرابعة والتقنيات وتأثيراتها على أداء الأعمال ومشاركة مواطني العالم في صنع القرار، وانعكاساتها على أداء الحكومات والتجارة العالمية والنمو الاقتصادي.

* الإمارات الأكثر كفاءة في الإنفاق المالي واستخدام التكنولوجيا عالمياً

أكد وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل الرئيس المشارك لاجتماعات مجالس المستقبل العالمية، محمد بن عبدالله القرقاوي، أن الإمارات وبحسب التقارير الدولية هي الدولة الأكثر كفاءة في الإنفاق المالي والأكثر كفاءة في استخدام التكنولوجيا.

وقال القرقاوي، في الجلسة الرئيسة لافتتاح مجالس المستقبل العالمية، إن «المستقبل لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه، لذا نحن لدينا الرغبة في معرفة ما يحمله لنا المستقبل، وكيف يمكن أن نتخيله وكيف يمكن أن نؤثر في صناعته».

وأضاف أن الانشغال بالمستقبل يعني التطورات التكنولوجية التي تحمل فرصاً بقيمة 70 تريليون دولار في الأعوام العشرة المقبلة، إذ سيوفر هذا المبلغ الضخم فرصاً كبيرة للشعوب.

وحدد القرقاوي أربع أولويات لحكومات الدول يجب أن تتعامل معها، أولها التصميم التشاركي لصناعة المستقبل، أما العامل الثاني فيتمثل في هندسة التشريعات الاستباقية بشكل منهجي ومنظم، مؤكداً أن هدف الإمارات هو أن تكون أسرع في اختبار تشريعات تهم العالم مثل تشريعات السيارات ذاتية القيادة والطباعة الثلاثية وغيرها. وبحسب القرقاوي، فإن العامل الثالث يتعلق بتطوير إنتاجية وكفاءة الحكومات، فيما يتمثل العامل الرابع في التحديات التي تواجه واقع العولمة.

* التوصيات ستتحول إلى مشاريع ملموسة

قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي المستقبل، خلفان جمعة بلهول، إن الهدف الرئيس لمجالس المستقبل العالمية هو ترجمة الأفكار والمقترحات التي تتم مناقشتها وتحويلها إلى توصيات في مرحلة ثانية، وبعد اجتماعات الـ 38 مجلساً تتم دراستها داخل الإمارات، ومن ثم تحويلها إلى واقع ومشاريع ملموسة وتشريعات قائمة.

وأكد بلهول أن الإمارات تقود الثورة الصناعية الرابعة عالمياً، من خلال تقبلها المخاطرة بالاستثمار في صناعة المستقبل من خلال مشاريع مستقبلية واعدة.

* 4 تحديات تواجه المنطقة

حدد مجلس الشرق الأوسط ضمن 38 جلسة يعقدها منتدى الاقتصاد العالمي أربعة تحديات تواجه المنطقة تتمثل في الهجرة والبطالة والتغيرات المناخية والنمو السكاني.

وأوضح منسق مجلس جلسة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مروان كيروز، أن المنطقة العربية تحوز نحو 40 في المئة من أعداد اللاجئين حول العالم، والبالغ عددهم نحو 60 مليون لاجئ.

وأكد كيروز أن مجالس المستقبل العالمية فرصة مهمة للدول العربية لطرح الانشغالات والبحث عن حلول لتلك القضايا، سواء على المدى المتوسط أو البعيد.